ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 17:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
*((مداخله اكثر من مهمه :- من المفترض انني مسبقا كنت قد وضعت وبشكل مكررهذه المداخله في واجهه كل جزء من اجزاء الموضوع وبالذات الاجزاء التي اخترت ان تكون ضمن محور ابحاث يساريه واشتراكيه ..ذلك لاوضح بانني وان كنت ممن يعتبر ان الذي يغيب الماركسيه عن اية زاويه من زوايا السياسه , انما هو يسيء اليها اكثر من خصومها , لكن هذا الاعتبار ليس هو مدعاة الى ان ادرج مقالاتي هذه في محور ابحاث يساريه واشتراكيه ’ بل ان حقيقة الامر ان جهدي هذا اعتبره سيصل في النهايه الى نقد مفهوم الدوله البرجوازيه من منظار ماركسي ..انا الان اتكلم عن لسان حال البرجوازي الصغير ! والتاكيد على هذا الامر هو تاكيد جوهري ))
ان السبب الاول في توافر شروط موضوعيه لازدواجية تجلي الاقليه التركمانيه في العراق يعود الى الاختلاف فيما اذا كانت اللغه المشتركه هي مفرده جوهريه في ماهية مفهوم القوميه , أم لا ! وان النسب القومي الغائر تتبعه الى القدم هو الكفيل والضامن الاكيد لهذا المفهوم , متجاوزا حتى مفهوم ارض الوطن ( وليس الدوله ) ...فهناك من ينظر الى تركمان العراق بانهم اؤلئك المنحدرين من عرق التركمان الذي استوطن اسيا الوسطا ( من بحر قزوين في الغرب الى الصين ومنغوليا في الشرق ومن افغانستان وايران في الجنوب والى روسيا شمالا ) ..وبما ان هذه القوميه لها لغتها الخاصه والتي يطلق عليها (الاوغوزيه ) فهنا يجب التثبت في دقة وصف اللغه او اللهجه التي ينطق بها تركمان العراق ! المؤشرات الواقعيه بهذا الاتجاه تدلل على تركمان العراق ينطقون بعده لهجات مختلفه ويصل الحد في ان تركمان (السعديه وجولاء والعظيم وسليمان بيك ) ينطقون بلهجه لايفهمها بصوره واضحه تركمان اهالي تلعفر الناطقين بلهجه قريبه من لهجه (الجاغاتاي ) التركيه ! , وهو نفس الحال مع تركمان قضاء الطوز اللذين يلهجون بالاذاريه وهي لهجه متفرعه من لغة الفرس ! ..هنا يتبين لنا ان صاحب تلك الرؤيه انما تحركه ايدلوجيه عرقيه تجاوزها التاريخ بكل ما تعنيه الكلمه من تجاوز ...وان لامفر له من هذا الحكم سوى القول بان ( الاغوز ) انما هم في الاصل اتحاد قبلي انطلق من اسيا الوسطى وتشتت كاتحاد قبلي في المحيط القومي لموطنه وان هذا التشتت انما كان نتيجه لتوسع سلطان هذا العرق واستطيانه مناطق اندمج فيها مع القوميات التي حكمها بالقوه ...تتبع هذا التاريخ سيظهر لنا ان السلاجقه وهي الكتله الاوغوزيه التي اعتنقت الاسلام ..قد تبقى منها ما تبقى في المناطق العصيه على اعداء السلاجقه من الوصول اليها ...ان من يثق ويعتقد بعلم اجنة الاعراق وبواقعيتها التطبيقيه , وحده الذي يستطيع ان يتجاوز بمفهومه هذا استحالة هذا التطبيق , فبهذا المنظور ايضا نستطيع القول بعمومة العرب واليهود ! ونعم ..الواقع يؤشر فيما لا لبس فيه ان عامة تركمان العراق وحسهم الشعبي ليس فقط ميالا الى هذه النزعه بل انه متعصب فيها ووفي مخلص لها ..فيبنما يبقى التركماني الذي هو من قضاء السعديه او جولاء او سليمان بيك , يرطن امام تركماني اخر من تلعفر او قضاء الطوز ..دونما ان يفهما الا بضعة كلمات ..يكفتفيا هذين بان محدثهما تركماني وانه اخوهم بالدم ..حينما فقط يورد في رطينه كلمة ( تركمان ) ! هذا يكفي في رسم الهويه الواحده بما تعنيه رسميا واجتماعيا ! وفق هذا المنظور فان الذي قال بان تعداد التركمان في العراق يصل الى اكثر من 2 مليون , كان قولا صادقا ..