أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - الحجاب والمؤامرات المحاكة ضد الثورة الإيرانية














المزيد.....

الحجاب والمؤامرات المحاكة ضد الثورة الإيرانية


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية وقبل كل شيء نذكر البعض ونجيب البعض الآخر بأن المجتمع الإيراني بكل مكوناته مجتمع محافظ بطبعه يحكمه الحياء وتسوده القيم قبل حكم ملالي الجهل والطغيان، وفي زمانه لما أراد الشاه الذي كان مهووسا بالغرب متناسيا هويته وانتماءاته لما أراد إجبار النساء على نزع الحجاب رفضوا سياسة الإكراه كما رفضوه هو ونظامه ووجوده وواجهوا كل جبروته وطغيانه وأذلوه وأسقطوه وكانوا أنضج وأكثر أصالة منه ومن نظامه وحافظوا على قيمهم الدينية والاجتماعية، والحال نفسه ينطبق على الإكراه على يد ملالي الرذيلة خاصة عندما حاولوا ذلك بالعنف والقتل والدم والمساس بالحرمات، وهذا ما أدى اشتعال الانتفاضة القائمة أساسا والممتدة منذ عقود ضد الظلم والإعدامات والفقر والبطالة والجوع والغلاء والتضخم والتشرد وتجفيف الأنهر والإضرار بالبيئة والبشر، وسرقة ونهب المال العام وزج أبناء الشعب في مهالك حروب الباطل وهدر موارد الدولة على تصدير الإرهاب والمشاريع التوسعية في دول المنطقة والعالم، وبرامج الصواريخ والتسلح النووي وغيرها من الكوارث، وكل ذلك من أجل الحفاظ على نظام حكم الملالي البغاة، وبالتالي فإن من أراد أن يتكلم عن الشعب الإيراني ويقول إنها ثورة سفور فليتقي الله ربه ويصن لسانه ويعفه ويبتعد عن نشر تلك الإفتراءات التي يروج لها الملالي الذين ينالون من كرامة وشرف شعبهم من أجل إنقاذ عرشهم المتهاوي ولو لديهم ذرة من الكرامة لما فعلوا ذلك، وأما فكر وثقافة التشهير وتسفيه الآخر فهما أمر دأب عليه الملالي منذ بداية سلطانهم للنيل من شرف وكرامة من أشرف وأطهر وأنبل منهم وأصدق.
لم تنطفأ شرارة الثورة الإيرانية منذ إنطلاقتها عام ١٩٧٩ذلك لأنها لم تحقق أهدافها واستولى الملالي على ثورة الشعب ووأدوا أحلام الجياع والمستضعفين وزادوهم بؤسا على وأمعنوا في ظلمهم واستخفافاهم بأرواح الناس وكرامتها وشرفها ومطالبها وحريتها، ومن أكثر ما يثير العجب في هذا النظام هو استخفاف بعقول البشر وبالرأي العام وبالمجتمع الدولي وكأنما لم تكن في إيران أزمة سوى مفارز ما يسمونها على غير مسمى بدوريات الأخلاق، وبحل دوريات الأخلاق إنتهت كل المشاكل وحُفِظَت كرامة الشعب وتوفرت الحريات، وانتهت أزمة الغلاء والبطالة، وانتهى نهج القمع والقتل والخطف والإعتقالات التعسفية والتعذيب والتنكيل في السجون وانتهاكات حقوق الإنسان انتهت أحكام الإعدام الباطلة، وماذا يمكن مراجعته في هكذا نظام توليتاري ثيوقراطي رجعي توسعي لم يقتصر بغيه وعدوانه وبؤسه السياسي على إيران فحسب بل شمل دول وشعوب المنطقة وكذلك العالم.
ويسعى البعض منذ تأجج شعلة الإنتفاضة في ١٦سبتمبر ٢٠٢٢ وإلى اليوم إلى وسم الإنتفاضة بالسوء وتقزيمها على أنها انتفاضة حجاب وسفور فقط وهذا أمر إما أنه ينم عن جهل وإما عن تعبئة لإفشال الإنتفاضة من أجل إبقاء نظام الملالي في سدة الحكم وإدامة معاناة الشعب الإيراني وتجاهل تضحياته وآلامه، أما من كتبوا وتحدثوا عن جهل وهو أمر معيب فنقول لهم لا يزال أمامكم متسع من الوقت للتكفير عن أخطائكم وتقولوا أن الإنتفاضة انتفاضة شعب من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية وأن الإكراه في الملابس والحجاب جزءا من الكرامة، وأما من كتب وعبأ من أجل بقاء النظام فنقول له لا تتعجل ولا تكن ملكياً أكثر من ملك فنظام الملالي اليوم منقسم في قلبه على نفسه ولا يفكر في تغيير ثوابت سلطانه فحسب بل يفكر حتى في تغيير