أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 2/3














المزيد.....

مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 2/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 14:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 2/3
مما يرى شحرور نقطة تحسب للإسلام، "أنَّ القرآن احتوى بداخله جميع الأديان التي سبقته وصهرها في بوتقة الإسلام العظيم، لذلك فالمسلم الحقيقي يمكن أن ينتمي إلى أي دين آخر بشرط إيمانه بوحدانية الله، وقيامه بالعمل الصالح لخدمة الآخرين". هذا الكلام فيه مغالطات كثيرة، أولا كون القرآن قد احتوى جميع الأديان، فهذا صحيح فقط من حيث ذكره لتلك الأديان، واعترافه به كما كانت عليه وقت نزول الرسالة على موسى وعيسى، لكنه اعتبر هذه الأديان قد اندثرت، ولم يعد لها وجود بصورتها الأصلية عند أتباعها، لأنهم يدينون بيهودية جرى تحريفها عن رسالة موسى كما يعتقد الإسلام، وبمسيحية حرفت عن رسالة عيسى، فأهل الكتاب مما يدينهم القرآن به إنهم "يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَّواضِعِهِ. ثم هو يقول "كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسيحُ بنُ مَريَمَ"، وقال "كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ"، مع إن تسعين بالمئة يقولون بالثالوث، إذن هم كفار حسب الآيتين وغيرهما، وهنا يقول القرآن "إِنَّ الَّذينَ كَفَروا مِنَ المُشرِكينَ وَأَهلِ الكِتابِ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أَبَدًا أُولـاـئِكَ هُم شَرُّ البَرِيَّةِ". فكون الله حسب القرآن يثيب على أمرين، الأول الإيمان بالله وتوحيده وباليوم الآخر، والثاني العمل الصالح. فالعمل الصالح هو بمعايير الدين، ولو إن بعض العمل الصالح بمعايير الأخلاق هي من العمل الصالح في الدين، والعكس بالعكس، لكن ليس كل عمل صالح أخلاقيا يقره القرآن، ولا كل عمل صالح يأمر به الدين هو مما تقره الأخلاق بمعناها العام. فمثلا الأخلاق تسمح بالتعاون مع من يسميهم القرآن بالكافرين من أجل صالح البشرية، بينما يعتبر القرآن هذا من قبيل تولي الكافرين أو غير المؤمنين بالإسلام كفرا ونفاقا ومحرما على المسلمين. ثم قوله "أنَّ القرآن إحتوى بداخله جميع الأديان التي سبقته وصهرها في بوتقة الإسلام العظيم"، يمثل اعترافا ولو غير مقصود منه بأن الإسلام صهر هوية كل من تلك الأديان في هويته، وهذا يعني عمليا ألغاها، كما يصهر أهل قومية متعصبين لقوميتهم الأقليات القومية الأخرى في قوميتهم.
يقول شحرور: "وكلما يزيد محيط خدمة الآخرين، من الناس والمجتمع إلى البشرية جمعاء، يزيد تقرب الإنسان إلى الله، والله يحاسب البشر على أعمالهم يوم القيامة فردا فردا، لا شعوبا وجماعات". وهذا ما أتفق معه كليا، حسبما أفهم الله فهما عقليا، وليس فهما دينيا أي حسب الله المعروض من الإسلام وسائر الأديان. لكنه قرآنيا غير صحيح، لأن القرآن يؤكد دائما إن الكافرين تحبط أعمالهم كلها، يعني لا قيمة ولا وزن لأعمالهم الصالحة في ميزان يوم القيامة، فالعمل الصالح مشروط بالإيمان، والإيمان بالذات بالإسلام، فحتى من آمن بالله يعد كافرا، إذا كفر أي لم يؤمن بالإسلام وبمحمد وبالقرآن، ويفترض بمحمد شحرور معرفته بموقف القرآن هذا، فـ "مَن سَّتَّخِذ غَيرَ الإِسلامِ دينًا وَّهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ"، وإن كان البعض يفسر الإسلام هنا لا بمعناه الخاص أي دين الإسلام، بل أن يكون الإنسان مسلما لله، ولا أريد مناقشة ذلك هنا، فقد ناقشته في مكان آخر.
يحاول شحرور مشكورا كالكثير غيره من المسلمين التنويريين أن يخرج بإسلام مسالم ومتعايش مع الآخر المغاير، فيستشهد بآيات تؤيد رؤيته هذه، لكنه يغفل بقصد أو بغير قصد عن الآيات الأكثر عددا بكثير، والتي هي ناقضة لتلك الآيات التي تبدو كما يذهب إليه. فيورد الآيات الآتية دعما لقوله: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالصَّابِئينَ وَالنَّصارى وَالمَجوسَ وَالَّذينَ أَشرَكوا إِنَّ اللهَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ)، )إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ)، (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالصّابِئونَ وَالنَّصارى مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ). فالآية الأولى ليس فيها القبول بالآخر بالضرورة، بل كل ما في الموضوع، تريد أن تقول فيما يتعلق بمصيرهم، فإن الله سيحكم بينهم يوم القيامة، ونعلم إن الذين آمنوا بالله ورسله، لاسيما بخاتم الرسل، وأطاعوهم وأطاعوا محمدا، سيحشرهم في الجنة خالدين فيها، والذين كفروا، أي لم يؤمنوا فمصيرهم النار خالدين فيها أيضا. ثم القرآن ينهى المسلمين من أن يحملوا مشاعر الود تجاه أقرب الناس إليهم (الأب، الأم، الابن، البنت، الأخ، الأخت)، إذا علم أنهم من أهل النار، كالآية: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمان وَّمَن يَّتَوَلَّهُم مِّنكُم فَأُلائِكَ هُمُ الظّالِمونَ).



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 136
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 135
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 134
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 133
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 132
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 131
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 130
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 129
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 128
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 3/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 2/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 1/3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 127
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 126
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 125
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 124
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 122
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة الحلقة الحادية والعشرين بعد المئ ...


المزيد.....




- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 2/3