أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ومضة بشأن زيارة مسؤولين لمراجع دينية لمعالجة قضايا كمدنية الدولة!















المزيد.....


ومضة بشأن زيارة مسؤولين لمراجع دينية لمعالجة قضايا كمدنية الدولة!


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7456 - 2022 / 12 / 8 - 16:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلت ممثلة الأمين العام في العراق إلى النجف بزيارة لمرجع ديني، ومعروف أن مهمة البعثة الأممية تكمن في المساعدة على استكمال أسس بناء الدولة العراقية والتمكين من مسار الحداثة والتنمية وممارسة النهج الحداثي الديموقراطي. بتعبير آخر البعثة الأممية معنية بتمكين الشعب من خياراته في دولته المدنية وممارسة الديموقراطية بصورتها الأنجع؛ فما علاقة رجال الدين ومراجعه وطبيعة مهماتهم في الدولة العَلمانية بمثل تلك المهام!؟
يمكننا الإجابة بعد إشارة عَجلى تخص مجموع ساسة ما بعد 2003 في العراق وزياراتهم المكرورة وحجم ادعاءاتهم فيها قبيل كل دورة انتخابية تمارسها السلطة للتجديد لنفسها وإن جاء ذلك بوجوه مختلفة تلبي ما تريده طبقة الكربتوقراط الحاكمة بمعنى أن تلبي شروط إدامة سلطة كليبتوفاشية لقوى مافيوية ميليشياوية الأذرع والتحكّم...
وبغض النظر عن شيوع أباطيل طبقة الكربتوقراط المتسترة بجلباب التدين وعمامته المستندة للتضليل والإيهام فسيوجد بعض المؤمنين ورجال الدين ممن لا يدخل في تلك اللعبة وما ترتكب من جرائم لكن هذا الاستثناء ليس معنيا لا بلعبة الزيارات وقشمريات ما تتظاهر به وتزعم ولا في منظومة العبث القيمي الخطير لاختلاق طبقة تدين كاذب بكل ما يعنيه من مزاعم وادعاءات..
وعليه فإنَّه من القشمريات أن تبحث مصير شعب مع شخص لا يحمل هوية الشعب والوطن وكل ما يملكه، هو هويته الدينية المذهبية وموقعه وسط (طائفة أو أخرى) ومهامه يُفترض أن تبقى محدودة بالديني وقبول مبدأ عَلمنة الدولة الذي كان ألزم الدول الحديثة منذ قرون الحداثة في أوروبا وانتهاء العصر القروسطي وظلامه...
إنَّ مصير الشعب اليوم، يبدأ ببناء دولة مدنية [علمانية] بسياق بناء تلك الدولة كما حددت ذلك كل القوانين والمبادئ التي استندت إلى العهود والاتفاقات والقوانين الأممية الدولية المعاصرة الحديثة. ومصير الناس يتجسد حيث لا يتشظى الشعب بين مكونات تحترب وتتقاتل بخلفية دينية أو مذهبية والأنكى بخلفية إلغاء وجود الدولة بفرض تشكيلات ما قبل الدولة الحديثة أي باجترار دويلات الطائفية وتمكينها من رقاب الناس الذين يُفترض أن يكونوا من أبناء عصر الحقوق والحريات إذ نحيا في القرن الحادي والعشرين لا أزمنة عصر العبودية..
إنّه لعبث يغلف جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية حيث اقتسام الشعب والوطن بوصفه عند مسؤولي سلطة كليبتوفاشية مجرد غنيمة وهنا نشهد بقصد أو من دونه، مشاطرة من أطراف أممية لهذا النهج، مما ينبغي لتلك الأطراف ألا تقع بفخاخ التعامل فيه مع أطراف لمجرد أنها (تُسقِط على نفسها قدسية دينية) تمكنها من التحكم بأناس بعينهم، بفضل قداسة دينية مرةً وأموال مشبوهة في أخرى، أموال بين منهوبة وبين متحصلة بالابتزاز والتضليل وبين مصادرها غير المشروعة بقوانين الدول الحديثة ..
أفلا ينبغي الإصغاء بدل ذلك لممثلي الشعب ومن يعنيه بناء دولته المدنية العَلمانية لتثبيت أسس الديموقراطية التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بموقف رجل دين أو آخر أيا كان موقعه بين من يتوهمون إيمانا برؤاه..؟
ما يمكن قوله، هو كفى تلاعبا!!! إذ كلما تعلق الأمر بإرادة الشعب وخياراته أرسلت السلطات مختلف الأسلحة لخوض حرب مع الأبرياء العُزَّل فيما يمهدون ويدعمون زيارات التظاهر والمزاعم والخديعة عندما يتعلق الأمر بالحل وإيجاد البديل.. هنا يُخرجون لنا أوراق المراجع الدينية بكل مسمياتها واستعراضات طبقة من رجال التدين المزعوم وتلك الطبقة ليست إلا كربتوقراط محمي بأذرع ميليشياوية ونهج فاشي لها..
فتنبهوا أيها الشعب وحراكه الوطني الديموقراطي واكسبوا الموقفين الوطني المحلي بقدر تعلق الأمر بما يدور من ألاعيب وتشوهات في فهم موقع المرجعيات وسلطتها التي يلزم تحديدها بما حددته الدول الحديثة ومبادئ بنائها ومناهجها وكذلك أوجدوا القيادات القديرة الكفء لكسب الموقف الدولي عبر تنظيم الصفوف وتعزيز النضال السلمي بمنطق العقل العلمي التنويري..
ليس من الصائب خوض حرب استنزاف في ميادين ليست هي ميادين النضال من أجل الدولة الوطنية العلمانية ونهجها الديموقراطي لتحقيق العدالة الاجتماعية أي ليست المعركة مع مرجع ديني، ولكنها مع طبقة الكربتوقراط وادعاءاتها وأباطيلها التي تسوّقها عبر أضاليل ومفاهيم فكرية ما أتى بها دين بسلطان..