لكنه يبقى وبدون ادنى درجه من الشك , قولا مأسور بالماضويه السيئه ..هذه التي تريد ان تعيد بناء الحاضر على مفردات تاريخيه بائده , فحتى لو انها احيت ما مات في التاريخ , فانها لا تحي الا ماهو مدمر لواقع الانسان الحاضر ..على ان العصبيه اتركمانيه العراقيه لو بقت بمنأى عن التوظيف السياسي لما كان لها من ان تحلم او ان تنزع بالانبعاث الماضوي وانها ستبقى مجرد مزاجيه سلوكيه حتى انها غير ذات اهميه مؤثره , خصوصا وان غالبيه كبيره من التركمان وفي ذات اطار هذه الرؤيه العرقيه , انما اندمجوا اجتماعيا مع باقي القوميات وبالذات العربيه وتليها الكرديه وصاروا منذ ما يقارب القرن من الزمان ينطقون باللغتين ويتعاملون بلهجاتهما ..مع احتفاظهم المقنن بهويتهم العرقيه ..شانهم شان الكرد الفيليه اللذين سكنوا الحواضر ومنها بغداد على وجه الخصوص ..وانهم لم يعانوا من اي تمييز الا كذاك التمييز الذي يقوم بين انساب العشائر العراقيه , فالتعامل الرسمي والاجتماعي مع القرغولي ( من افراد عشيرة قرغول التركماني ) هو ذات التعامل مع الكناني او الزريجاوي ( من العشائر العربيه ) ...لا بل ان عشيره زنكنه التركمانيه امتازت بتقديم افراد كانوا جزء فعال من الفئه المثقفه العراقيه وداخل النخب السياسيه والرسميه ومفرده من مفردات النخب الطبقيه , وان كان حقيقة ام لا , فان قرغولية الزعيم عبد الكريم قاسم كانت متعارف عليها شعبيا , ولا اظن ان احد في وقتنا الحاضر يشكك في المكانه الشعبيه التي كان ومازال يحتفظ بها هذا الزعيم بتفرد عن باقي الزعامات .... وبحسب راي فان التركمان ما كان بوسعها من ان يكونوا هكذا ولا يمكننا فهم هذه الكيفيه دون استذكار حقيقة تاريخيه كانت تمثل انحناءه كبرى في مسار استيطانهم للارض التي صارت تعرف فيما بعد بالعراق او العراق الحديث ( صناعة وانتاج الحرب العالميه الاولى ) ..تلك الاتحناءه تتمثل في ان تواجدهم في هذا البلد وفي مناطق بعينها انما رفد في فتره الحكم العثماني بسيل من الموظفين المدنيين والتجار والجنود اللذين سمحت لهم السلطات العثمانيه من الاستقرار فيها ...وخاصة في كركوك ونينوى ..وبعد سقوط الدوله العثمانيه وبحكم طبيعة نشاطاتهم ومهنهم التي توارث امتيازاتها احفادهم ونسلهم باتوا عناصر مهمه تحتاجها الدوله العراقيه , بينما مثلت الاجراءات القمعيه البريطانيه لما كانت تعتبره من التركمان وخاصه القاطنين كركوك بانهم بقايا الدوله العثمانيه ..دورا في اتخاذ التركمان الطريق الامن ليقائهم في محيط امتيازاتهم ..فبعد ان اسكتت معرضه تلعفر بقوه مفرطه عام 1919 ..وبعد ان رفض لواء كركوك التصويت على تنصيب الملك فيصل عام 1921 ..حدثت عام 1924 واقعه داميه بين جيش الليفي وهو جيش من الاشوريين المجندين من قبل القوات البريطانيه وبين التركمان في كركوك ..سقط فيها قتلى واعداد من الجرحى المدنيين ...كانت ذلك كافيا بان يندفع التركمان الى اتخاذ مواقعهم السلميه في الحفاظ على امتيازاتهم وامنهم ...ولقد حققوا نجاحا كبيرا في هذا الاتجاه ...بعد عام 2003 ورغم ان تركيا لم تقطع صلة حلمها في كونها وصيه على التركمان في العراق خلال التاريخ السابق لهذا العام ..بل كانت تعمل جاهده لبلوره اكثر موضوعيه لوصايتها , ومن هذا انها وبوعي من مستشاريها اللذين يعرفون ان ما يسمى بالاقليه التركمانيه انما هي شتات اوغوزي وان دلالات هذا الشتات تاتي في مقدمته حالة اختلاف اللهجات ..