أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر عباس - مناقب الجمهور ومثالب النخبة !














المزيد.....

مناقب الجمهور ومثالب النخبة !


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لست ممن يمدح جزافا"(بالجمهور) ويقدح اعتباطا"(بالنخب) من منطلق موقف سياسي أو انتماء إيديولوجي مسبق ، فلكل منهما – على ما أرى - سلبيات لا تخفى وايجابيات لا تمحى . وإنما إقرارا"ببعض الحقائق والوقائع التي يمكننا تلمسها وفحصها من هذا الطرف أو ذاك ، خلال تعاطيهما المباشر مع معطيات الواقع ومنتجات الفكر .
وعلى هذا قد يظن البعض من القراء إننا أخطأنا في نسبة (المناقب) للجمهور ونسبة (المثالب) للنخبة ، ذلك لأن المتعارف عليه هو إن الأول لا تصدر عنه سوى (الرذائل) ، في حين إن الثانية لا تجترح إلاّ (الفضائل) ! . الحقيقة إن هذه التوصيفات والقناعات صحيحة تماما"على المستوى (النظري) وحسب ، ولكنها على الصعيد (الواقعي) لا تبدو – دائما"وفي كل الأحول - كما نتصور ونعتقد . حيث إن للأول / الجمهور (صحوته) في بعض الأحيان ، وان للثانية / النخبة (كبوتها) في بعض الحالات ، الأمر الذي يتطلب منا – قبل أن نطلق العنان لأحكامنا - مراعاة طبيعة الظروف القائمة وماهية الأوضاع السائدة ، التي تتسبب غالبا"بحصول مثل هذه المفارقات الصارخة ! .
وإذا ما أخذنا معطيات التجربة العراقية بعين الاعتبار ، فان علاقة الجمهور العراقي (بنخبته) – بكل أطيافها ومسمياتها – تعكس لنا حقيقة غالبا"ما نجهلها أو نتجاهلها مؤداها ؛ إن جمهورنا لا يخفي سلبياته حيال تردي وعيه الاجتماعي ، ولا يداري على قلة اكتراثه بانتماؤه الوطني ، فهو يؤكد – بالأفعال لا بالأقوال - كونه مبعثر إلى قبائل ، ومتذرر إلى طوائف ، ومتشظي إلى اثنيات . لذلك - كما ترى – تغلب عليه (الشفافية) في تعاطيه مع الواقع ، بحيث لا يسعى لتزويق قباحاته وتزيين عيوبه . أما بالنسبة إلى مواقف (النخبة) – وخصوصا"تلك المتحصنة خلف وقارها (الثقافي / المعرفي ، أو العلمي / الأكاديمي) - فهي مواربة وغير واضحة ويغلب عليها الجفاء والامتعاض ، إزاء اهتمامها وعلاقاتها (بجمهورها) الذي غالبا"ما تكنّ له مشاعر الازدراء والاحتقار ، استنادا"إلى ظاهرة عزوفه وتطيّره من التفاعل والتواصل مع الأفكار التي تطرحها وتروجها .
والحقيقة إن المسؤول عن هذه الجفوة أو الهوة بالدرجة الأولى هي (النخبة) وليس (الجمهور) ، من حيث إن ما يمتاز به هذا الأخير من تخلف وتأخر قمين بتفسير أسباب عزوفه عن التعاطي مع منتجات الفكر والثقافة ، وبالتالي فان هذه (الجفوة / الهوة) تبدو مسألة متوقعة ومرجحة إن لم تكن طبيعية . هذا في حين إن ظاهرة تقوقع النخبة على ذاتها والنأي بنفسها عن ممارسة دورها التطهيري ، والانخراط بواجبها التنويري داخل أوساط ذلك الجمهور المدجن ، ناهيك عن تحاشيها (التورط) بنقد أفكارها المعلبة والمسّ بقناعاتها المتكلسة ، هي ما يبدو للناظر مسألة غير متوقعة وغير طبيعية ، لا بل ومستهجنة . لاسيما وان وجود ما نسميه (بالنخبة) مرتهن بوجود (جمهور) يستقبل أفكارها ويتحاور مع طروحاتها ويتفاعل مع تطلعاتها وينخرط في سجالاتها ، وإلاّ فما معنى أن تكون (نخبة) بلا (جمهور) يحتاج لإرشادها ويستعين بتوجيهاتها ويتطلع لمثلها ؟! .
وهناك (فضيلة) أخرى يتفوق فيها (الجمهور) الأمي على (نخبته) المتعلمة ، وهي إن ما يدور في وعي الأول ويمور في سيكولوجيته سرعان ما يجد طريقه إلى لسانه مباشرة دون لف أو دوران ، سواء تعلق الأمر بموقف سياسي أو سلوك اجتماعي أو واقع ثقافي أو اعتقاد إيديولوجي ، منطلقا"بذلك من حقيقة كونه لا يوجد لديه ما يخسره حين يعبر عما يدركه ويشعر به . أما على الجانب الآخر ، فانه من المتعذر عليك ، بلّه الاستحالة ، معرفة ما يدور في خلد رهط الثانية (النخبة) من اهتمامات وتصورات وطموحات ، لأن أغلب ما تقوله وتعلن عنه لا يعبر حقيقية عما تضمره بين طيات وعيها وأخاديد سيكولوجيتها . ذلك لأن من يتحكم بمسار هذه العملية الذهنية المعقدة ليس (وعيها) المستقطب أصلا" وسيكولوجيتها المجيشة فعلا"، وإنما بندول (مصالحها) الشخصية والفئوية ، وبالتالي فهي مضطرة إلى المداورة والمراوغة للحيلولة دون إفشاء ما تكنه من نوازع سيكولوجية ودوافع اجتماعية من جهة ، وإخفاء ما تبيّته من تطلعات اقتصادية وخيارات سياسية من جهة أخرى



