|
قوس وقزح ( مجتمع الميم )
اسطيفان هرمز
كاتب
(Estivan Hermez)
الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 07:47
المحور:
حقوق مثليي الجنس
الحرية بعد العبودية التي عاشها الإنسان قبل النهضة الأوربية داخل المجتمعات البرجوازية والإقطاعيه كانت حلم قل ما ظن البعض أنه قد يتحقق ، لكن بعد تلك الحقبة والنظرة الدونية للمتعففين والفقراء وأثناء النهضة الاوربية ، تحقق الحلم وبدأت الحريات تمارس بعيدا عن العبودية بكل أشكالها وبعد أحدثَ تاريخ الاتجار بالرقيق الأسود والاسترقاق سيلاً من السخط والقسوة والمرارة لم ينضب حتى الآن حيث بدأت أولى البوادر الحقيقية لإعلان إلغاء الرق في العالم عن طريق إلغاء المملكة المتحدة قانون الرقيق وتجارة العبيد عبر الأطلسي إضافة إلى قيامها بالضغط على الدول الأوروبية الأخرى من أجل اتخاذ قرارات مماثلة.
لف بعدها بنحو 25 عاماً أعلن الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن في يناير/كانون الثاني 1863 إعلان تحرير العبيد في الولايات المتحدة مغيراً معه حالة 3 ملايين شخص من الجنوب الأمريكي من مستعبدين إلى أحرار. لكن المتفق عليه ان اهتمام التشريع الوضعي بحقوق الإنسان، بدأ فعلاً بصورة منتظمة مع الثورتين الكبيرتين في أمريكا وفرنسا.
بالرغم من ان العبودية لم تزل في يومنا هذا تمارس بأشكال عدة منها الاتجار بالبشر وغيرها ، إلى أن الحرية اصبحت متاحة لغالبية البشر على اختلاف انتمائهم وعقائدهم.
الحريات في زمن العولمة أصبحت مطلباً ملحاً لكن على أن تفهم أن الحريات لها حدودها أيضا، فحرية الفرد مرهونة بعدم تجاوز حدود حرية الآخرين ، من هذا المبدأ ا يصبح لزاما على كل الاحرار وعلى جميع الشعوب المتحررة ان تحترم حرية الأخر حتى وان اختلفا في كيفية ممارسة هذه الحرية . مثال ؛ حرية ا لزواج خارج إطار الأنظمة والقوانين الدينية والشرع اي الزواج المدني هي حرية مضافة في أغلب دول العالم بالرغم أن الكثير من البشر على اختلاف مذاهبهم لايحبذون ذلك من باب قدسية الزواج أو شرعيته، كما هي في الكاثوليكية .
لكن وبالرغم من أن المثلية الجنسية التي تم تسميتها بهذا الاسم حديثا حيث كانت تسمى سابقا بالشذوذ الجنسي بين المتشابهبن جنسيا سواء ذكرا كانوا أو إناث . بعيدا عن عمقها التاريخي بين شعوب العالم منذ فجر التاريخ والى اليوم الا انها تبقى هذه الممارسة عند غالبية الأمم غير مستحبة بالرغم من شرعنتها في زمننا هذا . صحيح في عام 1994 بدأ الاحتفال السنوي بشهر اكتوبر (مجتمع الميم ) كما اطلق عليه في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين نَسَخَتهُ البلدان الأخرى. ويتضمن هذا الاحتفال تسليط الضوء على تاريخ الشعب، وحقوق المثليين، وحركات الحقوق المدنية ذات الصلة. اعتمد اليوم الوطني للإجهار خلال أكتوبر في الولايات المتحدة، تحديدًا في 11 أكتوبر. وفي المملكة المتحدة، اعتمِد خلال شهر فبراير، تزامنًا مع احتفال كبير بإلغاء المادة 28 لعام 2005، التي منعت السلطات المحلية من «تعزيز» المثلية الجنسية وقد لا نختلف جدلياً على التحول الجنسي من ذكر إلى أنثى أو بالعكس كونها حالات تحدث خارج إرادة البشر بعد تغلب الجينات الذكرية على الأنثوية في تغير الإنسان من ذكر إلى أنثى أو بالعكس اي تغلب الجينات الأنثوية على الذكرية فيتحول صاحبها من رجل إلى امرأة بعملية جراحية على أيدي أطباء اختصاصيين .
