|
عودة الطالبان! *
عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثناء سلسلة خطاباته الأخيرة مدافعاً عن ما يسميه "الحرب على الإرهاب،" اعترف الرئيس بوش بمواجهة صعوبات في أفغانستان، رغم أنه لم يفوت الفرصة لتكرار مقولته: تحقيق النصر الكامل على قوات طالبان، والانتصار على "الإرهاب" في كل مكان. فسَّر بعض الخبراء ملاحظات بوش بأنها تُجسّد فشل إدارته في أفغانستان، بينما اعتبرها آخرون ذريعة بغية إعادة طالبان إلى معادلة توازن السلطة. السؤال الآن "هل أن إدارة بوش مُهتمة بإعادة النظام المطرود إلى السلطة في أفغانستان؟" حميَ وطيسُ النقاش في المجتمع السياسي الأمريكي بشأن ما إذا كانت واشنطن ستُعيد حركة طالبان إلى السلطة بعد خمس سنوات من إسقاط نظامها عندما غزت أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حسب موقع انديان تايمز. وما زاد في حرارة النقاش حصول اتفاقية الشهر الماضي بين باكستان وحركة طالبان في محافظة وزيرستان بدعم كامل من الرئيس الأمريكي. رغم أن الاتفاقية واجهت انتقادات العديد من السياسيين باعتبارها خيانة لصالح "الإرهابيين" على حساب كل من الولايات المتحدة وقوات الناتو المنتشرة في أفغانستان، فإن الرئيس الأمريكي دبّر بطريقة ما إقناع الرئيس الأفغاني- الذي كان قد عبَّر عن رفضه الكامل للاتفاقية ومعارضته لها- بـ "الانتظار والترقب" لكيفية أداء الاتفاقية لاحقاً. مسألة أُخرى زادت مخاوف السياسيين بشأن عودة نظام طالبان إلى السلطة تمثّلت في نصيحة رئيس أغلبية الجمهوريين في الكونغرس- السيناتور فرست- بقوله: أن على إدارة بوش أن تأخذ في اعتبارها إعادة الطالبان لموازنة السلطة في كابول. وحجته في ذلك أن مقاتلي طالبان "كثيرون جداً ولهم شعبية كبيرة جداً" وهذا يجعل- حسب قوله- من الصعب إلحاق الهزيمة بهم. فرست، بعد زيارة خاطفة لأفغانستان خلال العطلة الأسبوعية الماضية، أخبر الصحفيين بـ "الحاجة لإعادتهم (الطالبان) في سياق بناء نمط حكومة أكثر شفافية...وإذا تحقق هذا الأمر، عندئذ نكون قد نجحنا." + "كسب القلوب والعقول" "أن اكتمال العملية المضادة للمقاومة تتطلب كسب قلوب وعقول الناس باعتبارها مسألة مهمة في نجاحها. لا يتحقق النصر بمجرد وضع العسكر في مواجهة المقاومة... أن الطالبان في كل مكان،" حسب قوله. الانتقادات التي وجهت إلى فرست اتهمته بأنه يُلوح بالعلم الأبيض (الاستسلام) أمام "الحركة التي ساهمت في جانب من الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة عام 2001." "يقترح السيناتور فرست أن أنجح طريقة للتعامل مع طالبان حالياً هو في تطبيق أسلوب مرن معهم والترحيب بأعضاء طالبان في حكومة ائتلافية، كما لو أن أحداث 11 سبتمبر لم تحصل أبداً،" حسبما نقلت عنه نانسي بلوسي زعيمة الديمقراطيين. قدَّم أحد الخبراء تفسيراً مُغايراً تماماً، بقوله: يعتقد البعض أن باكستان، في الحقيقة، لم تتخل أبداً عن طالبان بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان على أمل أن يعود قادتها إلى السلطة في كابول لتضمن (باكستان) موطئ قدم استراتيجي بعد أن تواجه الولايات المتحدة صعوبات متوقعة وتنهي احتلالها لأفغانستان. + "أما أنتَ معنا أو ضدنا" طالب قادة عسكريون