|
التجارة القذرة
خالد العاني
كاتب
(Khalid Alani)
الحوار المتمدن-العدد: 7446 - 2022 / 11 / 28 - 20:39
المحور:
الفساد الإداري والمالي
انجزت الولايات المتحدة الامريكية وعدها بارجاع العراق 200 سنة الى الوراء كما قالها بيكر لطارق عزيز اثناء المفاوضات التي جرت في جنيف بتاريخ 9 كانون الثاني عام 1990 فعمدت الى غزو العراق خلافا للشرعية الدولية في عام 2003 وهدمت اركان الدولة العراقية واطاحت بالنظام الذي جاءت به عام 1963 في انقلاب شباط الاسود الذي قضى على الحكم الوطني المنبثق عن ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 وهكذا هي امريكيا تدعي الديمقراطية ومناصرة الشعوب وفي الواقع هي عدوة الشعوب تساند الانظمة الرجعية والدينية المتطرفة والعناصر الفاشية وتغتال الحكام الوطنيين مثل سلفادور الندي وعبد الكريم قاسم وكما جرى لباتريس لومامبا حيث تعاونت المخابرات الامريكية مع المستعمر البلجيكي في الانقلاب عليه وقتله ودعمت الانقلاب في بوليفيا عام 1971 بقيادة هوجو بانزر الذي اطاح بالرئيس خوان خوسيه كما دعمت انقلاب 1964 في البرازيل ضد الشرعية واطاحت بحكم جواو غوىر وسعت بكل جهودها لاغتيال المناضل الاممي تشي جيفارا وغيرها وغيرها ...... لقد انتشرت في العراق تجارة لم تكن معروفة حتى الغزو الفاشي للعراق عام 2003 منها : - تجارة السلاح والذي اصبح مشاعا للعصابات الاجرامية والميليشيات العميلة وبات المواطن لا يؤمن على ماله وعرضه وحياته وكانت البداية هي عدم السيطرة على معسكرات الجيش والشرطة والدوائر الامنية لتتغاضى عنه الحكومات التي توالت بادارة الدولة بعد الغزو لسبب او اخر - تجارة الرقيق الابيض او تجارة الجنس حيث اصبحت مشاعة بشكل او اخر وحل التفكك الاسري في كثير من العوائل بسبب او اخر واخذ قسم منها الغطاء الشرعي كالمتعة والمسيار وزواج الاطفال القاصرين وغيرها - تجارة الاعضاء البشرية ونجحت بسبب حاجة الناس الى المال في تسيير امورهم بعد ان سدت الطرق امامهم - تجارة العملة فتحت نافذة مزاد العملة لتهريب الاموال والاتجار بالدولار على حساب شقاء الطبقة الفقيرة والوسطى ولم يكتفي القيمين على هذا الامر بل عملوا على رفع سعر الدولار وخفض سعر الدينار مما انعكس على الحالة الاقتصادية للمواطنين ومن السخرية ان يحدد البنك المركزي سعر البيع للبنوك 1450 دينار للدولار الواحد ويحدد لهم بيعه ب 1460 دينارعلى ان يباع للمواطن ب 1470 دينار غير انه وصل الى 1495 وكأن السلطات غير معنية بهذه التسعيرة التي وضعتها كما تم الكشف عن عمليات تزوير العملة وترويجها بين المواطنين فضلا عما يجري بين البنوك الحكومية والاهلية العراقية والاجنبية وخاصة لبنان وعصابات التخريب والتهريب ونحن عنه غافلون - تجارة النفط .. صار النفط ملك مشاع للعصابات والميلشيات المسلحة واصحاب النفوذ وتلجأ تلك العناصر الى فتح تغرة في انبوب النفط الحكومي وتسحب النفط المتسرب بسيارات حوضية ونقله الى المياه ومن ثم الى لنشات تابعة لهم ليباع الى العاملين في السوق السوداء بأسعار زهيدة ونشاط السلطات بهذا الخصوص متواضع حتى انه في الفترة الاخيرة اعلن عن عناصر امنية مسؤولة عن حماية المنشات النفطية هي من تقوم بالتهريب على قول المثل حامها حراميها - تجارة العمالة للاجنبي من المفارقات الغريبة التي ليس لها شبيه في اقطار المعمورة ان الوطني والنزيه صار غريب في بلاده والذي ولاؤه للدول الاجنبية يتمتع برواتب وامتيازات ليس لها مثيل ويعلوا صوته بالمجاهرة في ولاءه للدولة الاخرى دون خجل او وجل - تجارة الاثار عندما دخلت قوات الغزو لم تؤمن الحماية للمتحف العراقي اوالمواقع الاثارية والمعارض الفنية بل هي اول من سرق ودمر وفسحت المجال للغوغاء ان يسرقوا ويحطموا الكثير من اللقى التاريخية النادرة وكما سرقوا كنز النمرود المكون من 650 قطعة ذهبية نادرة لا تقدر بثمن ولم يعاد الى الان كما سرقوا الارشيف اليهودي وقيل ان طائرة مروحية اسرائيلية حطت في ارض المتحف وسرقوا الجدارية والتي تمثل اسرى اليهود المقيدين بالسلاسل الحديدية وجعلوا من منطقة اثار بابل قاعدة عسكرية لقواتهم الغازية غير مكترثين لما يحصل لتلك الارض التي شهدت اعظم حضارات العالم ووووو - تجارة الادوية والاطعمة الفاسدة والمنتهية الصلاحية وعجز السلطات الرقابية عن وضع اليد على كل ما يدخل العراق مما تسببت في موت الكثير من المواطنين او اصابتهم بامراض مستعصية مثل السرطان والتشوهات الخلقية ووو - تجارة العقارات الحكومية والاهلية حيث تم الاستيلاء على الكثير من عقارات الدولة باثمان بخسة دون وخزة ضمير وكانت هذه الصفحة من نصيب الطبقة الحاكمة وتوابعها اما عقارات المواطنين المهاجرين بسبب الظروف الامنية فقد تم تزوير مستندات الكثير منها وسجلت بأسماء ليس لهم علاقة بها وكانت من نصيب حملة السلاح المنفلتين والمدعومين من احزاب السلطة وتوفيرالحماية لهم وووو - تجارة التسول لقد انتشرت عناصر التسول بشكل واسع ليس له مثيل فيما سبق من زمن وتشير المعلومات ان هناك عصابات تدير هذه العناصر وحتى ان المناطق موزعة بين تلك العصابات ويتصرف البعض منهم بوقاحة وعدوان حتى ان البعض يفتعل المشاكل مع سائقي المركبات ويقال ان هناك اتفاقات بينهم وبين البعض من مراكز الشرطة والمؤسسات الصحية لابتزاز اولئك المارة وووو - تجارة الشهادات العلمية والبحوث والاطاريح توجه الكثير من المسؤولين والنواب ومن يريد ان يتباهى بحصوله على درجة علمية متقدمة ان يدفع لدكاكين او ما يسمى جامعات وهي بالتاكيد غير رصينة وتتجار ببيع الشهادات مقابل اموال تتراوح بين خمسة الاف دولار وثلاثين الف دولار وقد كشف مؤخرا ان حوالي 30 الف شهادة من لبنان وغيرها ومر الامر مر الكرام كأن شيء لم يكن وقسم اخر يعمل في كتابة الاطاريح للاخرين بلا علم ولا فهم مقابل الاموال كما عمد البعض الى سرقة جهود الاخرين وحقوقهم وتقديمها على اساس انها من نتاجهم ووووو - تجارة المخدرات اتفقت كل الدول التي لها مصلحة في تدمير العراق على نشر المخدرات خاصة بعد ان خرج الشعب عن بكرة ابيه في تشرين عام 2019 وابلى الجميع الصغير والكبير والامي والمثقف والفقير والغني وزلزل اركان السلطة وكاد النظام ان يسقط الى الابد غير ان غدر الغادرين ولؤم الفاسدين استعمل كل وسائل القهر ضد هذه الانتفاضة العظيمة والتي اوجدت جذوة لن تنطفي مهما طال الزمن وسيحصل الشعب العراقي على حريته وحقوقه مهما طال الزمن لقد كان الدور الاشد قذارة في ترويج المخدرات هي الارجنتين كما صرح بذلك الشفيه عادل عبد المهدي - تجارة الدين صارت التجارة الاكثر رواجا بعد عام الغزو والى الان وهي في تصاعد مستمر فكثرت العمائم وتعمم من هب ودب وصار لهم مريدين من الجهلة والمنتفعين وزادت المزارات الوهمية من اجل استغلال الجهلة والمتخلفين وصار للكثير منها حمايات وميليشيات مجندة مقابل اموال يدفعونها لهم ويستغلونهم في تجارة التهريب للنفط والاثار وابتزاز الاخرين من خلال الخطف وطلب الفدية ليستمر عبثهم بالمجتمع وسكوت السلطات عن افعالهم الدنيئة رغم اساءة الكثير منهم الى الدين وطرح اراء وافكار وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان .... هذه البعض من التجارة التي راجت بعد غزو العراق والفضل يعود لامريكيا الديمقراطية جدا ونصيرة الشعوب المغلوبة على امرها هذا المكشوف اما ماخفي فكان اعظم فصبر جميل والله المستعان على ما يفعلون
#خالد_العاني (هاشتاغ)
Khalid_Alani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج
-
انتفاضة الشباب والطلاب في ايران وبداية النهاية لنظام الملالي
-
احقاد تاريخية وجمهورية اسلامية
-
اغلقوا نافذة التهريب والتخريب مزاد العملة
-
جمهورية ايران الشر - تفكيك الخيوط المتشابكة
-
لا تسخروا من حسنه ملص فهي اشرف من ............
-
فذكر عسى ان تنفع الذكرى ........ الفاشلون والفاسدون والمفسدي
...
-
فانتزيا الرؤساء الامريكان
-
اللي استحوا ماتوا
-
الحل للعقد المزمنة في عراقنا
-
العراق وتركيا وايران والكورد وماوراء الاكمة ما وراها
-
متى سيكف البعض الطعن بثورة 14 تموز- 1958 المجيدة
-
ستبقى ثورة 14 تموز قمرا منيرا في سماء لعراق
-
عودة تموز ابن العراق البار
-
الشعب يريد والمتسلطين يريدون - القسم الثالث
-
الشعب يريد والمتسلطين يريدون - القسم الثاني
-
الشعب يريد والمتسلطين يريدون
-
النظام السياسي في العراقي ديموقراطي او ثيوقراطي
-
هوس الرؤساء الامريكان
-
عملة نفطية موحدة
المزيد.....
-
بيان أمريكي عن قصف -منشأة لتخزين الأسلحة- تابعة لجماعة موالي
...
-
مسؤول أمريكي: لم نهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة
-
محكمة أمريكية ترفض قضية وثائق ترامب السرية
-
فينر: نأمل أن يخلق اتفاق وقف النار في لبنان مساحة للتوصل لات
...
-
بوتين: روسيا وكازاخستان تحميان تجارتهما من خلال التحول إلى ا
...
-
العاهل السعودي يدعو إلى إقامة صلاة استسقاء في جميع أنحاء الم
...
-
روسيا.. تطوير تؤام رقمي لقرنية العين
-
غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبيل دخول اتفاق
...
-
حزب الله يعلن استهداف مستوطنة إيفن مناحم بصلية صاروخية
-
البرازيل: الشرطة تتهم بولسونارو بالتورط في مخطط انقلاب عام 2
...
المزيد.....
-
The Political Economy of Corruption in Iran
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|