|
شيوخ الأسلام و - الكهنوت -
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 04:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة : الكهنوت مصطلح مرجعيته هما العقائد اليهودية والمسيحية ( وهو التقليد المتوارث منذ أيام العهد الجديد . ولقد نصّت التوراة صراحة على نظام كهنوتي دقيق ، غير أن المسيح وفق العقائد المسيحية قد ألغاه ، وكما ينصّ العهد الجديد فإن المسيح قد غدا "الكاهن الوحيد" أي الوسيط الوحيد بين الله والبشر . وقد أقام المسيح اثني عشر "مساعدًا له" وأوصاهم أعمال التدبير والإدارة والتقديس والتعليم والوعظ .. غير أن هذه الإقامة ليست بقوتهم الشخصية بل بتفويض المسيح ، وهو أساس سر الكهنوت إلى اليوم / نقل من موقعي الويكيبديا وكنيسة يسوع المسيح ) . بمعنى ان المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر - لا غيره ، والنقطة المركزية هو أن خلفاء تلامذة المسيح الأثنى عشر/ رجال الدين ، أوغلوا أضافة لواجباتهم الدينية - بتدخلات سياسية دنيوية ، وهو ما حدث في القرون الوسطى .. أما الأن فرجال الدين المسيحي ، رجعوا للأهتمام بالشؤون الدينية الأخروية دون السياسية ، مؤسسين لحديث المسيح لتلامذته بموقعة صلبه ( مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ / أنجيل يوحنا ) ، والمسيح أيضا ، بذات الوقت ، قد فرق بين الدين والحكم والسلطة ، بقوله ( أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ .. / أنجيل مرقس ) ، لذا أتبع رجال الدين المسيحي ما نهجه المسيح ، في ترك مغريات الحياة الدنيا ، بما في ذلك التدخلات السياسية .. خلاصة الأمر : ووفق ما جاء بانجيل يوحنا بأن المسيح هو " الطريق والحق والحياة " . الموضوع : رجال الأسلام / من أئمة و فقهاء ومفسرين وشيوخ ودعاة ومفتون / جمع مفتي ، و .. ، الأن قد أتخذوا مقام كهنة المسيحية في القرون الوسطى ، دورا ومهاما وسلطة ، دون أي تفويض ، بل أنهم منحوا لأنفسهم سلطة الرسول والله معا ، فهم الآمر والناهي دنيويا وأخرويا معا ، وعقائديا وسياسيا أيضا ! ويمكن تسمية شيوخ الأسلام ، نتيجة لتدخلاتهم ب " الكهنة " ، كما أنهم أختلقوا أحاديث وفتاوى بما يخدم أستمرارهم النفعي بمهام الكهانة . 1. قد تمادت المؤسسة الدينية للأسلام ، بكهنتها / رجال الأسلام ، كل الأفق وكل التوقعات في تملكها لحياة المسلمين ، فهم يحددون مقتربات وتقاطعات حياتهم ، من قبل الولادة الى الممات ، بل والى بعد الممات ، فيتدخلون مثلا : بكيفية دخول العريس لغرفة عروسه - وبأي رجل يبدأ ، وحتى بطريقة ممارسته للعملية الجنسية / معتمدين على أحاديث نبوية ( أمرنا النبي ألا نأتي النساء كالبهائم ، وقال : اجعلوا بينكم وبينهن رسولاً .. كالقُبلة . هذا الهدي النبوي يعلمنا أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون منظمة وقائمة على المودة والهدوء والتمهيد للجماع . / نقل من موقع أسرار الأعجاز العلمي ) . وقد تمادى رجال الدين أكثر من ذلك ، بعرض تفاصيل العملية الحميمية ، فالداعية السعودي : بن العثيمين / 1929 – 2001 ، عالم فقيه ومفسّر ، وخطيب وأستاذ جامعي ، عضو سابق في هيئة كبار العلماء ، يقول ( وقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة للزّوج أن يستمتع بكافّة الوسائل المُمكنة بزوجته .. وقد نهت الشّريعة عن : الوطء ، وهو الجماع في الدُّبُر ، وكذلك نهت أن يُجامع الرّجل زوجته وهي في حال الحيض، ومصّ الأعضاء أو تقبيلها لم يرد في تحريمه شيء/ نقل من موقع محتويات) .
