فاسد واحد فقط في العراق

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 00:28
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

قليلون جدا هم الذين اكتشفوا هذا المتهم البريئ، الذي اشتركت 90% من الاحزاب العراقية في التحريض عليه، وتشويه صورته. والذي كاد أن يكون ذكره ثابتاً في الأخبار المرئية لمعظم الفضائيات منذ عام 2016. لا أريد ان أذكره بالاسم حتى لا اتسبب بإيقاظ الحملات المنشغلة عنه هذه الأيام، وبخاصة عندما يكون حديثنا عن متهم بريئ ينتمي إلى بلد يحتل المرتبة العالمية الاولى في ترويج الاشاعات والإساءات. فكلما ورد اسم هذا الرجل يخطر ببالي عنوان رواية المتهم البريئ للكاتبة اجاثا كريستي (The Innocent Accused). .
المضحك المبكي ان البلد الذي تبخرت المليارات من أرصدته، وفقد كنوزه، وضاعت موارده المالية في مهب الريح، والبلد الذي تبوأ مركز الصدارة في الفساد، وتغافل عن ذكر الحيتان والتماسيح الكبيرة، وتسامح مع اللصوص والمجرمين والحرامية، هو الذي استقرت بوصلته الاعلامية في توجيه الاتهامات المتوالية ضد شخص بعينه، ربما لأنه مستقل ولا ينتمي للاحزاب الحاكمة، وربما لانه دخل العملية السياسية بالخطأ، لكن الثابت لدينا انه كان علامة فارقة في سلوكه واداءه ونشاطاته الإنسانية، وكان معروفا بوطنيته وذكاءه وفطنته ومبادراته الاجتماعية. .
المثير للدهشة انه لم يسلم من هجمات أقرب الناس إليه، حتى الذين ساندهم وآزرهم ووقف معهم في احلك الظروف تمردوا عليه، واختاروا الاصطفاف مع أعداءه دونما سبب. .
من ينظر الآن من بعيد إلى المشهد العراقي يكتشف ان العراق من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربة يخلو تماما من الفاسدين باستثناء فاسد واحد فقط. وقد توحدت الاصابع السياسية في توجيه الاتهامات لهذا الرجل الذي بلغ الآن من العمر عتيا. .
تقول القاعدة الذهبية في القانون: المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن هذا الرجل ظل هدفاً للتشهير على مدى ستة أعوام وإن لم تثبت إدانته. تماما كما الملح. المتهم البريء الذي لم تثبت إدانته على موائد الفقراء والأغنياء على الرغم من ان ذرة واحدة منه تمنح الطعام مذاقه، وحيث يفتقد الملح لا تنفع البهارات. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات