اشتري فيل وانقذ بيتك !! - مسودة اعلان تجاري

حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اشتري فيل وانقذ بيتك !! ( مسودة اعلان تجاري )

انا اعرف ان بناء البيوت الزجاجية هي السعادة المائية التي ﻻ توصف ، وهي الخطوة الاولى لاستنساخ احاسيس طرازية من الممكن الاحتفاظ بها عن طريق الممارسة والرضوخ ، لقبول حيوان الموت الصغير ، وتربيته بجدية ، على انه دجاجة اليفة ٠ ومادام الخير اكثر قسوة وكآبة من الواقع فاين هي شرعية البيوت التي نسكن ٠

المرحاض :
ولدت سنبلة ، واستمرت ملامحها بالتشتت الى ان وقعت
الكارثة ، وافاقت في عامها الثامن عشر ، وقد تحول وجهها
الى حفلة تنفس٠ ويقولون ان الجني الذي تزوج منها في
المرحاض، كان قد اتى من الهند ، وهو ينط فوق ملايين
سطوح المنازل والمعابد والبنايات٠ وحتى ان صياد شيعي
من مدينة مشهد المقدسة ، كان على وشك ان يصطاده
لولا ان الهندي ، كان قد تعلم على يد ملاك بوذي منشق٠
ربطوها في اثنى عشر شباك ذهبي مقدس ، وتوسلوا
بالهندي ان يخرج من ركبتيها ، بعد ان استعانوا بخبير
لغات ، له هيبة وعلم الباذنجانة ٠

اعمدة النور مكهربة ، واشعال مصباح قد يكلفك حياتك في هذه البلاد المقدسة٠ وفي احسن الاحوال ، لن تدفع سوى ضريبة تهمة عتيقة ، حين سيكتشفون بالنيابة عنك ، ان امك عاهرة ، وان اباك كان قواد٠ هل علي ان اهذي طويلا يا ولدي ، بذريعة ان هذه التهمة على حقيقتها ، منشطة ولذيذة٠ وفي عام الفيل سنولد ياولدي ، يا اعور ، يا دجال ٠

المطبخ :
جرية بنت بنية٠ رفسها قبل قليل السيد الوالد ( ع )
في معدتها ، وهي تحاول ان تحرر يده من سكين المطبخ
اقسم ان يذبح ابنتها الوحيدة ، ان لم تكف المسودنة ، عن
الصراخ والتعري في الشوارع٠ والهندي ابن النعال مصر
على لحس مخ البنية٠ وانت ايضا مسكينة يا جرية،
منذ ان وصلت الى الزقاق الرابع في حي الاهوار ،
وانت تعيشين ذليلة بين اعدائك الشيعة٠ حتى انهم
لقبوك باسم السمكة المحرمة، للاهانة والسخرية ٠
بنت الهايشة ٠٠ سنية ٠٠ نعلى على عمر ٠٠ وين
رحتي ، جرية٠ والهندي يمارس بوذيته بشبق موجع
في رحم ابنتها الوحيدة ٠

بيت الله ٠٠ حوض السمكة ! نتسلل في الليل مع الفيلة ، ونبنيها من جديد ، من الزجاج الخالص والشفاف٠ وستصير الكعبة ، الحجر الابيض ،الاساس لبناء مثل هذه المدن الزجاجية٠ وحين تعودون من العمل الى بيوتكم الزجاجية ، تروني وانا انيك حبيبي ، فتبتسمون ٠افيق في الصباح ، اشاهد جارتنا السمينة ، تخري ، فابتسم ، وهكذا كارانب برية سعيدة ٠ يا الله ، سيصير بيتي كله بمثابة نافذة ، وبيت الله ، وبيوتكم٠ وكاننا عناق مؤلة ومثسر للسخرية ، كما هي الحقيقة ، بل اجمل٠ وسيكون هنالك وقت طويل للضحك ، وحقل مناسب من الحرية ، ولعل الاخلاق تسقط اخيرا ، وتفيض البلاد بالاجوبة ٠ انا عن نفسي ساشتري الفيل ٠

اسقل السلم :
تعرت ٠ جلدها المدبوغ بالاصابع والسياط ، كان يحمل
الف جرح وجرح ، يا عراة ٠ وتخلع قلائدها ، واحدة
تلوى الاخرى ٠٠ ثوبها ٠٠ طلسم البركة من رقبتها ٠٠
القماشة الناعمة من بين فخذيها ٠٠ حسنا تفعلين ، زهرتي
اخلعيها ، صرختك هذه القلادة المرة ، وطوفي بها
بين مسامات الهواء الحر ، مثلما تشتهين ، ابعد من
ايادينا ، ابعد من هذه البلاد المشروخة بالشعوذة والظلام٠
تحرق الزهرة نفسها اسفل السلم ، بينما يلملم الهندي
حقائبه من جسدها المشتعل ، ويطير بها ، قلادة ٠

تسميم احساس جيفة ، الذ وانبل من تسميم فأرة٠ وكتاب منحط عن تاريخ الاحاسيس في هذه البلاد ، اصبح ضرورة ملحة ٠

سطح البيت :
سنة تافهة وموجعة مرت ٠ ويطيح ( ع ) في السوق
مشلولا ويموت ٠ وماذا تخبزين انت ياجرية !!
وتنورك هذا شعلة محرومين٠ فختية تحط قرب سلة
خبزك ، وتحط اخرى ، ويؤذن باسم الرب ، فتركب
احداهما الاخرى٠ فخاتي !! ياجرية ، وعلى من تنخين
وتقرفصين هكذا قرب سخام التنور وانت تشركين اسم
الله بالنحيب ، وجسدك المهشم بالنار٠

الحمام :
طاسة زهرة الفضية ، ساكنة وحارة ٠

غرفة :
حجر على حجر على مرض ، هذه البلاد المكعبة محكومة بالغائط والنسيان ٠

الحديقة :
لو كنت ربك ، لاهديتك المفاتيح والعذوبة ، لتقفلين البلاد بصرخة ، ونستريح ٠

انا عن نفسي ساشتري الفيل ٠٠ وصوب الحجر المعتم انى كان٠

اهداء :
الى روح اختي زهرة التي احرقت نفسها بتاريخ 29/5/1994 وبعد عام امها التي اشتعلت حزنا ونارا على زهرتها الوحيدة ٠ والى ( وداد وفاطمة وزينب وهدى ) ان كنتم تعرفون المزيد من الورود اللواتي احرقن انفسهن في بيوتكم ، اكتبوا اسمائهن ، وقلوا لنا لما تحرق زهرة صغيرة نفسها !؟ ، انا آت على فيلي لأخري على بيوت اجدادكم المكعبة واحرقها٠وان كلفني ذلك حياتي القذرة ٠

 

#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات