فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7456 - 2022 / 12 / 8 - 17:46
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ملحمة بوليسية كتبتها روائية شابة متوهجة بدفق كبير من المشاعر والأمل، فما أختارته ليكون مادة روايتها هو اليتيم او الإنسان المشرد والذي ينساق بسبب ظروفه وعدم وجود الأسرة إلى عالم الجريمة ، ويكون الثمن أجمل سنوات عمره وراء القضبان ..
ما تناولته الروائية، بشكل سلس وأساسي هو رفض المجتمع لذلك الفرد وما يعاني جراء ذلك من شحة أسباب الرزق وفرص تحقيق أبسط امنياته.
تحمل الرواية من خلال احداثها بارقة أمل وضعتها كضمادة على جروح المتعبين من ظروفهم في الحياة، الذين يقضون اياما" وسنوات تعادل دهورا". غذاؤهم الهم وماؤهم الحزن وونيسهم نورس البؤس الذي كان وفيا" للغاية معهم، و أبى أن يفارقهم حتى النهاية..
عندما تمر أرقام السنوات التي قضاها بطلا الرواية ظلما"، أبحث عن موازين العدالة، لكنها لا تبرق الا في النهاية.. كأنها شمس أشرقت بعد نهار غائم في حياتهم.
الرواية تحمل بعداً فلسفياً، تزينه المصادفات التي كانت مرتبة ومنسقة بتشكيل روائي إحترافي، الأمر الذي ينبؤنا بأننا أزاء روائية موعودة بمستقبل أدبي براق ولامع ، فيما لو واصلت جهدها الادبي بصبر و ثبات.
رغم ان احداث الرواية كانت في السجن إلا أنها لا تعد من أدب السجون ، وذلك لبساطة المشهد الذي تم نقله إلينا الذي ركز على مشاعرهم .
للتواريخ ودلالاتها أفق حكواتي رصين ومدروس يجعلنا نتعامل معها وكأننا نقرأ مذاكرات شاب ورفيقه الله(خالد) في السجن.
زينت كل الفصول بأقوال مفعمة بالحكمة وكأنها رموز لما سيتم تناوله فيها..
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