أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رشاد أبوشاور - لماذا المفاضلة بين الاحتلال الأمريكي ونظم الحكم المستبدّة ؟















المزيد.....

لماذا المفاضلة بين الاحتلال الأمريكي ونظم الحكم المستبدّة ؟


رشاد أبوشاور

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
(القدس - 2003/05/29 20:59)  
 
 
هل أصبحت الأنظمة العربية أسوأ من الاستعمار؟! هذا سؤال عجيب ، أوصلتنا إليه أنظمة الحكم الإقليمية العربية ، ولذا لا غرابة أن يطرحه الدكتور فيصل القاسم في برنامجه المثير المشاكس )الاتجاه المعاكس ( !...
هذا السؤال لم يأت من فراغ ، ولا يمكن اتهام الدكتور القاسم بقلّة الولاء للعروبة لأنه طرحه ، فهو يتردّد سرّاً ، وحتّى علانيةً ، مع أن الحيطان لها آذان ، لا لتتنصت لتعرف وتغيّر وتتغيّر ، ولكن لتنزل المزيد من العقاب والقمع ، فهذا هو العلاج للخراب في دول يجمعها أنها لا تحترم ) المواطن(، ولا تقّر له بأي حق ... استضاف الدكتور القاسم في برنامجه يوم الثلاثاء ، بتاريخ 20 أيّار، المحامي اليمني عبد الملك المخلافي، رئيس الحزب الوحدوي الناصري ، والدكتور أحمد أبومطر ، وهو من أصل فلسطيني ، ويحمل الجنسية النرويجية بعد أن قضّى سنوات لاجئاً سياسياً في النرويج .
اختيار الدكتور القاسم لضيفيه لم يكن اعتباطياً ، فالأخ المخلافي معروف بمواقفه القومية ، وصلابة إيمانه ، وعناده في الدفاع عن قضايا الأمة ، وكونه رجل قانون فهو ينافح بصلابة عن حقوق المواطن ، وحريّته .
أمّا الدكتور أحمد أبومطر _ أذكّر بأنه فلسطيني ، وأنه لجأ سياسياً إلى النرويج قبل سنوات حتى حصل على الجنسية _ فقد كانت تحولاته السياسية ، أو قفزاته متناقضة ...
هنا أتوقف قليلاً لأطرح بعض الأسئلة التي أرى أنها ملحّة : كيف يمكن للمشاهد العربي أن يميّز بين صاحب رأي وآخر ، بين مدع وصادق ، بين يائس يعكس حالته الشخصية على أوضاع أمّة ، ومؤمن ، مضح ، جاد ، وصادق ؟
التلفزيون غشّاش ، يقلب الحقائق ، يمكيج بعض الوجوه ويجعلها تبدو جذّابة ، بكلام واضح : التلفزيون يقدّم أشخاصا على اعتبار أنهم أصحاب رأي ، والمشاهد في بلاد العرب المترامية ، المتباعدة ، لا يعرف صاحب الرأي هذا ، ولا يلم بسيرته الشخصية ، وتحولاته ، والدرك الأسفل الذي انحدر إليه ! فمثلاً ، لا يعرف سوى بعض الفلسطينيين كيف أن الشخص المعني بدأ رحلته الوطنية مع الدكتور وديع حدّاد ، وبعد رحيل هذا القائد انتقل للعمل مع جماعة ) أبو نضال ( المجلس الثوري ، وأثناء ذلك روّج للكتاب الأخضر الذي ألّفه العقيد القذافي ، إضافة إلى نقلات نقيضة لكل ما سبق من )جذرية( و) تطرف ( انتهت بالتنظير لأوسلو ، بعد الإقامة في )أوسلو(!...
  