لذلك نجحت جهاتها المعنيه بهذا الشان من ان تجعل المجلس التركماني العراقي عام 1997 وفي اعلانه المبادئ ان يدرج الماده الثالثه التي تنص على ( ان اللغه الرسميه المكتوبه من التركمان هي اللغه التركيه وابجديتها هي الابجديه اللاتينيه الجديده )..بعد عام 2003 كما قلنا ..انتقلت تركيا من الاعلان الحذر بالوصايه الى الاشهار به وبكونه التزام سيادي وسياسي كامل وغير قابل لاي حوار او جدل .. عام 2017 حينما قررت سلطات الاقليم رفع علم الاقليم الى جانب علم الدوله الاتحادي في محافظه كركوك , اعلن الرئيس التركي اوردغان عن رفضه لمثل هذا الاجراء وحذر من ان هذا سيسيء الى العلاقات التركيه مع الاقليم ..بينما سارع رئيس وزرائه علي يلدم الى اطلاق تسميه مدينه تركمانيه على محافظه كركوك , متجاوزا موضوعة الاختلاف عليها داخليا ..وذهب لاكثر من مره مسؤولون اتراك الى تحذير قوات الحشد الشعبي التي كانت تساهم في معركة تحرير المناطق من نفوذ تنظيم الدوله الاسلاميه , من ان تسيء هذه القوات الى اهالي تلعفر من الترك السنه !! صدرت هذه التصريحات في وقت كانت تركيا تقيم معسكرا في بعشيقه وتم فيه افتتاح جناح لتدريب مقاتلي ( الحشد الوطني ) من ابناء طائفه السنيه بتعاون مع محافظ نينوى انذاك ..! قبل احتلال العراق وفي فتره عد العده له ..صرح يشار ياكيش وكان حينها وزير الخارجيه التركيه(.بان تركيا يمكن أن تطالب بحقول نفط كركوك ، قائلاً إنه يجب اعادة النظر في المعاهدات من فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى لتحديد ما إذا كان بإمكان تركيا المطالبة بالموصل وكوكوك واذا كانت لدينا مثل هذه الحقوق فعلينا ان نشرح ذلك للمجتمع الدولي وشركاؤنا من اجل تامين هذه الحقوق كما ان هذا لايعني بالضروره ان انقره تطالب بصوره مباشره بملكية هاتين القطعتين من الارض )...تطور هذا الخطاب الدبلوماسي الى خطاب ذي لهجه تهديديه على لسان اردوغان بعد ان تحول العراق الى النظام الاتحادي وصارت هذه التهديدات تترجم نفسها واقعيا بشكل تدريجي , فبعد التوغل العسكري واقامة المعسكرات والقواعد العسكريه الصغيره في اقليم كردستان , اعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية المملوكة للدولة تقريرا عن صكوك ملكية تعود إلى العهد العثماني نقلت عن زين عابدين ترك أوغلو ، رئيس إدارة السجل العقاري الحكومية. ادعت شركة ترك أوغلو أن سندات ملكية الأراضي منذ ذلك الوقت لكركوك والموصل على وجه الخصوص يمكن أن تمنح تركيا فرصة للطعن قانونيًا في وضع هذه الأراضي في المستقبل..!..الحال هنا لايمكن اعتبار كل هذا نوعا من المناورات السياسيه او تكتيكاتها ..خصوصا وان تركيا كانت عام 1874 قد نفذت واقعيا التزامات وصايتها على اتراك قبرص وقامت باحتلال الجزء التركي من قبرص ..واذ قد كان يشار ياكيش دبلوماسيا في عرض المطالبه التركيه بحقها في نفط الموصل وكركوك من خلال اعادة النظر في قراءه معاهدات الحرب العالميه الاولى , فان اردوغان قال بضروره اعادة قراءه وضع الجزر في بحر ايجه لليونان , وبامكانيه توسع عملياته العسكريه ( درع الفرات ) التي اطلقها في سوريا لتشمل سنجار وتلعفر وموصل وكركوك ! بالمنطق العملياتي العسكري ..نعم هو ممكن جدا , لاسباب عسكريه بحته ولكن لان هذه المناطق تلاصقها حدود مفرغه من السلطه ...حدود (متنازع عليها ) كما حبذ برايمر تسميتها ...
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