أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مارتن كورش تمرس لولو - بين المهاجر واللاجئ














المزيد.....

بين المهاجر واللاجئ


مارتن كورش تمرس لولو
(Martin Lulu)


الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 13:55
المحور: حقوق الانسان
    


إلتقيت بشخص يكبرني بآلاف السنين!!!!!! وجدته جالسًا في مقهى يرتاده كبار السن من العراقيين (أَشُّوري، عربي، كردي، تركماني، أزيدي، وصابئي) في بلد المهجر. جذبتني علامات وجهه التي وجدت فيها ما لم أجده في كل سنوات الهجرة في وجوه كل المهاجرين. اقتربت منه وقلت له باللهجة العراقية:
• من علامات وجهك عرفت إنك...
أجابني باكيًّا:
• لماذا لا ترجعون إلى الوطن؟
بكيت أنا الآخر وقلت له:
• أريد أن أرجع اليوم قبل غد.
وقف على قدميه إذا به نخلة جبل شامخ! إذا بيَّ أصرخ:
• إنك العراق يا عراق يا وطني.
فتح ذراعي نهريه وقالَ لي:
• تعال يا رجل دعني أحتضنكَ وإلى صدر تربتي أضمكَ.
تقدمت منه وقلت:
يا عراق يا وطني
مَنْ إليك يُرجعني؟
مَنْ إلى تربتك يضمني
وإن ابتعدتُ عنكَ بهجرتي
لكنك لم تنكرني
ها إنك تحتضنني
حزين أبكيك في غربتي
هيا بتربتك امسح دمعتي
أنت مَن يسعدني
إلى تربتك أرجعني
لم يصدق الذي قال عنك: ‘بلد الوفاق والشقاق.‘
يا عراق
يا بلد الوفاق
حبك في الأحداق
قال لي:
لا تنس البلد الذي عالج زوجتك... أنقل له شكري وتقديري. هيا احكِ عن معنى الهجرة واللجوء.
أصبحت كلمتي "الهجرة" أو "اللجوء" من الكلمات الشائعة بين جيل الشباب ومعظم العوائل في بلدان الشرق الأوسط. تحديدًا البلدان العربية. لذلك كثيرًا ما نسأل أنفسنا: (لماذا أصبحنا نفضل الهجرة عن الوطن على الإلتصاق بتربته؟) إنها نتائج الحروب التي مرت بها البلاد العربية ما عدا دول الخليج العربي، ها هو وطننا العراق قد فضل معظم مواطنوه الهجرة مخاطرين بحياتهم، سالكين طرق الهروب غير الشرعية من أجل الوصول إلى بلد لا يعرفون عن شعبه وعاداته وتقاليده، ولا يعرفون لغته، وليس لهم فيه شخص قريب حتى وإن كان لهم ذلك لكنه سيبخل عليهم بساعة من وقته في الشهر لكي يلتقي بهم. ما دمنا قد عرفنا معنى كلمتي الهجرة واللجوء دعونا نغور في أعماقهما لعلنا نجد فارقًا فيما بينهما أو قاسمًا مشتركًا يجمعهما. ظهرت معالم الهجرة التي في بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي. حيث كانت العديد من العوائل تحصل على سمة السفر"Visa" من أية سفارة أجنبية في العاصمة بغداد، تحمل حقائب سفرها ومقتنياتها وتسافر. يوجد فرق بسيط بين الهجرة من البلد الأصلي وبين الهجرة بطرق غير شرعية التي وفقها يهرب المهاجر بنفسه أو بعائلته من ظرف قاسٍ أو قوة قاهرة كالحرب أو استيلاء مجموعة مسلحة مثل داعش على مدينتهم، لأنه يخشى منها على عائلته، فيقرر ترك كل شيء والهروب سالكًا الطرق الخطرة للوصول بنفسه أو بعائلته إلى بر الأمان في دولة تحتضن وتحترم الإنسان لأنه إنسان. لكن المهاجر من بلده وفق سمة السفر وهو لم يتعرض لظرف خطر كما تعرض قبله غيره، لكنه يتحاشى التعرض للمخاطر التي تعرض لها غيره، فيسبق الأمور ويقرر تقديم طلب اللجوء أو التوطين لإحدى سفارات الدول الأوربية أو الولايات المتحدة الأميركية أو كندا وهو جالس في بيته أو يهاجر إلى دولة إقليمية جارة ومنها يقدم طلبًا للجوء الإنساني سواء إلى سفارة دولة أجنبية أو إلى مكتب الأمم المتحدة، بعد أن يبيع داره السكنية ومعها أثاث البيت وغيرها.
شيء واحد يجمع كلا المهاجريِّن، ألا وهو مغادرة الوطن إلى الأبد دون رجعة، بحيث تنقطع أخبارهما عن من تركاه خلفهما في الوطن. أتمنى من الوطن أن لا يتعامل مع المهاجرين كما يتعاملون معه لأنه لن يفرط بأبنائه حتى وإن أفرط المواطن به. هل تفرط الأم بفلذات كبدها؟ ليس لي إلا أن أقول: أيها المواطن الذي قررت الهجرة، لك القرار لكن لا تنس الوطن. لأنكَ لن تقدر أن تنساه.
المحامي والقاص



#مارتن_كورش_تمرس_لولو (هاشتاغ)       Martin_Lulu#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجاءً. لا تشتم الوطن
- الاِختراق
- ليست الحرب حلًّا
- بين الضريبة و الربيطة!
- بين الشرطي والمواطن. قانون
- 1 + 1 = 3
- حذار من المنشطات
- بين المرفأ وكرة القدم. مأساة
- مملكة السويد وخطة التحجير
- بين الجندي والطبيب. بسالة
- إلى كل ولي أمر شرقي


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مارتن كورش تمرس لولو - بين المهاجر واللاجئ