مدراء مستهترون ومتهسترون

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 00:18
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

من أمن العقوبة أساء الأدب، جملة نطلقها على المدراء المستهترين والمتهسترين الذين انسلخوا تماما عن مراجعهم الإدارية العليا، وركبوا سفن الاستقلال الإداري، ومنحوا أنفسهم حرية التصرف بالمال العام كيفما يشاؤون، وتحكموا بالموظفين، وإنزالوا أشد العقوبات التعسفية بالمتقاطعين مع مزاجاتهم المتقلبة. .
اذكر (من نافلة القول): ان معظمهم كانوا يتحدثون في الفضائيات بصيغة متعالية، يوحون فيها للمشاهد انهم اعلنوا العصيان على الوزارات التي يفترض ان يطبقون سياساتها، ويلتزمون بتوجيهاتها. .
والمصيبة ان وزراء الكابينة السابقة كانوا على علم بهذه التصرفات الإدارية الشاذة، لكنهم كانوا يتجاهلونها، ويغضون الطرف عنها، ويتظاهرون بالتغافل. .
ووصل الغلو ببعض المدراء المستهترين إلى إبرام العقود والصفقات من دون الاستئناس برأي الوزارة، وهنالك نماذج كثيرة منهم لازالوا في مناصبهم (السرقفلية)، ولم تشملهم حملات التغيير والتصحيح والإصلاح، فقد تحولت مناصبهم إلى جمهوريات منفصلة تماما عن الإدارة المركزية، ووصل بهم الاستهتار الى مصادرة حقوق الموظفين. .
اللافت للنظر ان معظم اعضاء اللجان النيابية يعلمون علم اليقين بمؤشرات هذه الانحرافات الخطيرة، وقد ابلغوا الوزارات بعشرات الكتب الرسمية، التي تضمنت حجم الاستهتار الاداري، وتضمنت طلبات الموظفين الراغبين بمقابلة الوزراء، والسماح لهم بتقديم شكاواهم. فلا الوزراء استجابوا لطلباتهم، ولا النواب واصلوا المطالبة. واستمر الحال على ما هو عليه، ولا الراح اجانه ولا رد الخبر لينا. .
بمعنى آخر ان الوزارات رفعت يدها، وتنصلت عن مسؤولياتها التقصيرية، وإذن من طين، وإذن من عجين. .
وعلى هذه السياق سار المستهترون والمتهسترون، هدفهم تحقيق رغباتهم الدنيئة دون الالتفات إلى القوانين والتعليمات النافذة، فتجدهم يتحدثون مع الناس عن التزامهم بالقوانين، وابتعادهم عن الفساد، وحفظهم الحقوق، وهم في حقيقة الأمر أول المخالفين، لكنهم أمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب. .
ارحموا العراق يرحمكم الله

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات