هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج11

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 16:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

* - ( اللفو ) الفيلي وامكانيات تعريقه عرقا معرق.
واذا كان حال تهميش الكاكائيون في اقليم كردستان قد اتخذ منحى التمييز الديني , فان قضيه تهميش الكرد الفيليه فقد اتخذ مسارين متلازميين اثني – وطائفي ...الفيليه هم الكرد الناطقون بلهجة اللر او الرول وهي لغة القوميه الكرديه الاولى كما يرى اكثر الباحثين في هذا الشأن ويكتفي البعض الاخر على اعتبارها لهجه فرعيه من اللغه الكرديه ..الر لديهم انتشار واسع في كل من ايران والعراق مرورا بالكويت ...ويسمون في العراق بالفيليه ..تعدادهم التقريبي الاجمالي في هذه الدول يصل الى ما يتعدى 9 مليون نسمه . 3 مليون منهم متواجدون في العراق وموزعون تقريبا في كافة ارجاءه ..لكنهم يشكلون نسبة من الكثافه السكانيه في مناطق معينه تبدأ بقضاء العزيزيه وقضاء علي الغربي التابعين لمحافظه ميسان , وفي قضاء بدره وجصان وزرباطيه التابعين لمحافظه واسط , وفي خانقين وجولاء وبلدروز والسعديه التابعه لمحافظه ديالى وفي قضاء حلبجه التي اصبحت محافظه على الواقع ..وفي محافظة بغداد يتمركزون في مناطقيه تشمل منطقة الكفاح والصدريه وابو دودو وابو سيفين ....وعلى العموم فان الكرد الفيليه وخاصة في محافظه بغداد كانوا منهم من يقع في هرم القمه الاقتصاديه والنشاط الاقتصادي العراقي الخاص , وحل تجار الكرد الفيليه محل التجار اليهود منذ تهجيرهم في الاربعينيات من القرن العشرين ..فامسكوا بعصب التجاره العراقيه في المنطقه التجاريه ( الشورجه ) و(الدهانه ) وبهذا شكل الكرد الفيليه بمجموعهم شريحه اجتماعيه خاصه لها مركز ثقل متنامي كان محل عدم الترحيب به من قبل الحكومات العراقيه المتلاحقه , فمنعوا من الانتماء الى القوى الامنيه او الجيش بصفه محترفين – متطوعين – لكن لم يعفوا من اداء الخدمه العسكريه الالزاميه على ان لاينالوا فيها رتبا ! كما حرموا من تسنم اي مناصب اداريه او مهام رسميه ...وارتكبت بحقهم مخالفات التهجير القسري في عهد احمد حسن البكر – حدث الكثير من الالتباس بشان قرار مجلس قياده الثوره المرقم 666 لعام 1980 ) وفي عام 1981 واثناء الحرب العراقيه – الايرانيه هجرت السلطات العراقيه ما تعداده 500 الف كردي فيلي الى ايران التي تعاملت معهم كلاجئين غير مرغوب بهم ...على ان هذا الرقم لم يمثل العدد الكلي للكرد الفيليه في العراق بل كان يمثل جزء من تعدادهم الذي بقوا عليه في مناطق اخرى من العراق ...ان واقع حال انتشارهم في الوقت الحاضر يبدا من المناطق الغربيه الشماليه الايرانيه المحاذيه للحدود العراقيه بالاضافه الى مدينة قم التي يتكثف وجودهم فيها ككرد فيليه عراقيون , ويمتد داخل الحدود العراقيه والتي ذكرنا قبل قليل مناطقهم التي ادخلها كرد العراق ضمن مطالب حدود اقليمهم ! الكرد الفيليون ايضا ومنذ حمله التهجير عام 1981 صاروا يشكلون نسبه كبرى للجاليات العراقيه في اوربا وبالذات السويد وكندا والدنمارك والمانيا والفلندا ... ان كل ما ذكرته في هذه السطور انما يعتمد على ماهو مذكور في الجانب الدراسي الاحصائي والاكاديمي والخطابات السياسيه الرسميه ...لكن استقصاء هذه القضيه من ارض الواقع الفعلي , وبما هو يطابق المعلومه البديهيه , سيظهر لنا ان الكرد الفيليه كتعداد حقيقي في المناطق التي يتواجدون فيها خارج حدود اقليم كردستان , يفوق اي عدد احصائي رسمي , فالمجمل اسباب متداخله سياسيا واجتماعيا وبممكنات موضوعيه ..صار للكرد الفيليه وعلى شكل مجموعات او عشائر فرعيه ( افخاذ ) انتماء الى قبائل عربيه معروفه ..ولعل قبيله بني لام وقبيله ربيعه هي اوضح نموذج واقعي يدلل على تلك الحقيقه الموضوعيه ..حتى صار شائع القول الشعبي ( وليس بالمتداول العشائري التقليدي ) ان قبيلة بني لام هي قبيلة ( اللملوم ) اي الشتات العرقي , اشاره الى اندماح الكرد الفيليه بها وانتسابهم لها ...اما اذا ذكر احدهم بانهم ينتسب الى قبيلة ربيعه فان هذا عند المتلقي يعني اشتراط سؤاله عما اذا كان كرديا فيليا ام لا ؟؟! ومع هذا يبقى الكردي الفيلي حتى من قبل المنتمين لهاتين القبيلتين مجرد (لفو ) اي انه لاجىء قبلي ولايمت بصله الى النسب ...يبدوا ان الكرد الفيليه العراقين, قد اصر كاتب الاقدار على ان يبقوا فعلا تحت عنوان ( اللفو ) سواء عند القبائل العربيه النسب ..ام عند السلطات الايرانيه , ام عند سلطات اقليم كردستان ...هذا الاخير الذي يتعامل معهم كمواطنين قصر ...كرد لايستحقون سوى الوصايه الكرديه( البهدان منها او السوران) عليهم ...اقليه بلا حقوق للاقليه ..كرد في الاحصاءات وليس من شيء يشير الى كرديتهم في بلاد الجبل الكردي !.. لكن هذا ( اللفو ) لديه كل الامكانيات لان يشق طريقه كعرق معرق ان تزعزع مفهوم العراق التابو ..حينما ترتخي كماشة الصراع وتنازع القووي السياسي بين المركز والاقليم ..

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات