أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد عوض - التخصصات المشبعة ومتطلبات سوق العمل














المزيد.....


التخصصات المشبعة ومتطلبات سوق العمل


أحمد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 7442 - 2022 / 11 / 24 - 22:57
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



على أهمية الدراسة التي نشرها ديوان الخدمة المدنية قبل أيام وحدد بموجبها التخصصات المشبعة في سوق العمل الأردني، ودعا فيها الشباب والشابات إلى عدم دراستها، إلا أن نتائجها لا تعكس واقع سوق العمل بدقة، إذ إنها استندت إلى الطلبات المقدمة للعمل في القطاع الحكومي.

وهذه مناسبة للحديث عن الأسباب المتعددة التي تساهم في الارتفاعات الكبيرة في معدلات البطالة في الأردن، إذ إنه إضافة إلى التراجع الملموس في قدرات الاقتصاد الوطني على توليد فرص عمل كافية ولائقة لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل، فإن هناك اختلالات هيكلية في منظومة التعليم ساهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات البطالة بعامة، وبين الشباب والنساء بخاصة.

أحد هذه الاختلالات يتمثل في أن غالبية خريجي الثانوية ينخرطون في التعليم الجامعي بمستوياته المختلفة، على خلاف الممارسات الفضلى في معظم الدول المتقدمة، حيث إن هرم التعليم الطبيعي في الاقتصادات الطبيعية يتطلب أن يلتحق غالبية الطلبة بالتعليم المتوسط والتقني والمهني، ويلتحق ما يقارب ثلث الطلبة بالتعليم الجامعي.

لكن الواقع القائم في الأردن هو على النقيض من ذلك بالكامل، حيث إن غالبية طلبتنا يلتحقون بالتعليم الجامعي في حين القلة القليلة يلتحقون بالتعليم المتوسط والمهني والتقني، اذ يناهز عدد طلبة الجامعات 300 ألف طالب وطالبة، بينما يقارب عدد طلبة المعاهد المتوسطة والمهنية والتقنية 30 ألفا.

ويعود هذا الاختلال بشكل رئيسي إلى التحول في منظومة التعليم التي بدأت مطلع عقد التسعينيات بتحفيز القطاع الخاص على فتح الجامعات والتوسع فيها، والتوسع الكبير في مسارات التعليم الموازي، إلى جانب الترويج لفكرة أن الشهادة الجامعية هي صمام أمان النجاح في الحياة ومفتاح الحصول على وظيفة جيدة.

مطالبة ديوان الخدمة المدنية للطلبة بعدم الالتحاق بالجامعات والتوجه نحو التعليم المتوسط والتقني والمهني محقة، ولطالما طالبنا فيها عبر العديد من التقارير والدراسات، إلا أن ذلك يتطلب فتح المجال أمام هؤلاء الطلبة لاستكمال تعليمهم في التخصصات والمستويات التعليمية التي يرغبونها، إن رغبوا بذلك، على اعتبار أن التعليم والوصول إليه حق للجميع.

اختلال آخر في منظومة التعليم، لا يقل في تأثيره على زيادة معدلات البطالة بين الشباب عن سابقه، يتمثل في الضعف الملموس في مخرجات التعليم الجامعي أو غير الجامعي.

فغالبية خريجي النظام التعليمي في الأردن لا يمتلكون الحدود الدنيا من المعارف والمهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل في تخصصاتهم التي درسوها، إذ إن منظومة التعليم تقوم على الحفظ والتلقين، وتجميع العلامات من الامتحانات.

ويمكن إضافة اختلال آخر في هذا المجال؛ يتمثل في مجالات عمل خريجي الجامعات بعد تخرجهم، إذ يركز جلهم على ضرورة العمل في ذات التخصص الذي درسه في الجامعة، وينتشر هذا بشكل كبير بين الخريجات من الإناث، بينما الأصل في المرحلة الأولى من التعليم الجامعي أن توفر المعارف والمهارات اللازمة لانخراط الخريجين والخريجات في غالبية المهن المتاحة في سوق العمل بعد خضوعهم لبرامج تدريبية قصيرة.

غالبية المشتغلين في الأردن وفي مختلف أنحاء العالم يعملون بوظائف هي غير التخصصات التي درسوها في الجامعات، وتكفي نظرة سريعة إلى المحيطين بنا من أصدقاء وصديقات وأقارب، كفيلة للوصول الى قناعة أنه ليس بالضرورة أن يتم العمل في التخصصات بعينها التي ندرسها في الجامعات.

محاربة البطالة تتطلب فهما عميقا لديناميات المجتمع والاقتصاد، والبدء يكون في مراجعة منظومة التعليم التي بنيت خلال العقود الثلاث الماضية على أسس ساهمت بشكل كبير في تعميق الفجوات والاختلالات في سوق العمل.



#أحمد_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم الاقتصاد الاردني.. بزيادة الأجور أم بخفضها؟
- تدخلات صندوق النقد الدولي والبطالة في الأردن
- أسواق العمل: ماذا بعد تقرير منظمة العمل الدولية؟


المزيد.....




- Introductory Speech by the WFTU General Secretary, in the 20 ...
- رئيس وزراء كندا: الرسوم الجمركية الكندية ستظل سارية لحين سحب ...
- WFTU 2025 Presidential Council Meeting
- وزارة المالية رواتب المتقاعدين العراق.. هســه طريقة الاستعلا ...
- التكية الابراهيمية في الخليل تقدم آلاف الوجبات للفقراء +فيدي ...
- سلفة للموظفين والمتقاعدين 25.000.000 دينار عبر مصرف الرافدين ...
- النقابات وأصحاب العمل سيحددون الزيادات في الأجور في مارس
- من الأحد إلى الخميس “مواعيد عمل البنوك في رمضان 2025” .. موا ...
- مصر: منصة -أيدي- لتنظيم عمل المزارعين
- وزير العمل الليبي يشدد على أهمية تفعيل التأشيرات العمالية لض ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد عوض - التخصصات المشبعة ومتطلبات سوق العمل