 
 
 
 
كان بودّي أن أتصل ببرنامج ) الاتجاه المعاكس( لتوجيه بعض الأسئلة لأحمد أبو مطر الذي أعرفه جيداً ، ليس بهدف التأثير على آرائه وتفكيره، ومحاولة إقناعه ، فهذا غير وارد عندي ، وغير ممكن بالنسبة له ، بعد أن لاذ بأوسلو ليهرب من ماض يلاحقه ، وليس من اضطهاد الأنظمة كما حدث لكثيرين في دول العرب ...
هنا أتوقف لأجتزئ مقطعاً من مقالة للصديق إبراهيم عبد المجيد ، الروائي المصري ، عنوانها ) دوخة المثقف بين الديكتاتورية والاحتلال ( ،كتبها في صحيفة ) العربي( الناصرية ، والتي تصدر في القاهرة ) 11 أيّار( :لكن الصنف الذي لم أتحدث عنه هو الذي سيكون له التأثير الكبير في السنوات القادمة ، هذا الصنف هو صنف الكاتب الذي تحدث عنه أول المقال ، الذي رأى أن على أمريكا أن تأتي لتخلّص الشعوب العربية من الديكتاتوريات ، هذا الصنف يزداد الآن وإن كان على استحياء ...
أترانا كنّا بحاجة لما كتبه إبراهيم عبد المجيد عن زمن المثقفين الذين يرحبون بأمريكا ، بحجة استيائهم من الدكتاتوريات العربية ؟!
لا ، فهؤلاء موجودون ، وهم يلبسون أفكارهم _ أهي أفكار ؟! أم ترويج وتضليل ، ولعب على آلام أمة ؟ _ أردية تغطي ضحالتها ، وخدمتها لأغراض أمريكا ، وحليفتها الصهيونية ، وهذه أكثرها استهلاكا ًشعار : الديمقراطية !...
أحمد أبو مطر رحّب باحتلال العراق بحجّة التخلّص من الدكتاتورية ، بل ودعا لاحتلال بلدان عربية أخرى ، وهو ارتاح لصيغة السؤال الذي طرحه الدكتور القاسم في ) الاتجاه المعاكس ( : هل أصبحت الأنظمة العربية أسوأ من الاستعمار ؟
المثقف العربي ، الفلسطيني _ سابقاً _ لم يخطر بباله أن يسأل : ولماذا على الإنسان العربي أن يختار إمّا أمريكا أو النظام الإقليمي العربي المستبد بطبيعته ، والاستعمار بنشأته وديمومته ؟!
صديقنا عبد الملك طرح هذا السؤال ، وأبعد من ذلك بشّر بالمقاومة ، عن يقين ، وثقة بجماهير الأمة ، لا بنظم الحكم المرتبطة بالأمريكان ، واحتلالهم المعلن وغير المعلن !...
  
 
 
أمّا أحمد أبو مطر فقد انقضّ على الدكتاتوريات العربية ، وابتدأ بمن ؟! بجمال عبد الناصر ، والنظام الناصري!) يؤيد أبومطرأمريكا بأثر رجعي(!
ولأنني أعرف أحمد أبو مطر جيداً ، وأعرف ماضيه السياسي ، وسرعة قفزاته السياسية فإنني بالتأكيد لم أستغرب هجاءه ، وتنصله من ماضيه، وتبجّحه بأنه ) علج( وخفّة رأيه السياسي وسطحية هذا الرأي وهو يقول بمسخرة : أنا سأؤسس لحزب العلوج العرب !...
ما كنّا بحاجة لسماع هذه النكتة ) البائخة( _ أتذكر يا أحمد وأنت معنا في معركة بيروت ؟! وما كنّا نعرف مع أي جهة سياسية أنت ، ولكننا وثقنا بك ، وتعاملنا معك كصديق ؟!
ومنحناك موقعاً في صحيفة »المعركة« التي كنّا نصدرها نحن الكتّاب والصحفيين والفنّانين العرب ، داعين للمقاومة ، والدفاع عن شرف الأمة ، وبيروت عاصمة المقاومة ؟! _ لنحزن على واحد كان يكتب ذات يوم ضد التطبيع ، ويتهم أصحاب طروحات التسوية ، ثمّ ...
ثمّ ، كما حكم عليه واحد من المتصلين بالبرنامج من السعودية ، التمس خلاصه الشخصي في ) أوسلو( ، هو الفلسطيني ، الذي يذبح الشعب الفلسطيني ، الذي كان ينتمي له ، بالطائرات الأمريكية ، والصواريخ الأمريكية التي وجهها جنود ) الدولة الديمقراطية ( الوحيدة في الشرق الأوسط ، حليفة أمريكا !!
صديقنا عبد الملك ، وهو مهذب جداً ، اضطر لتوجيه سؤال للدكتور أحمد أبو مطر :
  
