كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 11:59
المحور:
سيرة ذاتية
بصرف النظر عن الرتب والدرجات، والعناوين والمهمات، يشرفني ان أحمل لقب (بحّار) فقط، من دون إضافة، باعتباري من العاملين في البحر منذ عام 1973 ولغاية عام 2016، ويكفيني فخراً ان احتفظ بلقب (بحَار) الذي يطلقون عليه اختصاراً (OS) والتي تعني: (Ordinary sailor). .
لا اكتمكم سراً انني لم اكن أجيد السباحة، ولم يسبق لأي فرد من عائلتنا العمل في البحر، فاضطررت لتعلم السباحة في حوض فندق شط العرب قبيل الاختبار ببضعة أيام. .
وهكذا شاءت الأقدار ان انطلق بأول رحلة بحرية عام 1973 من ميناء المعقل إلى البحر على متن سفينة الحمولات العامة (14 رمضان)، كان ربانها (الكابتن فيشر) ألماني الجنسية، وكان رئيس الضباط (الكابتن عزيز السماوي)، ورئيس البحّارة الراحل (حامد فرحان أبو ماجد). .
كانت تلك السفينة مدرستي الأولى في رحلة زرنا فيها ميناء عبادان، ثم انطلقنا إلى ميناء راشد بالإمارات، وتوجهنا بعدها إلى ميناء الحديدة في اليمن الشمالية وقتذاك، غادرنا بعد ذلك إلى ميناء كولومبو في سيلان. وعدنا بعدها إلى ميناء المعقل بالبصرة. .
استمرت الرحلة ثلاثة أشهر تقريباً، تعلمت فيها الكثير من الفنون البحرية. وكنت أعمل ثمان ساعات كل يوم بالتمام والكمال. من دون زيادة او نقصان.
كان البحر بالنسبة لي عالماً زاخراً بالعطاء، تعلمت منه الصبر، أن أكون مثله بكلّ ما فيه من عظمة وقوة، تراه هادئاً لكنه لا ينفعل إلا في وقت اللزوم. فعندما يكون البحر هادئاً يتخيل الواقف على شواطئه أنّه حزين غامض. لا يريد البوح بأسراره، ولا يريد لأمواجه أن تلامس صخور الشاطئ. هدوءه يُشبه السلام الذي يأتي بعد حربٍ طويلة، ويُشبه الربيع بعد شتاءٍ عاصف وطويل، فالبحر الهادئ مملوء بالوداعة والسحر الذي لا ينتهي أبدًا. .
وللحديث بقية . . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