|
مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
أسماء عيسى سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 21:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ايقاد شعلة المونديال في قطر ايذانا ببدء منافسات كأس العالم بمباراة الافتتاح التي خسرها – لللأسف - المنتخب القطري صاحب الأرض لصالح الاكوادور، وأنظار العالم باسره موجهة نحو تلك البقعة الصغيرة من العالم، قطر.. تلك الدولة العربية الاسلامية صغيرة المساحة، تستضيف مئات الألوف من المشجعين من مختلف أنحاد العالم لتشجيع منتخبات بلادها. والبقية الباقية التي لم تحضر/ تسمرت على مقاعدها تراقب عبر الشاشات احداث المباريات، وبالطبع نشطت وسائل التواصل الاجتماعي في تغطية الأحداث المرتبطة بأكبر بطولة كروية على الكوكب، ما بين الأهداف المسجلة ونتائج مباريات وسلوك اللاعبين والحكام والجماهير، جاعلة الرواد في بث دائم وتفاعل مستمر مع كل ذلك، لاعبة دورا مهما في تسجيل وتوثيق مجموعة من الأدلة إزاء قضايا غاية في الأهمية. قوانين قطر وشروطها للمنتخبات والجماهير التي حاكت روح الاسلام الحنيف والثقافة الاسلامية العربية، لاقت الدعم والاسناد والفخر والاعتزاز من كل العرب والمسلمين واستثارت حفيظة بعض دول الغرب الذي اعتاد وضع الشروط والقوانين لنا، ليجد الغرب نفسه مطالبا بالسير وفق قوانيننا، حاول الكثيرون التشويش على قطر وكيل الاتهامات لها تبعا لهذه القوانين، ولكن موقف قطر الصلب اجبر الجميع على الالتزام. وأذكر هنا إعادة الطائرة التي تنقل المنتخب الألماني لأنها خالفت القوانين وكانت تحمل شعار المثلية وهو مخالف لمعتقدنا الديني.. وأجبرتهم على تغيير الطائرة والعودة مجددا.. هذا الموقف الذي أثارهم جدا ودفعهم لذلك السلوك الذي شاهده الجميع.. بوضع الأيدي على الأفواه قبيل بدء مباراتهم مع اليابان والتي انتهت بخسارتهم... وتصرف وزيرة الداخلية الألمانية التي اتبعت الحيلة بارتداء الشارة الممنوعة في الملعب خلسة لتستطيع الدخول لأرض الملعب. لم يكن السلوك مجرد حيلة لارتداء شعار وانما يعكس نهجا كاملا يكشف عدم احترام الآخر كما يدعون.. واتباع الغش والخداع لتحقيق الهدف الخاص بغض النظر عن كل القوانين. لا يقبلون من المسلمين في بلادهم التقيد بالتقاليد الاسلامية وممارستها بحرية لأنها تخالف تقاليد بلادهم.. فحال الغرب يقول أن المسلم الراغب بالعيش على أراضينا عليه تقبل اسلوب حياتنا.. فأين تقبلكم للاسلام في دياره وعلى أرضه وأنتم الضيوف العابرون؟؟ وفي دلالات على حقيقة أخرى، رأينا بكل وضوح موقف الشعوب العربية من قضية فلسطين، وموقف قطر ( والمقصود الشعب القطري وبدرجة أقل حكومة قطر) الداعم بلا حدود لنا، حضور فلسطين ككيان في كأس العالم بهذا الزخم هو انتصار لعدالة القضية، حيث كان علمنا خفاقا مع اعلام الدول المشاركة، وحضورنا واضح في الافتتاح، واسمنا يتردد في اصوات المشجعين وكوفيتنا تزين أيدي الكثيرين من العرب وغيرهم. لم يكن الدعم لفلسطين فقط، بل كان بنبذ الاحتلال ورمزه من جهة أخرى، فمن منا لم يشاهد تلك الفيديوهات التي حاول صحفيون من دولة الاحتلال من خلالها التطبيع مع الجماهير العربية؟ والتي انتهت كلها بالفشل الذريع، عاملتهم الجماهير بازدراء، وابتعدوا عنهم كأنهم أوبئة، واستغلوا كاميراتهم للهتاف لفلسطين، وأخبروهم بكل وضوح أن لا دولة احتلال في الوجود وانما الأرض فلسطينية. هي رسالة واضحة لهم، ولحكام تلك الجماهير، بأن كل التواقيع على المعاهدات وكل التعاون الزائف الذي يسوقون له، وكل المحاولات فاشلة، لا قبول لدولة الاحتلال ولا طريق لهم لعقول الجماهير العربية وقلوبها، القضية محسومة وثابتة. والأمر يمتد للحديث عن توحد العرب، نعم وحدتهم في تشجيع المنتخبات العربية، تابعت مباريات كاس العالم في دوراتها السابقة وكانت المشاركة العربية موجودة، ولكن التشجيع في هذه الدورة مختلف ، وكأن القلوب توحدت مع العرب، الحزن لخسارة قطر والاحتفال لفوز السعودية والراحة لتعادل تونس والمغرب، ربما لأننا نظرنا للمنتخبات بمعزل عن الحدود السياسية المزيفة، تركنا الحدود ووحدنا القلوب. ثم لا بد من كلمة حق في قطر وشعبها، على ذلك الإبداع في التنظيم والحفاوة في الاستضافة، الكرم والطيبة وحسن الضيافة واحترام النفس قبل احترام الاخر، عكس الروح الحقيقية للمعتقد والهوية في أبهى الصور، فلم تترك قطر بابا الا طرقته في سبيل ذلك. الافتتاح الضخم الذي سجل في التاريخ، احترام الدين وشعائره باحترام اوقات الأذان، ومنع المشروبات الكحولية في الملاعب، ومنع كل ما يتعارض مع دين الدولة وثقافة اهلها، والذي يمثل كل الدول العربية. سيبقى تنظيم قطر لكأس العالم بصمة مميزة للعرب، وصفحة مشرفة للأجيال القادمة، كتب فيها: نحن موجودون، وقادرون.
#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس من المعركة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|