أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصاوي - وعاوزني أكسبها...........؟














المزيد.....


وعاوزني أكسبها...........؟


خالد الصاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الواضح أننا نحتاج لهذه الفتوى تحديدا في هذا الوقت بالذات! فالنحت هو شغلنا الشاغل حكومة وشعبا، التماثيل شديدة الروعة والشيطنة، حتى أن الناس كفوا عن حبها لجمالها وصاروا يسجدون لها!

من الواضح أننا نحتاج لهذه الفتوى تحديدا في هذا الوقت بالذات! فالعالم كله يعاملنا باحترام بالغ وتقدير عميق، أنهينا كل مشاكلنا الداخلية وقمنا بكل واجباتنا الخارجية وصرنا نساهم في ركب الحضارة العالمية بالإنتاج والإبداع وليس مجرد الاستهلاك كما عاش أسلافنا!

من الواضح أننا نحتاج لهذه الفتوى تحديدا في هذا الوقت بالذات! فالمعتقلون يباتون وسط أولادهم، والفقر مطارد في بلادنا شر مطاردة، الناس يسكنون المنازل لا العشش والفلاحون ينامون هانئين في أراضيهم، إسرائيل لم تعد تقتل فقراء المسلمين لأننا حطمناها تماما، وجيش العولمة الرأسمالية انسحب من العراق بعد أن تصدت له نظمنا المغوارة!

من الواضح أننا نحتاج لهذه الفتوى تحديدا في هذا الوقت بالذات! فالأزهر الشريف عاد لسنوات المقاومة ضد المحتل، والعمال المفصولون والمحالون للمعاش المبكر عادوا للإنتاج في ظل إدارة ديمقراطية رشيدة هذه المرة، لم نعد نصاب برهاب التمديد والتوريث، كل الشباب قادر على العمل والزواج والمشاركة في إدارة مجتمعه، البنت زي الولد أخيرا، والسوداني أخو المصري، والشرطة في خدمة الشعب لأول مرة في تاريخنا!
من الواضح أننا نحتاج لهذه الفتوى تحديدا في هذا الوقت بالذات! حتى يقرأ أحفادنا بعض أسباب هزيمتنا الحضارية بطريقة منطقية ومبهرة!

هل يستطيع المفتي أن يسحب مشكورا فتواه بتحريم اقتناء التماثيل ويستبدلها بتحريم معاهدة السلام مع إسرائيل؟

هل يستطيع المفتي أن يسحب مشكورا فتواه بتحريم اقتناء التماثيل ويستبدلها بتحريم الخضوع للرأسمالية الأمريكية والبريطانية؟

هل يستطيع المفتي أن يسحب مشكورا فتواه بتحريم اقتناء التماثيل ويستبدلها بتحريم التمييز بين البشر بكل ألوانه في التعليم والعلاج والطعام والسكن والعمل؟

حينما جاء المسلمون الأوائل إلى مصر ألم يروا كبار التماثيل؟ لماذا لم يحطموها يا ترى؟ آه.. لأنه لا أحد يعبدها.. إن العبادة إذن هي مناط التحريم حيث يدور حولها وجودا وعدما طبقا للمنطق الإسلامي التقدمي وقتها، ولكن الآن، بعد كل تلك القرون، نحتاج لفتوى كهذه توقظ الأمة من سباتها.. كيف نقتني التماثيل؟ كيف نحلل النحت؟ لابد من تطليق زوجات النحاتين! بل يبلغ الأمر بأستاذ للنحت يرفض الترحم على روح محمود مختار.. أكرر محمود مختار.. لماذا؟ لأنه خالف الشرع إذ أعمل أدواته في الصخر فنحت ومثّل، مختار حرام، وتمثال نهضة مصر حرام! تخيل؟!! لماذا؟ هل رأى احدنا إنسانا يتعبد في تمثال سعد زغلول؟ أو في تمثال محمد فريد؟ لا أظن، ولكنه حرام لأننا نتبع النص بغض النظر عن السياق الوارد فيه والعلة التي أوجدته والغرض الذي يستهدفه، إننا في اوج مراحل تطورنا الثقافي بعد قرون وقرون من ابن رشد وزملائه المجتهدين والمتفكرين، نستمتع بالأجهزة الحديثة ولا ننتجها بل ونحرمها إن لزم الأمر وحيث لا نقوى على تحدي السلطان نتشفى في الفن والفكر وكافة البشر الطامحين لأي تحرر كان!

هل تتخيل أن تصدر مثل هذه الفتوى عام 2006 بينما الشيخ ابو السعود أفندي العثماني أباح خيال الظل والأراجوز في القرن السادس عشر؟؟
وعاوزني أكسبها...........؟



#خالد_الصاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة السلطة بالحقيقة-شهادة من فنان
- -إلا هو يعني ايه يساري؟؟- ما اليسار؟ وكيف أفهمه؟
- نداء
- محرقة المبدعين
- احتجاجية فنية لأدباء وفنانون من أجل التغيير
- تعليق على الأحداث
- بغني وسط العاصفة 2
- هرتلة مناسبة للأحوال
- استفتاء مقنّع وانتخابات صورية
- -ديمقراطية- بدون ديمقراطية!
- نحو برنامج اشتراكي
- تجربة اللعب في الدماغ
- نحو تحرير المسرح
- دعوة لمؤتمر
- بغني وسط العاصفة ب
- لماذا التظاهر؟
- كيف نميز الاشتراكية -الحقيقية- عن أي نظام أو تيار ليس له من ...
- لماذا نحن اشتراكيون؟؟
- غنوة لكفاية


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصاوي - وعاوزني أكسبها...........؟