أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. معاك ربّي والنبيّ»














المزيد.....

«مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. معاك ربّي والنبيّ»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما العلاقة بين الدين /التديّن / المعتقد/الإيمان ورياضة كرة القدم؟

سؤال حريّ بأن يطرح بعد أن شاهدنا صور التكبير والصلاة والدعاء والذكر ووضع البخور والاستنجاد بالأولياء والصالحين من سيدي محرز إلى سيدي بوتفاحة. فما الذي يدفع اللاعبين والجماعات المناصرة لفرقها إلى ممارسة الطقوس الدينية في الملاعب؟ وهل تحوّلت الملاعب إلى فضاءات للتعبير عن الهوية الدينية ؟ ولم نشطت «السوق الدينية» بالتوازي مع السوق الرياضية؟

لا شكّ أنّ الملاعب صارت توفّر فرصة لعيش تجربة دينية مخصوصة إذ تلتقي الجماهير في زمن مفصلي «حارّ» فتتوحدّ وتمارس مجتمعيتها وتتضامن وتتآزر من أجل أن تكون شاهدة على لحظة تحقيق الانتصار، ومستمتعة في الآن ذاته، بمشاعر الغبطة والسرور وبالإحساس بالتفوّق، «كنتم خير أمّة..» وهي إذ تتذرّع لله وتستنجد بالقوى الخارقة وترفع الأيادي إلى السماء أو تنحني لتسجد على الأرض تسترجع انتصارات المسلمين في حروب الفتح على «الكفّار» فتنشط الذاكرة وتعود إلى الأذهان صور الغزوات وانجازات الأبطال العظام فلا بأس حينئذ أن ندعو على الفرنجة والصليبيين و... ولا مانع في أن نبرهن على أنّ الرياضة متصالحة مع الدين وفي خدمته.

غير أنّ المطلّع على تعليقات الجماهير المناهضة للاستعمار سرعان ما يتفطّن إلى أنّ المتخيل الحربي الديني يتجاور مع متخيل شكله الصراع بين الأنا/الآخر في السياق التاريخي الاستعماري. فليس الفريق الفرنسي (رغم أغلبية اللاعبين السود فيه) في نظر التونسيين والمغاربة إلاّ فريق فرنسا الاستعمارية صاحبة المشروع الهيمني المعبّر عن نهم الرجل الأبيض المسيحي، وهي أيضا فرنسا «العلمانية المتطرفة» والكارهة اليوم، لحضور العرب والمسلمين بعد صعود «اليمين السياسي» والمندّدة بأداء اللاعبين المسلمين الصلاة أو السجود على أرض الملعب شكرا لله لأنّها ببساطة لا تريد أن ترى ممارسات أبنائها حين تموّل الجمعيات المسيحية الخيرية الفرق الرياضية أو حين يُقبّل بعض اللاعبيين الصليب بعد الانتصار أو يمارسون التبشير أو حين يقرّر بعضهم أنّ ما سيجنونه من قطر سيدفع منه نصيب للكنيسة...

ليس ما يحدث في الملاعب إلاّ امتدادا لما نراه على الميديا الاجتماعية وما نستمع إليه من حوارات ونقرأه من تصريحات لعدد من اللاعبين الذين صاروا يفتون في الدين فيحللون ويحرّمون ... إنّها خطابات وممارسات تشير إلى طرائق تمثّل الدين إذ أضحت وظيفته توفير الحماية لللاعبيين ورعايتهم حتى يتجاوزوا محنهم وكلّ العراقيل التي تحول دون تقديم أداء مشرّف يحفظ ماء الوجه وهكذا يتمكّنون بفضل الله من تحقيق العزّة وإسعاد المهمشين والمنسيين والمحبطين ويساعدونهم على «رفع رؤوسهم».

لم يعد يُنظر إلى الرياضة على أنّها تمثّل تهديدا للنظام الاجتماعي وللأخلاق العامة والدين لاسيما حين تلهي الناس عن صلاتهم وعباداتهم ومسؤولياتهم .بل إنّها صارت أنشطة داعمة للدين .فمن خلال إبراز مظاهر التديّن والتعبير عن المعتقدات وممارسة الطقوس وحمل الرموز تتوطّد الصلة بالجماهير فيكون هؤلاء كالبنيان المرصوص، ومن خلال «مسرحة الطقوس» قد يقتدي اليافعون والشبّان بالشخصيات البطلة فيسلكون طريق الهداية وتلك حسنات في رصيد اللاعبين وفرص لجني الثواب العظيم...

وفي المقابل تغدو رياضة كرة القدم في نظر بعضهم في مقام الدين فلا إيمان إلاّ «بالتكوير» وبأيقونات اللعب ... ولا عروج إلى السماء إلاّ من خلال نصرة اللاعبين ولا ممارسات قدسية إلاّ وهم في جوهرها ولا حدود بين المقدس والدنيوي بينما تتحوّل هذه الرياضة في نظر آخرين، إلى وجه من وجوه التدين الشعبي الذي يحقق التلاحم بين الجماهير والانصهار عبر تجربة فريدة من نوعها.

ومهما اختلفت وجهات النظر وأنساق التمثيل ووظائف الرياضة ومقاربات تحليل أبعادها فإنّ كرة القدم تبوأت الصدارة في سلّم ترتيب الرياضات، وهيمنت على العقول فصارت الشغل الشاغل للجماهير فتجاهلوا لفترة ،هموم السياسة والانتخابات ومحنة البحث عن «باكو حليب».



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...
- فرض سياسات النسيان
- إخراج التونسيات من المشهد السياسي أو عندما تفصح الإرادة السي ...
- هجرة الأمّهات: محاولة فهم
- من «الأمن الجمهوري» إلى «القمع البوليسي»
- حملات انتخابات «بنكهة شعبوية»
- الاحتجاجات النسائية –الإيرانية: دروس وعبر
- الحاجة إلى السكر والزيت والماء والحليب... أهمّ من الحاجة إلى ...
- القانون الانتخابي وتراجع المشاركة النسائية
- «اشكي للعروي» ... «اشكي لسعيّد»
- تونسيون/ات يُهاجرون ولا يلوون على شيء وحكومة لا ترى ولا تسمع
- «تيكاد» وأحلام التونسيين
- الشعبوية والتعددية والإعلام
- التونسيات والديناميات الجديدة
- التونسيون/ات وتقرير المصير
- هل طويت صفحة الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية؟
- «الدستور» وضرورة مغادرة السقيفة
- قراءة سياقيّة للدستور


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. معاك ربّي والنبيّ»