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الى صحة العقل من سبيل ؟!
- العامل الاقتصادي وبندول الشعور الوطني
- السؤال الموارب : هل حقا-أنا مثقف ؟!
- مصطلح (البدوقراطية) بين حق التأسيس وحق الاقتباس
- مزالق الايديولوجيا ومآزق الايديولوجيين !
- الايديولوجيا ضد الايديولوجيين !!
- خراب العقلية العراقية وطراز المثقف النيتشوي !
- صراع العقيدة والمعتقد : بين الفتاوى الدينية والتعاويذ الطائف ...
- الثقافة والديمقراطية .. تزامن أم تعاقب ؟
- صلاحية الديمقراطية في المجتمعات المتخلفة !
- العقد الاجتماعي بين اهمال الدولة وتجاهل المجتمع
- الصراع على السلطة : مقاربة في سوسيولوجيا التداول السياسي
- تتريث العقل وتوريث الجهل
- اللغة السياسية والكتابة الصحفية
- ثقافة البراكسيس : الضرورة التاريخية والاضطرار السياسي (الحلق ...
- الميتودولوجيا الماركسية وثقافة البراكسيس ( الحلقة الأولى )
- الزعيم الدكتاتوري ونزوع عسكرة المجتمع
- علي الوردي ومقدمات عصر البدوقراطية
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الخامسة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة ...


المزيد.....




- الرئيسان الفرنسي والجزائري يؤكدان عودة العلاقات بين البلدين ...
- اختلاف -اتجاه القبلة- خلال صلاة العيد في مصر.. متى ظهرت الصو ...
- الرئاسة الجزائرية: تبون وماكرون يبحثان -التوترات- بين البلدي ...
- إسرائيل تطالب مصر بتفكيك البنية العسكرية في سيناء 
- أين تختزن 46 ألف ساعة من الذاكرة الـسورية؟
- ماكرون وتبون بحثا في إعادة إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر  ...
- لحظات تاريخية.. هل نشهد موت التحالف بين أوروبا وأميركا؟
- تشييع جثامين 14 شهيدا من الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسط ...
- مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع
- غزيون يتحسرون لعجزهم عن إدخال فرحة العيد على قلوب أطفالهم


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر عباس - مناقب الجمهور ومثالب النخبة !