|
قطر و كأس العالم الإسلامي
بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 7442 - 2022 / 11 / 24 - 22:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أَن وعيت على هذه الدنيا و أَنا أسمع الإشادات و آيات التمجيد و الثناء على الرياضة و الرياضيين . لأَن الرياضة كما خبرناها وسيلة تواصل بين الشعوب و أداة تمثيل للدول تساعد على تعزيز آواصر الإخوة و تصلح ما قد تفسده السياسة الى حد ما
و لكن المشكلة أن هؤلاء الصلاعمة قد افسدوا على مر العصور و منذ لحظة ظهورهم كل ادوات التواصل بين الشعوب و سنوا لأنفسهم سنة تخريب العلاقات الإنسانية السوية
و هذا ما ظهر من خلال إستضافة قطر للمونديال العالمي الكروي
و ما يعنينا في هذا ليس هؤلاء الأعراب الذين لا نقيم لهم وزناً ، بل بعض صحبنا الذين كنا نحسبهم على خطِّنا و الذين انطلقوا يدافعون على وسائل التواصل الإجتماعي عن إستضافة هؤلاء الأعراب لهذا الحدث العالمي الضخم
و أول شيء أفسده هؤلاء كانت الذمم و الضمائر فالكل صار اليوم يعرف كيف حصلت هذه العائلة على شرف إستضافة هذا الحدث الضخم من خلال الرشوة
ثم جاءت مرحلة إقامة وتجهيز المنشآت الرياضة لاستقبال هذا العرس الرياضي العالمي، حيث إعتصرت قلوبنا هما و حزنا لحال آلاف العمال الوافدين و الذين تعرضوا للضرب و التعذيب و سوء التغذية و المعاملة اللا آدمية المتمثلة بالعمل المتواصل لفترات طويلة دون مجال للراحة ثم الترحيل القسري دون تحصيل إجورهم نظير الأعمال البدنية الشاقة التي بذلوها لصنع تلك الصروح الرياضية ففي فبراير/شباط 2021، قالت صحيفة الغارديان إن 6,500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم. وكلكم تتذكرون كيف ارتدى لاعبو النرويج ( التي لم تتأهل للمونديال ) قمصانا العام الماضي مكتوب عليها "حقوق الإنسان داخل وخارج الملعب" احتجاجا على مونديال قطر ورغم معرفة العالم الغربي لكل التفاصيل المذكورة أعلاه و التي فضحها الإعلام الغربي نفسه على التوالي حتى انه شركة هامل للملابس الرياضية، التي تزود المنتخب الدنماركي بالملابس، قالت : إنها "لا ترغب في الظهور" في البطولة والتي تقول أنها "حصدت آلاف الأرواح" كما رفضت باريس، ومدن فرنسية أخرى، عرض مباريات كأس العالم في الأماكن العامة، على الرغم من أن فرنسا هي حاملة لقب المونديال لنفس السبب أعلاه
إلا أَن الغرب قد قرر غض الطرف و مضى قدما نحو إقامة هذا الحدث الرياضي عند هؤلاء متناسيا كل القيم الأخلاقية و الرياضية و قيم التآخي و التعارف بين بني البشر و التي من أجلها أقيمت المنافسات و البطولات من هذا النوع
أَلا لعنة الله والتاريخ على كل من ساهم بتلك الجريمة النكراء
أَما هؤلاء المريدون الذين اغراهم المال الحرام فباعوا ضمائرهم و صاروا يكتبون في تمجيد هذه القوى الرجعية المتخلفة
فتجد منهم من زعم : إنما جاءت الهجمة الشرسة من العرب الشرفاء الذين يسمونهم ( بني علمان ) بسبب موقف قطر من الخمر و شاربي الخمر
فأحب أَن أَقول لصاحب هذه المقولة : و للناس فيما يعشقون و يحبون مذاهب ! و بني علمان _ على الأقل اولئك الذين عرفتهم _ لا يهاجمون أحد بسبب موقفه من الخمر فأن كنت تكره الخمر فنحن ايضاً و مثلنا الكثير من البشر الأسوياء يرفضون ويكرهون شرب بول البعير ! و مع هذا و إحتراماً لمشاعر الكثير من الأحباء المسلمين لا ندعوا لتحريم شرب بول البعير لأننا نعلم أن المسلمين بمختلف طوائفهم * قد أجمعوا على فائدة هذا المشروب العلاجية ( بحسب زعمهم ) بل أنني و على الصعيد الشخصي قد دافعت فيما سبق عن حق المسلمين في شرب هذه السوائل الطازجة و عن حقهم في إقامة مقاهي خاصة لتعاطي هذه السوائل طالما أن هناك من يرغب بها و ذلك في معرض تعقيبي على السيد تركي الحمد المحترم الذي رفض فكرة إقامة كافيه لبول البعير و قلت حينها إن الإنسان العلماني لا يقف بالضد من الرغبات الشخصية للأفراد في اكل و شرب ما يريدون طالما إنهم لا يجبرون الآخرين على ذلك .
