أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - تجربة اصلاح الشرطة الإندونيسية / سلسة الاصلاح الأمني 8














المزيد.....

تجربة اصلاح الشرطة الإندونيسية / سلسة الاصلاح الأمني 8


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 21:18
المحور: المجتمع المدني
    


بدأت عملية إصلاح الشرطة في عقب انهيار نظام سوهارتو في 1998 بعد الغضب الشعبي الهائل ضد عسكرة المجتمع واستخدام قوات الشرطة بقمع الاحتجاجات بالقوة، وتركزت أولى خطوات الإصلاح على فصل الشرطة عن النظام العسكري، واستبدال الزي العسكري والتراتبية العسكرية بأخرى مدنية تركز على مفهوم الخدمة العامة.
وقد تم إصلاح الشرطة على ثلاثة مستويات:
مستوى فكرى - ركز على ضبط أداء الشرطة على وقع الإصلاحات الدستورية والقانونية بالبلاد وإنتاج ثقافة جديدة جهاز الشرطة الوطنية
مستوى هيكلي - ويقوم الإصلاح الهيكلي على استقلالية المؤسسة والشعور القوى بالانتماء إليها والالتزام بالمهنية والقواعد الدولية لأداء الشرطي.
مستوى أدواتي - أما مستوى الأدوات فركز على حديث المؤسسة وفقا لمقتضيات العلم والتكنولوجيا وتوجيهها للخدمة العامة.
كما نص الدستور الإندونيسي الجديد على أن يتبع جهاز الشرطة رئيس الجمهورية مباشرة ويتم إنشاء جهاز أعلى لتوجيه عمل الشرطة، كما تم إصدار قانون جديد للشرطة تكون الشرطة موجبه أداة الدولة في حفظ وتطبيق القانون وتقدم الحماية للمواطنين كخدمة عامة ، رغم هذا فإصلاح الشرطة بأسلوب فوقى (من أعلى الى الأسفل) ليس كافيا وإنما لابد من إصلاحها من الأسفل الى الأعلى أيضا عبر الاهتمام بالعنصر البشرى ورفع كفاءته وقدراته ، ويتطلب الإصلاح من أسفل رفع كفاءة عنصر الشرطة الذى يعمل على الأرض وفى مواجهة الجمهور، ولكنه أيضا يستلزم رقابة المجتمع المدني والمحلي على أداء الشرطة وضبطه .
بعد هذه التعديلات بأشهر قليلة كلفت الحكومة مركز أبحاث إندونيسي مختص بشئون الأمن والسلم بمهمة وضع توصيات لاصلاح الشرطة ، وأول خطوة اتخذها المركز استطاع رأى موسع في 6 مقاطعات إندونيسية للتعرف على المشكلات الحقيقية التي تعوق مهنية الشرطة، تجاوب مع الاستطلاع حوالى 3 آلاف ما بين العاملين بالشرطة ومواطنين عادين يتعاملون مع خدمات الشرطة.
حددت الدراسة مشكلات ضبط الأمن في المجتمع كالتالي:
الخوف من تفشى الجريمة، تعقد إجراءات اللجوء للشرطة، وجود عدد كبير من الجرائم المقيدة ضد مجهول لعدم ضبط مرتكبيها، انتهاكات واسعة للقانون وآداب المهنة من جانب رجال الشرطة، الخوف من الشرطة بدا من الاحتماء بها ما يعنى شعورا عاما سلبيا تجاه أداء الشرطة في المجتمع.
على الجانب الآخر وجدت الدراسة أن تطوير العمل الشرطي يصطدم بعدة عوائق أهمها:
اهتمام رجال الشرطة بالمكاسب المادية، التمسك بالنزعة العسكرية لرجال الشرطة، فقر الإبداع والحلول المبتكرة، الاهتمام بمصالح الشخصية على حساب الصالح العام، وعدم الاستقلال المؤسسي لشرطة، ومن هنا أوصت هذه الدراسة بثلاث توصيات رئيسية:
الأولى - الاهتمام بإعادة توجيه أخلاقيات مهنة الشرطة نحو العمل المدنى لا العسكرى مع التأكيد على مبدأ أن رجل الشرطة هو حامي وخادم للمجتمع.
الثانية -إعادة هيكلة أجهزة الشرطة مما يسمح مزيدا من الاستقلالية واللامركزية والمساءلة.
