|
محاولة لتوجيه الصراع الى المسار الصحيح
بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 09:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحية طيبة أَيها الأَحبة بسم الله الرحمن الرحيم قل نقذف بالسيسي على مرسي فيدمغه فإذا هو زاهق صدق الله العظيم
أَما بعد ..
فإننا هذه الأيام امام مبادرة سلام أطلقها قداسة البابا للتوسط بين اوكرانيا و روسيا لمحاولة تقريب وجهات النظر و حل الصراع الذي بدأه فخامة الرئيس الأحمق بوتن و الذي القى اوربا كلها _ بغباء قل نظيره _ في حضن امريكا
فأننا ندعو أطراف الصراع الى تحكيم العقل و تحويل مجرى الصراع الى مساره الصحيح و هو سحق الوغد الطوراني و وضعه في حجمه الصحيح
لقد حاول الأخيار و منذ زمن تحريك المياه الراكدة بين اوروبا و وروسيا لتشكيل تكافل و تكامل اقتصادي كانت قد بدت ملامحه بخطوط نورد ستريم ١ و ٢
قبل أن يطيح فخامة الرئيس الأحمق بوتن بكل شيء و يقضي عليه دفعة واحدة
و رغم كرهي الشديد الذي لا أخفيه لطبيعة الغطرسة الروسية و التعامل الجاف لفخامة الرئيس المراهق بوتن حتى مع الرؤساء بطريقة إستعلائية صبيانيه لا توحي بأي حال من الأحوال بأي شكل من أشكال اللباقة الدوبلوماسية و التي تؤشر على عقلية مخابراتية من حقبة الحرب الباردة التي عفى عليها الزمن و التي لا تجيد إلا خلق الحواجز النفسية و الخوف عند الطرف المقابل
إلا إننا في النهاية أَمام شخصية تتحكم بكل شاردة و واردة في روسيا و هذا قدرنا حتى يأخذ الله أمانته و يبدل روسيا بما هو خير من هذا الكلأ الموجود
و الى ذلك الحين فيجب النظر الى الأمور بشكل صحيح فما تسعى اليه الولايات المتحدة من خلال ربط اوروبا بغاز الصلاعمة بدل الغاز الروسي هو عملية كارثية على مستويات عديدة
و المشكلة إن المعاتيه الروس و على مختلف الصعد الدوبلوماسية كانوا على علم منذ اللحظة الأولى قبل سنوات أثناء الأزمة السورية برغبة هذه الإقطاعية المسماة ( قطر ) في مد انابيبها عبر سوريا و ثم تركيا الى اوروبا و في حينها هددت روسيا هذه الإقطاعية بقطع يد كل من تمتد يده الى المصالح الروسية و كلنا نتذكر بعد هذا حادث الإعتداء الآثم على السفير الروسي فلاديمير تيتورينكو في قطر
و لطالما حذرنا من هذا السيناريو الأسود إلا أنه لا حياة لمن تنادي فالمتخلف الروسي لا زال يعيش اوهام الإتحاد السوفيتي العظيم دون أن يحاول و على مر هذه السنين من فهم اساليب الحرب الناعمة و الإستقطاب مكتفيا بأسلوب الطاغية المتجبر على غرار النمط السوفيتي مع انه يعلم تماما كونه ابن الكي جي بي إن هذه الصورة بالذات هي ما أسقطت الإتحاد السوفيتي كبيت من ورق في مهب الريح
فإستخدام القوة له حدود و في ظروف إستثنائية و محدودة ، و لكن ما يحصل مع المتخلف الروسي إنه دائما ما يختار لغة القوة كما حصل في جورجيا و اوكرانيا علما إن ما كان ينقص المشهد الأوكراني لو كان بوتن عاقلا واعيا لخطورة الأحداث هو أن يقدم نفسه في اوكرانيا كطرف محايد في خضم الصراع في شرق اوكرانيا ( على الأقل من الناحية الإعلامية ) و يحاول أن يجمع الأطراف المعنية كوسيط محايد مما يخلق له في المستقبل نوع الوجود داخل الساحة الاوكرانية إلا إنه إختار طريقة القضم الجزئي من إحتلال القرم مرورا بمحاولته إحتلال العاصمة الاوكرانية بالطريقة الإستعراضية البائسة و التي انتهت الى تورطه في مستنقع آسن و خلق عداوة بين الشعبين و بحور من الدماء بلا اي سبب حقيقي و لكن هذا الآن اصبح من التاريخ و لا طائل من إعادة إجتراره بل الأهم من ذلك الآن هو محاولة ايقاف الحرب التي اصبحت الآن استنزاف بلا طائل لا يستفاد منه احد بإستثناء الوغد التركي الذي لا تزال تدغدغ مخيلته المريضة تلك الخيالات الجنسية العابثة في إقامة الخلافة على انقاض الدب الأحمق الروسي
أما على الجانب الآخر فتحويل جزيرة الأعراب التي يسكنها مجموعة من الإقطاعيين الى مصدر للغاز ل اوروبا يعني منح جماعة إرهابية تسمى الإخوان المسلمين نوع من الحصانة الغربية