جلده وردائه والتنازل عن (...) هذا إن كان عنده من الأساس شيئا من ذلك، وكل هذا من أجل أن يبقى في الحكم ويعيبون على ما قد سلف من التاريخ وهم أكثر نفاقا وبغيا وتجبرا، ومهما فعل النظام والمطبلين له وجنوده في العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين وحملة راية سياسة الإسترضاء في الغرب.. مهما فعلوا جميعا فلن يُسكِتوا إنتفاضة الشعب ولن ينجو النظام الإيراني من السقوط مهما حاربتم الثورة الإيرانية، ومهما قللتم من شأنها وقلتم ثورة حجاب.. وثورة إنفصاليين.. وثورة تلك الفئة وهذه الفئة لن تفلحوا في شيء بل سيعزز ذلك من شأن الإنتفاضة ومن شرعيتها، وكذلك يُظهِر ضعف وضحالة النظام وجنوده وإقترابه من حافة الهاوية.
الإنتفاضة والثورة الإيرانية ثورة شعب بأكمله بكل فئاته ومكوناته هي ثورة ثأر وكرامة وحرية وشرف ضحت بمئات الشهداء كي تسقط النظام وليست ثورة حجاب تخرج ليومين وتختفي، ولا ثورة عاطلين عن العمل توفر لهم الوظائف وينقضي الأمر، ولا ثورة فئة يخدعها النظام بوعود كاذبة ويحتال عليها ليتخطى ما به من مآزق ومصائب هي من صنيع يديه الملطختين بالدماء.. إنها ثورة شعب آزر بعضه من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، وها هي نساء زاهدان يخاطبن الجميع أصالة ونيابة قائلات (بالحجاب وبدون حجاب ماضون قدما نحو الثورة الشاملة) ولن تفلح مناورات بعض تيارات النظام وتيار الإسترضاء في الغرب من أجل إحياء نظام كتب على نفسه الموت من سلبه لثورة عام 1979 وطغيانه وإجرامه بحق 69% من الأبرياء في إيران، وهدمه لأربعة دول عربية وتشريد وتجويع شعوبها.
خلاصة القول شارك ويشارك بالثورة رجالا ونساء وشبابا وأطفال وكبارا وصغارا واستشهد في الثورة نساءا ورجالا وشبابا ذكورا وإناثا، وأطفالا ذكورا وإناثا، وشارك في الثورة محجبات وغير محجبات.. أما غير المحجبات فقد نزعن الحجاب وأحرقنه تحديا للنظام وسياسة الإكراه التي يمارسها على الرداء والسلوك والحريات، وأما الثوابت التي قامت من أجلها الثورة هي ثوابت ثورة 1979 إسقاط نظام ولاية الفقيه وإزالته من الوجود، والثأر لدماء الشهداء من خلال محاكمات عادلة، وإقامة جمهورية ديمقراطية شعبية تحترم حقوق الفرد والجماعات وفق قوانين المواطنة العادلة التي لا تعرف الأنسان وفق جنسه أو لونه أو معتقده أو منطقته وإنما كمواطن يتساوى في الحقوق والواجبات تحت مظلة القانون.
د.محمد حسين الموسوي(د.محمد الموسوي)/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراد ملحمية - الجزء الثاني
- النظام الإيراني يعاود نهج الإبادة الجماعية علانية
- الثورة الإيرانية ومستقبل العنف ضد المرأة بالشرق الأوسط 2-2
- الثورة الإيرانية ومستقبل العنف ضد المرأة بالشرق الأوسط
- الإنتفاضة الإيرانية تتمة لمسيرة النساء على طريق النهضة
- وماذا بعد قصف الحرس ل إقليم كردستان العراق
- أوراد ملحمية
- العرب أخر من يدرك ؛ وأخر من يواجه
- صواريخ الملالي مرة أخرى فوق كردستان العراق
- لماذا يصر الغرب على بقاء الملالي ومشروعهم في المنطقة
- إيران وسفينة ولي الفقيه ؛ والثورة الإيرانية
- حقيقة الثورة الإيرانية ومسؤولية الكلمة
- نمرود طهران وزبانيته ؛ أمِنوا العقاب فأساءوا الأدب
- الثورة الإيرانية من وجهة نظر عربية
- الثورة الإيرانية بين الواقع والإدعاء
- نهضة المرأة بالثورة الإيرانية ثقافة لها جذور
- ماذا كان وراء مجزرة سجن إيفين
- فرعون طهران مُقدمٌ على إعدام إمرأة بلوشية قائدة
- قفزات ذبيحٍ مُحتَضِر
- يبيعون حلاوة بجدر مزروف (يبيعون الحلاء في قدر مثقوب)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - الحجاب والمؤامرات المحاكة ضد الثورة الإيرانية