العملات الارتكازية الرمز الاجتماعي للثروة ما بين الأفراد

إخلاص باقر النجار
(Ikhlas Baqir Hashem Al-Najjar)

الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 18:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

أ.د.إخـــلاص باقـــر هـاشـم النجـــــار
العراق / جامعة البصرة / الإدارة والإقتصاد
قسم العلوم المالية والمصرفية
ترتبط العلاقات الاقتصادية الدولية للتبادل التجاري بعمليات المدفوعات الدولية ، وما يترتب عنها من علاقات دائنة ومدينة تتطلب وسيلة دفع دولية عالية الاستقرار، وبما أن لكل دولة عملتها الخاصة بها برزت مشكلة عدم وجود وسيلة موحدة للتسوية الدولية ، لأن أسواق دول العالم منفصلة بالحواجز الإدارية والسياسية ، لذا ظهرت العملات الإرتكازية لتسوية المدفوعات الدولية القائمة نتيجة التبادل التجاري الدولي ، لأن المبادلات التجارية الدولية لا تتم بالمقايضة ، فالسلع التي تُصدّر أو تُستورد تسدد بواسطة النقود ، فكل من يتعامل مع الخارج يحتاج إلى عملة إرتكازية أو صعبة أو قيادية ، ويرتبط مفهوم العملات الارتكازية بالمكانة الاقتصادية للدولة ، لأنها العملات القوية القابلة للتحويل والشائعة الاستخدام في تسوية المدفوعات الدولية وتتمتع بالقبول العام خارج الحدود.
ويفرق ما بين العملات الأجنبية والعملات الإرتكازية فالأولى تعرف بأنها موجودات الدولة من عملات الدول الأخرى وتشمل أوراق النقد الأجنبي والودائع تحت الطلب ولأجل ، والسندات الحكومية والذهب وحقوق السحب الخاصة ، أما العملات الإرتكازية فهي رمز لعملة محلية يثق بها المسثمرون وذات قبول عام للالتزامات المالية الدولية ، تابعة لدولة تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتتبع السياسات النقدية والمالية المتوازنة ، وتسمى إرتكازية لأن النظام النقدي الدولي يرتكز عليها ، وتقوم بوظائف النقود المعروفة على الصعيد الدولي والمحلي ، لكنها تتمتع بصفات من الناحية الاقتصادية جعلتها أهلا للثقة والاعتراف على المستوى الدولي ، ومن هذه العملات الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والين الياباني واليورو الأوروبي والفرنك السويسري .
وتتصف العملات الإرتكازية بإمكانية القيادة للنظام النقدي الدولي ، ودورها الايجابي في تحديد القوة الشرائية للعملات القيادية ، وثبات المحتوى الذهبي عند التعامل في الأسواق الدولية ، فضلا عن توازن ميزان المدفوعات وما له من تأثير على الاقتصاد المحلي ووجود فائض في الأرصدة الذهبية الذي يُمّكن من استبدال العملة المحلية بالذهب عند الضرورة ، لوجود الاحتياطي الذهبي للدولة صاحبة العملة الإرتكازية ، وقابلية التحويل ما بينها وبين عملات الدول الأخرى بسهولة وبدون تكلفة ، وتؤدي النقود ثلاث وظائف مهمة تستخدم كواسطة للتبادل ومخزن للقيمة ووحدة للحساب ، وللعملة الإرتكازية نفس الخصائص في اسـتخدامها كواسـطة للتبادل وأن المبادلات ما بين الأطراف من دول مختلفة بعملات مختلفة لا تتم إلا بالاتفاق علـى عملة للتسوية ، وهذا إما باختيار عملة أحد الدولتين أو عملة ثالثة قيادية ، أما استخدامها كوحدة للحساب فيكون لتحديد قيمة السلع والخدمات محل التبادل ، أما اعتبارها مستودع للقيمة فعند الاستثمار في السوق المالية يتم اختيار الأصول الماليـة بالعملة الدولية لغير المقيمين ، وتستخدمها المصارف المركزية كاحتياطي وكمقابل إصدار العملة المحلية .
وتختلف العملة المحلية عن العملة الإرتكازية الدولية في كون الأولى لا تعطي الخيار لصاحبها في حرية قبول التعامل داخل الدولة الواحدة ، بينما في المعاملات الدولية لابد من اختيار العملة المستخدمة لتسوية المبادلات بالتفاوض ما بين الدولتين ، وكلما زاد استخدام عملة ما على المستوى الدولي ، ازدادت منافع من يحوزها وأصبح من الصعب التحول إلى استخدام عملة أخرى ، وإن قيمة عملة أي دولة يحددها المستوى العام للأسعار والاحتياطي النقدي وسعر الصرف ووضع الدولة الاقتصادي والمالي ، وحتى تكون عملة إرتكازية لابد من ان تستخدم العملات كأداة للدفع الدولي وأن تكون صادرة من دولة لها مكانتها في علاقات التبادل التجاري الدولي ، ومحلاً للعرض والطلب في الأسواق المالية والنقدية الدولية وبسعر صرف مستقر في ظل نظام نقدي ومصرفي كفؤ ، وعلى درجة عالية من الكفاءة والخبرة في إدارة المؤسسات وتسوية المعاملات الدولية ، لتتمتع قيمة العملة بالثبات والاستقرار وتنفرد بميزة نسبية أي تتفوق على منافسيها في المحافظة على قيمتها بالقياس إلى العملات الأخرى ، وان لا تخضع للندرة الدورية أي يجب أن يتسم ميزان المدفوعات بصفات هيكلية لئلا تحدث هذه الندرة .

#إخلاص_باقر_النجار (هاشتاغ)       Ikhlas_Baqir_Hashem_Al-Najjar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات