أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟














المزيد.....

مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدث الصحف الرسمية السورية عن خط المقاومة وثقافة المقاومة ومجتمع المقاومة وهذا حسن ومطلوب لكن هل يمكن حقا احراز أي انجاز في الميادين السابقة بدون فتح الباب أمام الديمقراطية والاصلاح السياسي ؟

هناك تجربة ناجحة للمقاومة يمكن التعلم منها وغرسها في سورية هي تجربة حزب الله في لبنان ، أول دروس تلك التجربة أن المقاومة لاتنجح بغير وجود حاضن شعبي ، يتضح الأمر أكثر بمقارنة موقف الشعب اللبناني وأهالي الجنوب خاصة باعتبار أن الفعل التدميري الصهيوني تركز عليهم أثناء الحرب بموقف الشعب العراقي .
ففي الحالة الأولى كان الشعب معبأ ، مقتنعا بقيادته ومستعدا للتضحية لأقصى حد ، بينما كان الشعب العراقي متفرجا ، سلبيا ، وكأن المعركة التي تدور حوله تخص شعبا آخر، لقد أنهكه الاستبداد ، وأضعف الى حد كبير قدرته على المبادرة والتحرك ، وأشعره بالعجز ، وغيب انتماءه الفطري الوطني خلف جدار سميك من الخوف.

الديمقراطية اللبنانية على نقصها وعيوبها سمحت بنشوء المقاومة اللبنانية وتجذرها في المجتمع بحيث تحولت الى ثقافة شعبية داخل كل بيت ومدرسة ، بينما برهن الاستبداد في حالة النظام العراقي أن كل تحضيراته للمعركة المبالغ في صورتها من جيش القدس الى فدائيي صدام الى الحرس الجمهوري انهارت فجأة ودون مقدمات أمام التفوق العسكري الأمريكي ، حسنا ألم يكن هناك أيضا تفوق عسكري اسرائيلي في حالة لبنان لكن المقاومة صمدت وقاتلت ومنعت العدو من النصر.

دعونا نتحدث بصراحة هل نحن أقرب شبها للمثال العراقي أم المثال اللبناني ؟

لن أجيب على السؤال السابق ، ولكني سأطرح بدلا عن ذلك سؤالا آخر : كيف يمكن لنا أن نبتعد عن المثال العراقي ونقترب من المثال اللبناني ؟

حتى آخر لحظة كانت القيادة العراقية تقول : كل شيء على مايرام لدينا ، لاحاجة للاصلاح ، لاحاجة للديمقراطية ، لاحاجة للتغيير . حتى ان السيد طارق عزيز استشاط غضبا حين سأله بعض المثقفين السوريين خلال زيارته الأخيرة لسورية قبل الحرب عن نية الحكومة العراقية في المصالحة الوطنية وتحقيق الانفراج واطلاق المساجين
( عمن تتحدثون ، ليس لدينا مساجين ) ، بعد ذلك سقطت بغداد وأصبحوا هم مساجين !

نحن نختلف ( غير شكل ) ، ولكن اليس ذلك ما يقوله كل من لايريد أخذ العبرة .
أمريكا لم تخرج من العراق ، وربما لن تخرج قريبا ، أجل هي في ورطة ، ولكن من قال ان ورطتها لاتجعلها أكثر خطورة على أمن سورية ، وربما أكثر عدوانية وشراسة ، وبلغة السياسة لماذا لانفكر انها قد تلجأ لحل ورطتها نحو الهروب للأمام ، لقد فعلت ذلك حينما وسعت حربها في فييتنام وظلت تقاتل حتى بلغ عدد القتلى أكثر من 50000 جندي عندها بدأ العد التنازلي للانسحاب.

المسألة التي أصبحت واضحة الآن أن أمريكا كانت تدفع اسرائيل نحو الأمام في حرب لبنان ، وظلت كذلك حتى تيقنت من عجز اسرائيل عن احراز النصر المطلوب . ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن النزعة العسكرية الأمريكية مازالت قوية ، مرة ثانية لماذا لانفكر ان تلك النزعة يمكن أن تتوجه في أي لحظة صوب سورية ، مباشرة ، أو بواسطة اسرائيل ، أو بعدوان مشترك ، هل ذلك غير ممكن ؟

وفق تصوري بعد هزيمة اسرائيل في لبنان أصبح ذلك الاحتمال أكبر مما كان في أي وقت ، فلا اسرائيل ولا أمريكا ستمرر نصر المقاومة لفترة طويلة ، من الحكمة أخذ استعدادات اسرائيل للحرب المقبلة على محمل الجد ، ومواجهة حقيقة أننا الهدف الأكثر احتمالا، هذا أفضل من أن ندفن رأسنا في الرمال.

من أجل المقاومة لابد من التغيير ، لابد من هواء جديد ، هواء يحمل معه استعادة المواطن لاحساسه بالكرامة والحرية ، ويعيد له شعوره بالانتماء، ومن أجل الوطن لابد من مصالحة وطنية ، هذه المصالحة التي ننكرها في العلن ، ونعلم جميعنا في سرنا أنه لابد منها ، لابد من الاصلاح السياسي ، لابد من الديمقراطية.
بغير ذلك لن نقترب من المثال اللبناني ، وأخشى أننا لن نبتعد كثيرا عن المثال العراقي .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سينجز المهمة الليبرالية ؟
- من الليبرالية الى الطائفية
- الدولة - المقاومة - الحريات
- هل حقا لايعرف البابا ماذا فعل؟
- المعارضة السورية والمسألة الوطنية
- هل غيرت حرب لبنان في استراتيجية الحرب؟
- دروس النصر
- الحرب في لبنان والمعارضة السورية
- الاحتمالات المستبعدة في توسع الحرب نحو سورية
- أزمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الأسطورة التاريخية
- كيف ستخسر اسرائيل حربها اللبنانية
- آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور -2/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 3/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 1/3
- استفتاء نحو الهاوية
- الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي
- من يسعى لشق المعارضة في سورية
- استدعاء التدخل
- لماذا تئن النواعير


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