محمد جاسم الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 01:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تبنى الأوطان الا بشعوبها ، ولن تبنى الشعوب إلا بولائها لأوطانها ، ولن يكون هناك ولاء ما لم يكن هناك انتماء …
الشعور بالإنتماء هو الشعور بالمسؤولية والشعور بالوطن والمواطنة …
الإنتماء الحقيقي هو الذي يدفعك للدفاع عن تاريخك الذي تنتمي اليه وحضارتك التي تنتمي اليها و وطنك الذي تعيش فيه .
تعتز الشعوب بأوطانها ، وتفتخر بها لوجود العلاقة الوطيدة بين الشعب و الوطن ، ولما يقدمه الشعب للوطن وما يقدمه الوطن لابناءه ، هذه العلاقة هي اشبه بالعلاقة الأبوية التي يرتبط بها بني البشر .
العراق ربما يكون البلد الوحيد الذي تكون فيه العلاقة بينه وبين ابناء شعبه ليست على ما يرام منذ الأزل ، فالدكتاتوريات المتعاقبة على حكمه والتي جيرت هذا البلد بإسمها وحرمت المواطن من ابسط حقوقه وقمعته بكل وسائل القمع ، جعلت العراقيين يشعرون بأن الوطن هو ملكاً للحكومة ، وليس للمواطنين إلاّ بقعة التراب التي يعيشون فوقها ويدفنون تحتها ولم ينعموا بخيراتها .
أما السياسي الذي يحكم هذا الوطن والذي يأخذ اكثر مما يعطي ، ويتكلم اكثر مما يفعل ، فقد جاء هذا السياسي الى السلطة نتيجة المحاصصة وبالأحرى " المخاصصة" ، فقد خصصوا البلد لأحزابهم وما يهمهم الاّ مصالحهم الشخصية والحزبية ، ومنهم من يحمل جنسيةً مزدوجةً تجعله دائما عديم الانتماء ويفكر بوطنه البديل عندما يختلف مع سياسي آخر ويفتح ملفات فساده لتضيق به السبل فينتقل الى بلده الآخر حاملاً معه امواله من وطنٍ اكل لحمه ورمى عظمه ، والمصيبة الأعظم في هذا البلد ان الدستور والقانون كتبته ايادي الخونه اللذين لم يهدأ لهم بال الا بشفط اخر دولار من ثروته .
نحتاج الى حالة نفير عام لبناء هذا الوطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً …
نحتاج الى ترسيخ مباديء المواطنة لدى الفرد العراقي …
نحتاج الى سياسيين يخدمون الوطن والمواطن ولا يملكونه أو يسرقونه …
نحتاج الى حالة انتماء للوطن .
#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