عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 00:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم ..لم يخلقني خالق ..لا تنزعج أخي المؤمن وغير ..
أنا فقط أناقش ذلك الشخص الذي أمتلك الحقيقة ويجاهر بأنه يعرف الخالق إسمه وسكنه وقدرته ووحدانيته وماذا يخبئ لمن يخالفه وكيف سيعاقبه أو يمنحه نصيب في جنات مالم ترى عين ولم تسمع به أذن ..ذلك الدوجماطيقي الذي سيقذعني بكل ما يملك من عبارات الجهل والكفر والإلحاد بل وربما الحيوانية ...
أنا لم يخلقني أحد ..وجودي اليوم بأسم إختياره عشوائي فأنا مجرد صدفة تمكنت هورمونات الذكورة من تشكيل جسده وكان يمكن أن تكون بديلها هورمونات الأنوثة ...
مجرد صدفة ولدت في مصر حيث إلتقى مذكر بأنثى في لحظة ما بالأسكندرية وكانا في حال تسمح لهم بقضاء رغبة جسدية وتمت ف ظروف كانت بويضة الأنثى ف أوج نشاطها وتمكن منها حيوان منوي فتم لهما الإتحاد ومن بعد إنقسمت النواة وصارت جنين تهيأت له كل الظروف المواتية حتى خرج المكون إلي الحياة بلون لم يخلقه أحد بل فرضته البيئة الحاضنة إضافة إلي العوامل الخارجية من طقس وربما طعام وشراب ووووو...
أنا لم يخلقني أحد ..لو إلتقى مذكر بأنثى في مكان آخر كقارة أوروبا أو آسيا أو القطب الشمالي ما كنت ذلك الأنا بل ربما كنت ... طالباني الهوى أو ستاليني الفكر أو هندوسي المعتقد أو فارسي الثقافة أو أؤمن أن أبوال الإبل تشفي أمراض كثيرة ..أو تغرب الشمس بنزولها ف بئر ..وتشرق بعد أن تركع أمام عرش مهيب صاحبه يسمح لها بالخروج للحياة مرة أخرى....!
أنا لم يخلقني أحد ..تكويني الجسدي ولون بشرتي ولون عيناي وشعر رأسي وأمراضي الوراثية كانت ستتغير لو تغير المكان والزمان ورغبة أن يلتقي ذكر آخر بأنثى أخرى في مكان آخر و ظروف مختلفة ...
لم يخلقني خالق مجهول يتغير إسمه بحسب الزمكان كالمؤمنين بالآلهة الطوطمية ....لذا لا ولن أسمح ل رجل دين في مسخ إنسانيتي ..وإيهامي أنني خلقة معبوده وإنني رهن إشارة ذلك المعبود الذي أعطى رجاله كل الصلاحيات والسلطات أن يمسخ إنسانيتي ويحجر على حريتي ويستعبدني رغم إنني أعوله وأصرف ع مأكله ومشربه وراحته هو وإلهته...
أنا لم يخلقني أحد ..أنا الحر الذي يخلق مستقبله وإن أخفق في مسيرته أنا من يصححها وانا من يدفع ثمن الخطأ والخطيئة دون حاجة إلي خالق وزبانيته وحراسهم من الحكام والملوك والغشاشين من حاملي مباخر سدنة المعبد .
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