|
المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي و آفاق التطور
كامل الشطري
الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إنشغلت هذة الايام منظمات الحزب الشيوعي العراقي في داخل الوطن و خارجه وعموم الاوساط السياسية و الثقافية ، العراقية منها و الصديقة المهتمة بالشأن العراقي بمناقشة مسودة وثائق الحزب المعدة للمؤتمر الوطني الثامن ( البرنامج السياسي و النظام الداخلي ) و جرت حوارات جادّة و مطولة من اجل بلورة هذه الوثائق و تنقيحها و الخروج بخلاصات مفيدة تسهم بأغناء هذة الوثائق ومساعدة الحزب على تحديد النواقص من اجل إكمالها وتشذيبها واجراء التعديلات الضرورية عليها و كذلك أغنائها بالاراء و الافكار المفيدة و التي سوف تصب في مصلحة الحزب و انجاح مؤتمره الوطني الثامن و تعزيز دورهُ بين الجماهير لاحقآ .
تنتظر هذه القوى وعموم الشعب العراقي من الحزب الشيوعي العراقي دور متمييز وفاعل و مؤثر لأنجاح المؤتمر الوطني الثامن الذي سيكون محطة رئيسية لعمل الحزب اللاحق و الذي سوف يساعد بدوره على إنجاح المشروع الوطني العراقي الديمقراطي و تعزيز و ترسيخ مسيرته السياسية و الديمقراطية من اجل بناء العراق الجديد ،بناء دولة القانون و الموسسات الدستورية القادرة على اخراج العراق من دوامة العنف الطائفي وحالة التشرذم و الصراعات الطائفية والحزبية بين مكوناته الاجتماعية الاساسية ، القومية والدينية و المذهبية و المناطقية و احترام الهوية الوطنية المتساوية لابناء الشعب العراقي دون تمييز ، والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وحماية ثروته الوطنية. إن الاهتمام الواسع والمتنوع في مناقشة وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي على الصعيد الحزبي و السياسي و الثقافي و طرحها على عموم الشعب العراقي أعطى لها صفة جماهيرية و مصداقية وشفافية يكاد الحزب الشيوعي العراقي ان ينفرد بها عن بقية الاحزاب العاملة على الساحة العراقية و المؤثرة في المشهد السياسي العراقي و تكمن اهمية هذه الوثائق على اعتبار ان المؤتمر الوطني الثامن يعتبر محطة رئسية للتغيير و البناء و التجديد ، ليس على المستوى الحزبي فقط بل وعلى الصعيد الوطني و العربي و الاقليمي و العالمي.
وعلى هذا الاساس فان الحزب بحاجة الى التجديد و البناء و التغيير ارتباطآ بالمتغيرات الكبيرة التي حدثت على الساحة العراقية و العالمية وان سمة العصر الذي نعيش فية والنظرة الى المستقبل تتطلب من الجميع تبنّي الافكار و المفاهيم الديمقراطية و الانفتاح على العالم فكريآ واقتصاديآ و اجتماعيآ و ثقافيآ و علميآ و ان انهيار الاتحاد السوفيتي و دول المنظومة الاشتراكية و تراجع الافكار الاشتراكية في الوقت الحاضر و تبنّى المفاهيم الليبرالية الديمقراطية من قبل اغلب دول العالم والتطور المعرفي و التكنولوجي و التبادل العلمي و النقلة النوعية في علوم المواصلات و الاتصالات بين دول العالم و ثورة الانترنيت قد غيرت كثير من المفاهيم السائدة قديمآ (ايام الحرب الباردة ) وهذا التغيير في المفاهيم عبّدَ الطريق امام مفاهيم جديدة ظهرت على انقاض المفاهيم القديمة من اجل ان يستطيع العالم مواكبة العصر الذي يعيش فية ومن هذه المفاهيم الجديدة احترام القانون الدولي و حقوق الانسان و المعاهدات الدولية والسلام العالمي والتعايش السلمي و التبادل الاقتصادي و الانفتاح التكنولوجي و الثقافي بين الدول و التعاون الدولي وسياسةالانفتاح الفكري و ارساء الاسس الديمقراطية والحفاظ على البيئة .