و هذه ستكون كارثة على كل دول الإقليم و ما بعد الأقليم فأن كانت تركيا اردوغان قد نفظت يدها عن التنظيم الأم نوعا ما ، وذلك لعدم ثقتها بالقدرات العقلية للإخواني العربي محولة اهتمامها الى تنظيماتها الخاصة مثل ملي كروز Milli Görüs و منظمة أخرى تسمى Diyanet فأن قطر ادمجت التنظيم الأم في منظمة تسميها ( قطر الخيرية ) هذه المنظمة اخذت على عاتقها و بأسناد إستخباري تركي الى العمل على مسارين : التغلغل وسط المسلمين و تجنيدهم و المسار الثاني شراء السياسين الغربيين و رغم ان التقارير الإستخبارية الألمانية و الفرنسية التي سبق ان أشار اليها كل من الصحفيان كريستيان شينو وجورج مالبرونو لا تشير الى نجاحات تركية في هذا الصدد و لكن هناك إستثمار حقيقي بالمال القطري في الوسط الصلعومي
و مما يجب الأخذ به بعين الإعتبار إن الخطط بعيدة المدى قد تكفلت برسمها القيادة الإخوانية التركية و بدعم مالي قطري نظرا للقدرات الذهنية المحدودة للقائمين على امر قطر و هنا تكمن خطورة الموقف وهو ان كل شيء يصب في النهاية في مصالح التنظيم في تركيا حيث إنهم يستغلون هذا الصبي القطري من اجل أمواله
و لكنهم على الصعيد الإعلامي فقد نجحوا الى حد كبير في التحشيد ضد روسيا و ضرب مصالحها قبل حتى ان تبدأ الحرب و هم في محاضرهم الداخلية يزعمون انهم سيحققون بالمال ما فشلوا في تحقيقه على الأرض في سوريا من خلال تلك الجماعات الإجرامية التي كانت قاب قوسين او أدنى من السيطرة على دمشق لولا التدخل الروسي
حيث انه قد تم إقتراح إدخال بعض التنظيمات تحت واجهة العمل الخيري الى كل من مصر و سوريا و لكن ذلك يقتضي أولاً تطبيع العلاقات و ثم التخريب من الداخل
فالذي يرى المحاولات التي تقوم بها تركيا للتقارب من جهة مع النظامين لا يستغرب ان تكون المنظمات الإخوانية المرتبطة بملي كروز و قطر الخيرية هي نفسها من تحرض ليلا نهارا على نفس النظامين
فعلى ما يبدو ان هذا ليس إلا عمل جهاز إستخباري و على مستوى عالي يفوق القدرات الذهنية المحدودة للأخوة القطريين التي سبق الإشارة اليها
و مما لا شك فيه إن التآمر الذي يقوم به السياسيين الغربيين على السلم المجتمعي الداخلي من خلال اتخاذ وضعية المتفرج و اللامبالاة تجاه تلك النشاطات التخريبية يساهم في تفاقم المشاكل الى الحد الذي ان المعاتيه في بريطانيا قد غضوا الطرف تماما عن قطر الخيرية بعد أن غيرت اسمها الى نكتار تراست و كأنه المشكلة كانت بالإسم !!
بالرغم من معرفتهم الكاملة بنقل أموال من الصبي تميم مباشرة الى بعض الإرهابيين الذين نفذوا عمليات إرهابية داخل بريطانيا !
بينما دولة مثل كوسوفو قد استشعرت الخطر منذ اللحظات الأولى لعمل هذه المنظمة الإجرامية و منعت عملها على اراضيها في سبتمبر ٢٠١٨
و على أساس هذه المباديء و الأسس و حماية للأمن القومي الأوربي و الروسي فأنه لابد من وضع حد لأحلام وطموحات اردوغان و من جانب آخر فعلى فخامة الرئيس الأحمق بوتن أن يسمح بوسيلة تواصل بعيدا عن استعلائه الأجوف مع الجانب الأوربي خصوصا مع ( ماكرون ) فهو العاقل الوحيد الذي استشعر الخطر وسط هؤلاء اولاد القح.. المجانين شرقا و غربا
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطر و كأس العالم الإسلامي
-
الآذان صوت الإنسان
-
رزق الإخوان على الليبراليين
-
سجودي لنهد خلقت
-
لماذا تهتمون بالشأن الأوكراني ؟!
-
هل يمكن تطبيق أفكار احمد . ت كورو
-
مثال للنقد النصي للقرآن الكريم
-
الهجوم على سلمان رشدي
-
نظرية غوندياييف
-
هل الحجاب عرف أم فرض ٢
-
هل الحجاب عرف أم فرض ؟
-
الموقف الماركسي من المال / النقود
-
هل هناك إسلام معتدل ؟
-
ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس
-
ردي السريع على الشيخ بسام جرار البديع
-
اخبار مفرحة و سعيدة
-
دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان
-
الحملة الفرنسية و محاولة تشويهها
-
حوار حول اللغات السامية
-
مكبر الصوت كبدعة محدثة
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا
...
-
خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي
...
-
أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور
...
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
-
الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم
...
-
الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
-
مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|