أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟














المزيد.....

ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فلاح يوسف زرا مواطن عراقي من بلدة القوش التاريخية ، يؤمن كما يؤمن معظم العراقيين بنظرية شفافة جليّة نقية مفادها : ان العراق ينبغي ان يسوده الأستقرار والسلام والوئام . وإن طريق العراق السليم هو طريق البناء ، وإن من يحب العراق هو من يساهم في عملية البناء هذه .
هذه هي النظرية التي آمن بها الشهيد الألقوشي العراقي فلاح زرا وكل رفاقه من المسلمين والمسيحيين الذين استشهدوا معه في كمب سارة صبيحة يوم الأربعاء المصادف 4 أكتوبر .
إن فلاح ورفاقه الذين استشهدوا في هذا اليوم وفي نهر الأيام من السنين الثلاث الماضية .
إن هؤلاء يمثلون الأغلبية المعتدلة في العراق ، إذ ان القتلة الذين يحترفون سفك الدماء تحت يافطات دينية ومذهبية وشعارات وطنية فارغة في الزعم لمقاومة المحتل ، إن هذه القوى تفضح نفسها حينما يطال إرهابها وعملياتها الدموية كل الفئات الطبقية والدينية والمذهبية ، إنهم يقتلون فادي وثامر وميخا ومحمد وآزاد وعمر وحسين وعلي وخاجيك وخدر وكورتان وحنا ورشو وياسين ودلشير ويوسف . .. وكل من يحمل الهوية العراقية .
إن القتلة يعكسون الطبيعة اليائسة لشبكات الأرهاب في كل مكان وتتمثل دناءة أخلاقها حينما تلجأ الى خطف البنات من الشارع تحت يافطة الدين ، وكم يبلغ جبن هؤلاء حينما تدني نفسيتهم الخسيسة وهم يدعون الشهامة والرجولة ، فيمدون أيديهم الى فتاة بريئة ، نعم بحق إنهم اوحش من الوحوش ونسوا او تناسوا أن الدين ، وأي دين كان ، هو أيمان واخلاق قبل كل شئ .
يصف برنادشو هذا النوع من البشر بانه ( الأنسان ) هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي .. فالأسد الشبعان لا يؤذي غيره ، إذ ليس له مبادئ او طوائف . .. ورأي مماثل لكونفوشيوس ، إذ كان يوماً مع تلاميذه فسمع أنين إمرأة وحيدة في منعطف جبل .
وسألها كونفوشيوس عن سبب بكائها ؟
فقالت : لقد قتل أبو زوجي هنا من قبل نمر ثم قتل زوجي بنفس الطريقة واليوم لقي ابني نفس المصير .
يسألها كونفوشيوس متعجباً : فلماذا لا تزالين تسكنين في هذا المكان المخيف ؟
فأجابت : لأنه لا يوجد هنا حاكم ظالم مستبد ولا وحوش بشرية .
فالتفت كونفوشيوس الى تلاميذه قائلاً :
لا تنسوا أبداً ايها العلماء إن الحاكم المستبد والأنسان الظالم اكثر قسوة ووحشية من النمر .
إن من يرمي الى سبر أغوار الحالة العراقية يجد أمامه قوى الظلام متفقة على برنامج جهنمي خلاصته إشغال العراقيين بالفتن الطائفية والدينية والقبلية والمناطقية والأثنية ، كل ذلك بغية إبقاء مستنقع الفوضى قائما ، فيخلو لهم الجو للنهب المبرمج لثروات العراق التي ينبغي ان تستثمر لتقدم وبناء العراق . وهكذا يجري تصفية الأساتذة والعلماء والأطباء والتجار والشرطة والعمال .. وكل من يعمل على تنمية وبناء العراق ويدعو الى استقراره وأمنه .
إن العنف السياسي والأجتماعي في العراق يستند على العصابات المدربة والتي تموّل من قبل الجماعات التي تدرك ان بلوغ العراق مرحلة التقدم والأستقرار والديمقراطية ، سوف لا يكون لها مكان على الخارطة السياسية العراقية ، لأن هذه القوى لا تملك مشاريع او آفاق سياسية توصلها الى الحكم بالطرق الديمقراطية . ولهذا كان الزواج اللاشرعي بين هذه القوى من اجل أيقاف أي برنامج حكومي يضع حداً لأستقرار الأوضاع في العراق .
من اجل ذلك هي متفقة على اغتيال الصبي وهو ذاهب الى مدرسته ، والطالب وهو في كليته ، والطبيب في عيادته والكاسب في متجره والعامل وهو يعمل في ورشته ... والى جانب هذا ثمة العنف الأجتماعي الذي تتكفل به الميليشيات القامعة للحريات الشخصية والتي تفرض أجندتها في التفكير وأسلوبها في الحياة على الآخرين ، ليس بمنطق الأقناع ، إنما بلغة التهديد والوعيد على مكونات المجتمع العراقي المنكوب .
إن تضحية الشهداء : فلاح زرا وفادي عادل وفريد الياس وغزوان وحسام وأبوألبير وزيد فاروق واسحق أدور ميرزا وغيرهم من آلاف الشهداء من فسيفساء الشعب العراقي الجميل ، لا يمكن ان يذهب سدى ، إن صبر الشعب العراقي وتضحياته الجسيمة لابد ان توصل الشعب العراقي المنكوب الى أهدافه في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لثلاث محطات من برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- قداسة البابا والعالم الأسلامي وجدلية حرية الفكر
- حكومتا العراق وأقليم كردستان معنيتان بمنح الحكم الذاتي لمسيح ...
- تسييس الدين وأخطار الحكم الثيوقراطي في العراق
- عسى ان لا تكون قرارات الحركة الديمقراطية الآشورية حبر على ور ...
- تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما الع ...
- الكلدانيو او السريانية لغة واحدة لشعب واحد
- ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث - 2 2
- ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث 1-2
- بطريركية بابل على الكلدان مسيرة حكيمة أيام السلم والحرب - ال ...
- أقليم كردستان وتعايش اللغات الكردية والعربية والسريانية ..
- فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً
- آثاث وأدوات منزلية تراثية بيت القوشي نموذجاً 2 2
- هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم أقلياته القومية
- هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