كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7463 - 2022 / 12 / 15 - 07:53
المحور:
المجتمع المدني
ليس يئساً ولا تذمرا، لكن نفوسنا المثقلة بالأحزان لم تعد تحتمل زوابع الإحباط والخذلان في بلد إنقلبت فيه المبادئ والموازين والمفاهيم الأخلاقية رأساً على عقب، حيث يؤتمن الخائن، ويخوّن الأمين، ويُكّذب الصادق، ويُصّدق الكاذب، ويُحتضن الفاشل، ويُستبعد الناجح، ويُطارد الوطني، ويُستقطب المتآمر، ويتحكم المجنون بالعاقل، والمغفل بالحاذق، والطائش بالحصيف. بينما تواصل الدولة مسيرتها المتعثرة في طريق التقهقر إلى الوراء، فيتكاثر المنافقون والانتهازيون والكذّابون والمزيفون. .
يقولون ان الدولة (كل دولة) تنتقل منذ نشأتها وحتى اضمحلالها بين خمسة أطوار، هي: الظفر، والانفراد بالمجد، ثم الرخاء والدعة، ثم طور القنوع والمسالمة، ثم الإسراف والتبذير. لكن دولتنا ومنذ تأسيسها الحديث عام 1932 انتقلت عبر أطوار مزعجة، تمثلت بالتخبط والقلق، ثم العنف الثوري، ثم الاستقرار الحذر، ثم الثورات والانقلابات المتوالية، ثم الحروب الخاسرة، ثم الظلم والخوف والتعسف، ثم الفوضى والاستهتار. ثم طور النزاعات الشخصية، وليس لدينا أدنى شك اننا في طريقنا الحتمي نحو التدهور والانهيار، فالمشهد المعروض امامنا لا يوحي بالخير، ولا يمنحنا اي بارقة أمل بتحسن أوضاعنا المربكة. .
حاول ان تجد وصفاً دقيقاً لواقعنا المزري، وقارنه بدول الجوار، أو بالدول الفقيرة، أو بأي دولة تطرأ على بالك في شرق الأرض وغربها. فإنك لن تجد دولة تشبه دولتنا في كل المعايير والاعتبارات القياسية وغير القياسية. ثم خذ حريتك في توقع ما ستئول اليه احوالنا في السنوات القليلة القادمة. .
أنا شخصياً أرى ان القاسم المشترك للنخبة المتنفذة هو الطمع والترف، وان الطبقة المستأثرة بالحكم هي التي ستسحق الناس وتدوس عليهم من أجل مصالحها الخاصة وترفها الزائد ورفاهيتها وحدها دون غيرها. وقد لا تجد هذه الطبقة المثقلة بالمال والدعة والقوة المسلحة، أمام الجماهير المطالبة بحقوقها إذا خرجوا ناقمين على هذا الظلم والاستئثار، إلا طلب الدعم من القوى الخارجية التي بدورها تجد في مثل هذه الأنظمة مصلحة سياسية في استمرارها وبقائها وقهرها لشعوبها. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