الثالثة -تتعلق بتنمية إدارية مؤسسية حديثة جهاز الشرطة لضمان الارتقاء الوظيفي لرجال الشرطة على أسس ومعايير واضحة ترفع من كفاءتهم وتحقق لهم الإشباع النفسي في مناخ العمل.
الأهم من التوصيات التي توصلت إليها هذه الدراسة هو بناء علاقة شراكة مستمرة بين مراكز الأبحاث المستقلة في شئون الأمن والسلام الأهلي بإندونيسيا وبين جهاز الشرطة الذي بدأ بتنفيذ هذه التوصيات، حيث ثم إشراك مراكز الأبحاث تلك في قرارات الإصلاح الداخلي للشرطة. كما أصبح القائمون على جهاز الشرطة أكثر تقبل للنصائح والاستشارات التي يقدمها الخبراء من غير العاملين بالشرطة، واعتمد صنع القرار بالجهاز على مدخلات عدة جهات علمية ومدنية وحقوقية، وبالمثل أصدر جهاز الشرطة بالتعاون مع خبراء من خارجه كتابا يشمل العقيدة الجديدة التي تنتهجها الشرطة في إندونيسيا وعمم نشره على كافة مراكز الشرطة بالبلاد.
كما تقرر إجراء برامج تدريبية لرؤساء مراكز الشرطة بعدة مقاطعات لتنمية قدراتهم على تقدم حلول مبتكرة للمشكلات التي يوجهونها في عملهم، فتم تدريبهم على إدارة الصراعات وحل المشكلات ومنع الصراعات قبل وقوعها، وقد تم إجراء هذه التدريبات على مستوى كل مقاطعة، فيما يتعلق مد جسور التواصل الدائم مع المجتمع المحلى بعقد لقاءات دورية وإقامة خط اتصال ساخن لتلقى الشكاوى والاقتراحات كما تم استحداث وحدة للتدخل السريع حل الصراعات تتكون من ضباط شرطة وممثلين عن لمجتمع المحلى والأحياء السكنية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة بالمقاطعة لتهدئة الصراعات فور وقوعها تجنبا لسقوط ضحايا.
الخلاصة من هذه التجربة
في بلد عدد الجزر تقدر 17508ويبلغ عدد سكانها 280 مليون شخص ، كشفت تجربة اصلاح الشرطة الإندونيسية ، عن أهمية مراكز البحث والفكر بتصحيح مسار الشرطة نحو الديمقراطية، وثبت بأن (الإصلاح الفوقي) ليس كافيا لإعطاء نتائج مضمونة، وبالتالي كان التوجه (بالإصلاح من الأسفل) الذي ثبت نجاحه عبر التشبيك مع مراكز الشرطة من خلال التدريب المستمر للأفراد البالغ (عددهم اربعمائة الف ) وتقدم الاستشارات والتشجيع على بناء جسور بين المجتمع المحلى والشرطة.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة اصلاح الشرطة في جنوب أفريقيا / اصلاح امني ج 7
- بعض المبادئ المتبعة في الدول الديمقراطية لإصلاح الشرطة -الإص ...
- من أين يبدأ اصلاح الشرطة في العراق – سلسة الاصلاح أمنى 5
- كفى عسكرة للشرطة
- اجهزة قهر وكومشنات ام اجهزة استخبارات لحماية العراق
- الاستخبارات العراقية ومدرستها الفكرية المشوشة
- فساد كبار الموظفين بالدولة اصبحوا خطرا على الامن الوطني
- كذبة اصلاح الامن بمنهاج حكومة الكاظمي
- مسلسل وطن من وجهة نظر شرطية
- دور الفضائيات بتجميل صور الاغبياء التافهين
- العين الساهرة بذكراها المئوية
- من دروس حادث جبلة
- اثر الجرائم المهمة الغير المكتشفة على الامن الاجتماعي
- اصلاح الامن المناطقي يبدا من مركز الشرطة
- الأمن بأوراق البرامج الحكومية المتعاقبة
- الاجهزة الامنية مفاهيم غامضة بالعراق
- اصلاح الامن العراقي خطوات متعثرة
- الذكرى الثامنه لفرار اخطر المحكومين بتاريخ البشرية
- الاغبياء المهرولون نحو الفضائيات
- اين العراق من الامن السبراني


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - تجربة اصلاح الشرطة الإندونيسية / سلسة الاصلاح الأمني 8