لكن ان تُفرض ثقافة المثليين بهذا الشكل السافر تحت مسمى حرية جنسية، هنا لابد أن نعترف بأن ما يحدث هو استعمار اخلاقي تحت مسمى الحرية التي تحاول دول الغرب فرضة على البشرية ، وما يحدث اليوم من إشهار المسؤلين الكبار من السياسين وغيرهم عن مثليتهم ، وكانه نظرية علمية حديثة الاكتشاف كقانون الجاذبية أو النظرية النسبية التي لابد للجميع اعتمادها ، ومن يشذ عن ذلك فهو متخلف وغير انساني ، وكأن الإنسانية تنتهي عند الاعتراف بالمثليين ، وان ما يهدد الإنسانية من بقية الممارسات الدنيئة كالاتجار بالبشر أو المجاعة أو فرض الحروب والحصار الاقتصادي القاسي على الأبرياء باسم الحرية والتحرر ، وقتل الملايين من اجل مصالح خاصة ، لا تدخل ضمن حقوق الإنسان. وكأن تبني اكاذيب مفتعلة من أجل تدمير حضارات وشعوب لتمرير سياسات خبيثة ، وكل جرائم الحرب التي تجري من خلال تلك الأكاذيب ، وغير ذلك من ممارسات، لا صله لها بحقوق الإنسان.
ما حدث أخيرا في بطولة كأس العالم المقامة في قطر هو دليل على أن هناك استعمار جديد يفرض على بقية الشعوب التي لها قوانينها وانظمتها التي لا تتماشى مع قوانين وأنظمة دول الغرب ، بل تعتبرها محرّمة شرعا و لايمكن القبول بها . فإن كان على الشرقي أن يحترم قوانين دول الغرب ، كذلك على دول الغرب أن تحترم قوانين وأنظمة بقية شعوب العالم الشرقية أو غيرها كي تتساوى البشرية في حقوق الإنسان التي طالما تتبجح بها دول الغرب ( اوربا وأمريكا ) .
اهم ما يمكن ان يقدمه الانسان السوي من غير الشواذ او الطبيعين من البشر ، للمثليين أو الشواذ ، هو احترام ميولهم الجنسية لا أكثر ، رغم انه خارج طبيعة البشر التي خلقه الله عليها ، بالمقابل على المثلي او الشاذ احترام حقه الانسان الآخر ، كما لا يحق لأي مثلي أيا كان أن يفرض رأيه على أي إنسان سوي بأن يعترف بشذوذه باسم الحرية ،و أن لايفرض ثقافته على الآخر المختلف عنه باي شكل من الأشكال وتحت اي مسمى ، لأن حريتك تنتهي عند حرية الآخرين . هذه هي أهم قاعدة من قواعد الحرية ...
والموضوع ذو شجون أذما اخذ بنظر الاعتبار من كل جوانبه. وبالأخص الدينيه منها .
#اسطيفان_هرمز (هاشتاغ)
Estivan_Hermez#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوَتعلمين ؟
-
للود قضية ...
-
قصيدة لظى الوجد
-
المنطقة الخضراء
-
مملكة الجحيم
-
قصة قصيرة بعنوان .... من مذكرات مراهق
-
امطري
-
جذوة
-
لحن الحب
-
الحروب الخاسرة
-
بابل
-
الرغبة الاخيرة
-
شجون من الماضي للحاضر ..
-
التعصب القومي و المذهبي ...
المزيد.....
-
حماس: الوسطاء أبلغونا بخطوات ستلزم الاحتلال بما تم الاتفاق ع
...
-
الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الوضع الإنساني في غزة رغم كارثي
...
-
الجامعة العربية تدين قرارات الاحتلال بحق الأونروا وتهجير الف
...
-
مشاهد عودة النازحين السودانيين إلى ولاية الجزيرة تتصدر منصات
...
-
إعلام: ترامب يعتزم توقيع أمر تنفيذي للانسحاب من مجلس حقوق ال
...
-
الأونروا: الأوضاع الصحية بغزة متدهورة.. وأجساد المواطنين لم
...
-
اعتقال البطل المغربي بدر هاري في أمستردام
-
الجامعة العربية تبحث ملف الأونروا
-
بيان عربي جديد ضد قرارات إسرائيل بحق الأونروا وتهجير الفلسطي
...
-
الجزيرة نت تكشف مصير الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى الخارج
...
المزيد.....
-
الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم
/ ديارمايد كيليهير
-
مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!-
/ خالد عبد الهادي
-
هوموفوبيا
/ نبيل نوري لكَزار موحان
-
المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية.
/ صفوان قسام
-
تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم
...
/ لارا منصور
-
المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية
/ أحمد محمود سعيد
-
المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟
/ ياسمين عزيز عزت
-
المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
/ مازن كم الماز
-
المثليون والثورة على السائد
/ بونوا بريفيل
-
المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير
...
/ سمر حبيب
المزيد.....
|