2 . بالنسبة لموضوعة الزكاة ، والتي وثقت بنص قرآني ( خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها .. / 103 سورة التوبة ) ، ولكن كهنة الأسلام ربطوا تقبل الصلاة بأعطاء الزكاة - لأغراضهم المادية / وفق حديث الرسول ( أيّها المسلمون زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم ) ! ، وذلك حتى يجبروا المسلمين على دفع الزكاة .. ولكن المعلومة الأهم ، أين تذهب أموال الزكاة ! ، أتذهب هذه الأموال للفقراء والأيتام والمساكين وللأعمال الخيرية للمسلمين ! ، أم تذهب معظمها لكهنة الأسلام ولمصالحهم الخاصة ! .
3 . وكان لكهنة الأسلام دورا كبيرا في السياسة أيضا ، وأكبر مثال على ذلك : دور الأخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا في تقويض الحكومة المصرية بواسطة الأغتيالات السياسية ، الدور التكفيري للمجتمع وأسقاط الدولة المصرية لسيد قطب ، الدور السلفي في مساندة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي العياط - وبرز من هولاء محمد حسان ومحمد يعقوب وأسحق الحويني ، كذلك تدخلات المرجعية الشيعية في النجف / العراق ، بالعملية السياسية ، ودور الكثير من رجال الدين العراقيين في العملية السياسية - كالسيد مقتدى الصدر وجلال الدين الصغير ، أما الدور الأبرز والمحوري ، والذي أسس لنظرية عقائدية شيعية جديدة هو أية الله الخميني ، وذلك في تبنيه لولاية الفقيه ، ودوره في تصدير الثورة الأيرانية للعالم ، والتي في تداعياتها المستقبلية تمثل في سيطرة النخب الأيرانية للسياسيين و العملية السياسية ككل في العراق ..
خاتمة : ليس بجديد أن قلنا أن رجال الأسلام / كهنة الأسلام ، مكانهم ودورهم يجب أن يكون في الجامع أو الحسينية فقط ، وليس دورهم في أروقة السياسة بخدعها ولعبها ، حيث أن رجل الدين المفروض به أن يكون مستقيما صادقا ، ولكن عند دخوله معترك السياسة ، الوضع يتطلب منه أن يكون لعوبا ومراوغا .. ومن جانب أخر ، على رجل الدين أن يكون خادما لربه ، عونا لرعيته ، في الشدة والعوز ، أمينا في خدمته الدينية لأتباعه - في حدود العبادات ، وأن لا يكون وصيا على العباد ، بل أن يكون واعظا وناصحا لهم ، وأن لا يكون مصادرا لحريتهم أو مستعبدا لهم ، وأن لا يسطح أو يجهل عقولهم . أخيرا : رجل الدين يجب أن يكون القدوة لرعيته في الحياة الدنيا ، ومن الضروري أيضا أن يحجم دور كهنة الأسلام العقائدي ، كذلك أن لا يلعبوا دورا سياسيا مشبوها طمعا بالمنافع المادية أو المالية ، وأن لا يزكوا أدوار الأخرين ، من رجال السلطة والحكم .. أي أن يكونوا رجال دين ، رجال دين فقط !! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحزاب والأنظمة الأسلامية .. و الوطن
-
قراءة للآية 55 آل عمران – وجهة نظر ثانية
-
قراءة للآية 79 من سورة الأسراء ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمو
...
-
قراءة في آية الفتح / 10 .. ودورها في تكريس السلطة
-
المجئ الثاني للمسيح .. أضاءة
-
المخفي والمسكوت عنه في آيات - ملك اليمين .. -
-
لمحة عن الحجاب .. مع أضاءة عن مقتل الأيرانية مهسا أميني
-
يحتضر الوطن .. عندما يصبح - الوطن - مجموعة مكونات / العراق
...
-
الهرولة وراء المستقبل - كهرولة الفهد وراء الغزال .. أنه كالق
...
-
قراءة - للآية 26 من سورة البقرة -
-
الهوس الجنسي لدى دعاة المسلمين
-
الدول الأسلامية والعربية .. بين التحدي وبين السقوط
-
أضاءة عن هدم الكنائس في الأسلام
-
الأسلام والتحول من الدين الى السلطة
-
حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية
-
الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار
-
ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن ؟
-
- رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
-
سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام
-
العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|