إننا اليوم نطالب الشخصيات الأممية بالثبات على موقف فضحوا به المنظومة ونظامها ونهجه ما يقتضي تشكيل لجان أممية حقوقية يمكنها التصدي لجرائم ضد الإنسانية وجر المجرمين إلى المحكمة الجنائية الدولية بخاصة مع سطوة مطلقة شاملة وتلاعب بمصائر الشعب العراقي من مؤسسات تتحكم بها زعامات الحرب الطائفية وميليشياتها الدموية ونهجها القمعي الفاشي..
ومجرد قراءة حجم التضحيات من مئات الشهداء بل آلافهم ومن عشرات آلاف بين جرحى ومصابين وأضعافهم في السجون السرية وآخرون في مطاحن الاختطاف والاغتصاب والاغتيال دع عنكم مطجنة الآلة الجهنمية للنظام تجاه ملايين الشعب ممن اُرسِلوا للمخيمات وللمنافي ودول اللجوء أو لجرائم التسميم والتعريض للموت البطيء بالتلوث البيئيومشكلات إنهاء عجلة الاقتصاد المقيد للنظام الريعي وللنهب والسلب ولوضعه بخدمة إرهاب دول إقليمية كإيران مثالا حصريا ونهج نظامها تجاه شعبه وشعوب المنطقة..
إن مناقشة قضايا بناء الدولة العلمانية الديموقراطية مع طبقة كربتوقراط التدين الزائف ومع مرجعيات (دينية طائفية المنحى) هي بحد ذاتها ليست مجرد مخالفة بل جريمة بحق تطلعات الشعب وتضحياته الجسام..
نذكّر هنا بأن النضال المطلبي ما عاد ممكنا بأطره الحقوقية التقليدية لأن تعامل النظام مع تلك الحركة المطلبية الحقوقية السلمية بات نهجا دمويا فاشيا لا يُقرأ إلا بأبعاده السياسية في خيارات السلطة ونظامها ما يقتضي الانتباه إلى أن السلطة هي من فرض بالكره والإلزام على الشعب وحراكه السلمي أن يضع أولوية ((تغيير النظام)) بحساباته..
فلقد أنهى النظام الكليبتوفاشي فرص إصلاح ثغرات بعينها ليكرس نهجا مافيويا عميق الفساد وجرائمه مثلما استند إلى جناحه الميليشياوي ونهجه القمعي الفاشي الذي لم يعد ممكنا التعامل معه بحدود (إصلاحية) إذ فرض نهج التغيير الجوهري الشامل كيما يتمكن الشعب من بناء دولته وإطلاق حركة التنمية والتقدم والانعتاق من منظومة الرق وعبوديتها بادعاء التمثيل الحصري للإله أو قدسية النظام وحصره بيد طائفة ممثلة بعناصر فاشية..
إن استمرار إراقة الدماء مع إفلات من العقاب والتستر على الجريمة والمجرم هو خير دليل للمثلين الأمميين كي ينتهوا عن تلك الزيارات غير المجدية التي يُدخلها النظام في حسابات دعم وجوده وتكريس أضاليله.. بخلاف مساعي الشعب وحركة التنوير فيه تلك التي تتعرض لجرائم إبادة جماعية بمنطق التكفير والازدراء...
ألا فلنتنبه على ما يجري وسلامته ولنجد موقفا إيجابيا سيتحقق عندما ننظم رؤى حركة التنوير والعَلمنة، حركة التقدم والتنمية..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعلنا عراقيا بثقافة نزع خطاب الكراهية بخاصة في اليوم ال ...
- اليوم الدولي لإلغاء الرق في الثاني من ديسمبر كانون الأول: وا ...
- 30 نوفمبر يوماً لإحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية
- كل التضامن مع الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال ومخرجاته وإقام ...
- المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة
- اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني/ نوف ...
- في اليوم العالمي للطفل والطفولة: ماذا فعلنا لتلبية اتفاقية ح ...
- اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ...
- ومضة في قضية حقوق الطفل والطفولة
- منطلقات الرد على التدخلات الخارجية عراقياً عربياً وأهمية تبن ...
- حول حرية الوصول إلى المعلومات وعلاقتها بحرية التعبير واتخاذ ...
- هوية الشعوب الأصلية وحمايتها؟ بين احترام التنوع وسليم وحدة ا ...
- قرأتُ لكم في كتاب مجتمع كسيح ونخب متوحشة، للبروفيسور الدكتور ...
- في اليوم العالمي للفتاة مطالبة ببرامج نوعية ترتقي لمستوى تلب ...
- مصادرة منظومة الإبداع ومنافذ جماليات الحياة والرد المؤمل من ...
- بعض مؤشرات بين النظام (الديني) والنظام (العَلماني) وما يتصدى ...
- من واقع الأوضاع العراقية وبحث المقهورين عن بديل وبعض إجابات ...
- حرية تعبير منتهكَة بمصادرة حرية الكلمة وتقييد الصحافة في الع ...
- حول التعليم الإلكتروني وما وصلنا إليه بين عبثية الاتهامات وم ...
- ومضة في البينية التوفيقية وفروض الواقع ومطالبه؟ أولها مطلب ك ...


المزيد.....




- ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة- ...
- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...
- اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ومضة بشأن زيارة مسؤولين لمراجع دينية لمعالجة قضايا كمدنية الدولة!