كل هذة المفاهيم و الافكار و الاراء الجديدة انعكس تأثيرها و بشدّة على الساحة الدولية و منها العراق خصوصآ في العقد الاخير من القرن العشرين و منتصف العقد الاول من القرن الحالي .
على صعيد التغيير في العراق لقد عاش العراق ومنذ سقوط النظام البائد في 9 ابريل 2003 و انهاء حكم البعث عاش منعطفآ سياسيآ و اجتماعيآ حادآ و لصالح الانسان العراقي رغم الجراح و الظروف المؤلمة التي يعيشها المواطن العراقي و رغم حالة التمزّق و الاحتراب وحالة المخاض و الولادة المتعسرّة و لكن هذه الحالة هي مؤقته و طارئة على الشعب و لا بد ان تنتهي مهما طال امدها و العراق ليس اول تجربة في العالم يمر بهذه الحالة فالتجارب كثيرة و التجربة اللبنانية خير برهان على ذلك. بعد استعراض المشهد السياسي العراقي و الدولي و المتغيرات و المستجدات السياسية على ارض الواقع والتطور المعرفي و التكنولوجي و ازالة الحدود بين الدول و ارساء المفاهيم الديمقراطية و الانفتاح الفكري و تأثيرات العولمة و الاستفادة من ايجابياتها الاقتصادية و التكنولوجية هذا كله له تأثيراته المباشرة على العراق على اعتباره جزء من المجموعة الدولية اولآ و لثقله البشري و الاقتصادي كثاني احتياط نفطي عالمي (112 مليار برميل ) ثانيآ ولموقعه الجغرافي المتمييز ودوره المؤثر في محيطه العربي والاقليمي ثالثآ ولتسليط الاضواء علية كركيزة اساسية لاشاعة الديمقراطية في المنطقة الغارقة في وحل الانظمة الشمولية و الدكتاتورية خامسآ و للاهتمام الدولي بتجربة العراق الجديد والتعويل عليها مستقبلا لتغيير واقع منطقة الشرق الوسط ومن ضمنها المحيط العراقي العربي و الاسلامي سادسآ. هذه المتغيرات الدولية و المستجدات الوطنية على صعيد المشهد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي العراقي مع الاخذ بنظر الاعتبار واقع العراق الحالي والذي يتطلب تغيير جذري في السياسة و الاقتصاد و التعليم و الصحة و الخدمات العامة و التخفيف من معاناة المواطن العراقي و معايشة همومة و مساعدته في تجاوزها و دعمه بكل الامكانيات من اجل اعادة الثقة بنفسه كقيمة اجتماعية و انسانية عليا في الوطن و ايضآ اعادة الثقة بقواه السياسية الاداة التي تقود العملية السياسية و المسيره الديمقراطية و عموم عملية التغييروالتجديد و البناء في العراق. هذا كله يتطلب من الحزب الشيوعي العراقي ومنظماتهِ الحزبية في داخل الوطن وخارجهِ و اصدقائه و جماهيره تحمل اعباء هذه المرحلة المهمة و الخطيرة في تاريخ العراق المعاصر و ذلك للدور الريادي الذي يمارسه هذا الحزب و لنهجهِ العلمي الذي يعطي الحزب الديناميكية والحيوية و القدرة على تجديد نفسه وبناء ذاتهِ و تجاوز المحن و التاريخ شاهد على مسيرة هذا الحزب وتاريخه النضالي الطويل الذي قدّم فيه كوكبة لامعة من الشهداء منذ تأسيسه في عام 1934 والى هذا اليوم و الذي اتحق وبجدارة لقب حزب الشهداء لقد تعمّدت ارض العراق بدماء أبنائه و مناضليه و اصدقائه فغارت جذوره في اعماق ضمير و وجدان الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي . نحن الان كشيوعيين عراقيين امام مفترق طرق اما نكون او لانكون ،اما ان نثبت للجميع و في المقدمة الشعب العراقي صاحب المصلحة الحقيقية العليا من وجودنا على الساحة السياسية العراقية ان نثبت قدراتنا و امكانياتنا كحزب شيوعي عراقي فاعل و مؤثر في الساحة السياسية العراقية و