 
 
_ هل تقبل امرأة أن تمارس الدعارة بحجة أن زوجها يخونها ؟! نعم ، نظم الحكم العربية تخون الأمة ، وتنهب خيراتها ، وتدمّر المواطن العربي ، وتكرّس الإقليمية ، وهي تحتمي برضى أمريكا ، أمريكا التي تبارك كل وحشية الكيان الصهيوني ، والتي ترعى نظم الحكم العشائرية النفطية وغير النفطية ..في بلاد العرب ، أم تراك يا أحمد نسيت ذلك ؟!
أبومطر يتهم الجماهير العربية بأنها رعاع ! ..أمّا عبد الملك فيرد عليه :
_ نظم الحكم هي التي جعلت الجماهير هكذا ، والواجب حض هذه الجماهير على المقاومة لتنتزع حقوقها ، وتتحرر ، وتحرّر وطنها ...
أحد المتصلين ، من السعودية ، يؤنّب أبومطر :
ليس من الخطأ ، ولا من العيب أن يعيش أي عربي في بلد من بلدان العالم، سواء بحثاً عن لقمة الخبز ، أو نجاة بنفسه من ظلم الأنظمة ، ولكن العيب والخطأ والعار أن يدفع هذا العربي ، وبخاصة المثقف والأكاديمي ثمن )الجنسية ( ، وبعض الامتيازات ..نفسه ، تماماً كما حدث للدكتور ) فاوست( الذي باع روحه للشيطان مفستو ، أن يضلّل هذا المثقف والأكاديمي ، ويحرف وعي وعقول الناس عن الأسئلة الحقيقية ، ويتوههم عن الطريق مستغلاً لحظة عابرة ...
  
 
 
صديقنا الروائي إبراهيم عبد المجيد ، وقبل حلقة ) الاتجاه المعاكس ( بأيام كتب مقالته محذّراً من هذا النوع من المثقفين الذين يروّجون للاحتلال الأمريكي و..باستحياء ، ولكن الدكتور أحمد أبو مطر لم يستح وهو يرحّب بالاحتلال الأمريكي ، حتى أنه لم يغضب من تدخل أحد المشاهدين الذي وصفه بالمتأمرك ، وكرّر : نعم أنا متأمرك !!
في حين كان أحمد أبو مطر يباهي بتأمركه كنت أنظر من النافذة إلى الجدار المواجه لأتأمل صور الشهداء الشباب الذين ذهبوا إلى العراق لمقاتلة الأميركان المعتدين ، وكنت أتأمل الفرق بين الإنسان العادي البسيط ، المؤمن بدون تنظير وفذلكة بانتمائه لأمة مظلومة ، معتدى عليها ..والأكاديمي ) المثقف( الذي يوظّف ) شويّة( مصطلحات مستهلكة ليبيعها على شاشة التلفزيون لناس يحسب انهم لا يعرفونه ، غير مدرك لفداحة خسارته ، لو ..سمع تعليقات بعض ) الفدائيين ( القدامى ، والمناضلين ممن يعرفونه، الذين لم ييأسوا رغم الفاقة التي يعانون منها، ورغم السجون العربية التي لم تتمكّن من تكفيرهم بأمتهم ! ...
نعم ، ها قد جاء زمن الذين لا يستحون ، ولكنه لن يكسف بطولات الاستشهاديين الشجعان ، والمناضلين البواسل ، والمثقفين الذين يميّزون بين العدو والصديق ، ولا يبحثون عن ) خلاصهم ( الفردي ، ويطرحون الأسئلة الصحيحة حتى لا يسهل تضليل المواطنين العرب ، والذين لن يرحّبوا بالدبابات الأمريكية لتحرّرهم ، لأن الدبابات الأمريكية هي التي تدمّر بيوت الفلسطينيين ..يا أحمد ! ..أم تراك غيّرت اسمك ليناسب مرحلة تغيير أفكارك ، وحتى شكلك الخارجي ، بما فيه حلق الشوارب لقطع الصلة بالماضي ؟!
  
 
 
(*)كاتب فلسطيني- عمَّان  
 



#رشاد_أبوشاور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رشاد أبوشاور - لماذا المفاضلة بين الاحتلال الأمريكي ونظم الحكم المستبدّة ؟