ينتمون إلى خمس دول للناتو حكوماتهم اتخاذ موقف صلب تجاه حكومة باكستان، حيث اتهموها بمساعدة طالبان. "لقد حان الوقت للإجابة على ما إذا كنت معنا أو ضدنا.. رسالة فظة أُرسلت إلى الرئيس الباكستاني على أعلى مستوى سياسي،" حسب أحد القادة العسكريين للناتو. وأضاف أن "أولادنا في جنوب أفغانستان يلقون الويل بسبب ما ظهر إلى العلن في كويتا Quetta." عبَّر القادة العسكريون من بريطانيا، الولايات المتحدة، الدانمارك، كندا وهولندا عن عميق غضبهم بخصوص مقابلة الرئيس الباكستاني للرئيس الأمريكي ورئيس وزراء بريطانيا الأسبوع الماضي، واستمرار الرؤساء الغربيين في رفضهم الإعلان عن أن الرئيس الباكستاني مخادع. يظهر أن القادة العسكريين قلقون بشأن ما يُعتقد أن باكستان توفر الحماية لحركة طالبان، معبرين عن احتجاجهم بأن ذلك يحط من عملياتهم في أفغانستان، حيث ينتشر فيها 31 ألف عسكري من قوات الناتو. + "عودة الطالبان" كشف البرنامج الوثائقي PBS مؤخراً بعنوان "عودة الطالبان"- عُرض على الهواء مساء الثلاثاء- ما اعتبر الدليل على دور باكستان في حماية طالبان. حاول البرنامج بيان أسباب مواجهة الولايات المتحدة الخسارة ضد بقايا حركة طالبان ومقاتلي القاعدة. وأظهر أن الرئيس الباكستاني لا يفعل شيئاً سواء بطرد قوات طالبان من بلده أو منعهم من العودة إلى أفغانستان وشنهم الهجمات على قوات الناتو، وذلك خروجاً على التزاماته تجاه واشنطن. لكن الرئيس الباكستاني أجاب بخشونة وغضب على الأسئلة المتعلقة بتعهداته صارخاً "إذا لم تكن باكستان تفعل شيئاً أكثر فمن ذا الذي يفعل أكثر؟" شكّل البرنامج الوثائقي تذكيراً قوياً بفشل الولايات المتحدة في أفغانستان كجزء من حملة الرئيس الأمريكي في "الحرب على الإرهاب" التي بدأها بعد هجمات 11 سبتمبر لـ "تحرير" العالم من "الإرهاب".. الزعم الذي استخدمه بوش ولا زال ليُبرر حماقة إدارته وسياسات التدمير التي تمارسها منذ خمس سنوات. مممممممممممممممممممـ * Return of the Talaban, Aljazeera.com- 6 Octobet,2006. ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية الأمريكية في الجزائر *
-
كلّما طال بقاء المحتلين، زاد ضعف الحكومة *
-
لِمَنْ تذهب أرباح تجارة الأفيون الأفغانية؟ *
-
ذرف دموع التماسيح على مأزق دارفور *
-
إرهاب، تمرد، أم مقاومة؟
-
ذرف دموع التماسيح على مأزق دارفور
-
العراقيون لا يريدون الخراب- الديمقراطية الأمريكية
-
بوش والإسلام: أقوال مقابل أفعال *
-
أسد سوريا يقول- يجب على أمريكا أن تصغي *
-
كيف أصبح الحال في -الشرق الأوسط- 1
-
تشريع التعذيب !! *
-
الصراع الفلسطيني القادم *
-
قتلى الحروب الأمريكية تجاوزت ضحايا 11 سبتمبر
-
مبعوث الأمم المتحدة: تصاعد غير مسبوق للتعذيب في العراق *
-
كلمة الرئيس الفنزويلي في الأمم المتحدة- ثوروا في وجه الإمبرا
...
-
عقاب جماعي ل: أنبار العراق *
-
حان الوقت لبناء ديمقراطية حقيقة في- الشرق الأوسط *
-
مستقبل قاس ينتظر الفَقْر في- العراق المجروح *
-
المحرومون من حماية القانون: انتزاع الاعتراف بالقوة، التعذيب
...
-
الاتحاد الأوربي قد ينشر قوات على الحدود اللبنانية- السورية *
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|