قادر على التنافس في ظل هذا الكم الهائل من الاحزاب العراقية المختلفة و يستطيع تحقيق مطاليب الشعب العراقي و ان يواكب الاحداث الداخلية و العربية و الدولية الجارية الان و ان يكون بمستوى المهام الجسام التي تنتظرة و التي ينتظرها منا ايضآ الشعب العراقي في عملنا الحزبي و السياسي من اجل تحقيق مطاليبة العادلة وهي معروفة للجميع و ان نكون بمستوى التحدي وان نحافظ على حزبنا قويآ معافى وان نفهم ذواتنا جيدآ وان نعزز من قوة و قدرة التنظيم الحزبي و خصوصآ منظمات الخارج و التي بحاجة الى وقفة جدية من الحزب قيادة و قواعد لمعالجة وضعها التنظيمي و الاهتمام بالمنظمات المهنية و الديمقراطية من اجل أن تلعب دورأ حزبيآ وجماهيريآ رياديآ بين صفوف ابناء الشعب العراقي وهذا هو الجانب الايجابي. و اما ان نتقوقع على ذواتنا و نتحجم امام هذا المد الجارف من الاحزاب و القوى السياسية و ان يصبح مصيرنا التهميش و الانزواء و الاحباط وتسليم الساحة للاخرين ليفعلوا ما يشاؤا و ليعبثوا بمصير الوطن و مقدرات الشعب و تبديد ثرواته وهذا ليس من قيم وتقاليد و شيم الشيوعيين العراقيين و لا اعتقد ان احدآ يسمح لنفسه بأن يضع مصالحه الذاتية والنفعية والشخصيه فوق مصلحة الشعب والوطن و الحزب وهو يعمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. هذه العوامل مجتمعة بكل ايجابياتها وسلبياتها سوف تتحدد على ضوء على نتائج المؤتمر الوطني الثامن وعلى التعديلات التي سوف تطرأ على مشروع البرنامج السياسي و النظام الداخلي و الوثائق الاخرى الملحقة و ايضآ تعتمد على القرارات الصائبة و على الشفافية و التعامل الواقعي بين المندوبين اثناء انعقاد المؤتمر و الاختيار الصائب للقيادات الحزبية المنتخبة و على ميزان الكفاءة والاخلاص و القدرات الفكرية و التنظيمية والامكانيات العلمية و الخبرة النضالية و العملية التي تتماشى و واقعنا العراقي الحالي و سمات الظرف الدولي الذي نتعايش ونتفاعل معه و التفكير الجدي بمصلحة الشعب و الوطن و الحزب بالدرجة الاولى والابتعاد عن الاساليب القديمة في العمل الحزبي والصفات المذمومة و التي لا تصلح للعمل الحزبي كالبيروقراطية و التعالي و الجمود العقائدي والمنافع الذاتية الشخصية الضيقة وعلى حساب الحزب والتي تنعكس سلبآ على التنظيم الحزبي و على وضع الحزب و اسلوب عمله اللاحق بين الجماهير بصورة عامة.
#كامل_الشطري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق الشعب: حضور متميز و نشاطات متنوعة في مهرجان اللومانتية
...
-
مآثر الانصار الشيوعيين في ذرى كوردستان حصانة لحزبهم الشيوعي
...
-
الحزب الشيوعي العراقي....موقف مشرّف الى جانب الشعب اللبناني
-
حكومة الانقاذ الوطني العراقية..... امكانية تشكيلها و فرص نجا
...
-
الانفتاح الفكري ثورة على التعصب و التخلف و الجمود العقائدي
-
أكراد العراق الحلم و المستقبل المجهول
-
العولمة و التطور المعرفي و التكنولوجي
-
إ حذروا ايها الشيوعيون من تودة ثا نيةِ قادمه في العراق
-
حالة انسانية ........ في ذكرى الشهيدة عميدة عذبي
-
دراسة أولية لمعا لجة أزمة السكن في العرا ق
-
بطل من العراق........الشهيد الشيوعي كاظم طوفان في ذكري معركة
...
-
المهندس العراقي في هولندا و دورة في مشاريع اعادة اعمار العرا
...
-
أهوار العراق صرخة الغضب في زمن الجفاف
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|