أَما قسم آخر فقد زعم إن هناك هجمة غربية على قطر بسبب إستغلال قطر لهذا الحدث العالمي للتسويق للإسلام من خلال الدعاة و توجيه الآذان الى الفنادق و توزيع المنشورات و الكتب على الزائرين
و في الحقيقة أن الغرب قد صَمَتَ صمت الشياطين على كل النشاطات التبشيرية التي لا علاقة لها إطلاقاً بالرياضة ، والذي فتح هذه المواضيع على الملأ كانت فئة من الكتاب العرب الشرفاء وضعت المباديء و القيم الإنسانية على اكتافها و رفضت تحويل الحدث الرياضي الى ساحة للتبشير الديني خلافاً لكل لوائح الفيفا التي لا تقر في اي مادة بإستغلال الأحداث الرياضية العالمية للدعوة و التبشير
و هنا تذكرت على الفور الموقف المشرف للبابا فرنسيس في مارس ٢٠١٨ في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية للمعاقين التي أقيمت في مدينة بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية.
حيث قال من ساحة القديس بطرس : أؤكد صلاتي لكي يعزز هذا الحدث أيام السلام والفرح للجميع يمكن للرياضة بناء الجسور بين بلدان تشهد صراعات، وتقدم مساهمة قيّمة لمنظورات السلام بين الشعوب ثم ختم بقوله : الرياضة تظهر هكذا بأنها مدرسة كبيرة للإندماج، بل ومصدر إلهام لحياة الفرد والتزامه بتغيير المجتمع أيضا
ما أجمل هذا الموقف الإنساني النبيل الذي يتسامى على الفوارق الدينية من رأس الكنيسة الكاثوليكية تجاه الأحداث الرياضية و ما اسوء نية الصلاعمة في الترويج الديني
ترى ماذا كان سيفعل الصلاعمة و ماكنتهم الإعلامية و على رأسها قناة الإخوان المسلمين ( الجزيرة ) لو طالب البابا من الكاثوليك مثلا بإستغلال الحدث الرياضي في كوريا الجنوبية من أجل التبشير بالمسيحية ؟؟
____________________________________
- وعن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها، ويجعل الله الشفاء في ألبانها بحار الأنوار / العلامة المجلسي ج ٥٩ ، صفحة ٨٤ قال صاحب الهامش تعقيباً على الحديث السالف
بيان: اعلم أنه لا خلاف في نجاسة بول مالا يؤكل لحمه مما له نفس سائلة، سواء كان نجس العين أم لا فيحرم بوله للنجاسة. وقد مر خلاف في بول الطيور. وأما الحيوان المحلل ففي تحريم بوله قولان: أحدهما - وبه قال المرتضى وابن إدريس والمحقق في النافع الحل، للأصل وكونه طاهرا، وعدم دليل يدل على تحريمه فيتناول قوله تعالى " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه (3) - الآية - ". والثاني - وهو الذي اختاره المحقق في الشرائع والعلامة وجماعة - التحريم عدا بول الإبل، للاستخباث فيتناوله " ويحرم عليهم الخبائث " (4) ولا يلزم من طهارته حله. ولعل الأول أقوى، لأن الظاهر أن المراد بالخبث (5) في الآية ما فيه جهة قبح واقعي يظهر لنا ببيان الشارع، لا ما تستقذره الطبائع كما سنبينه إنشاء الله في محله.
● مما يعني إن بول الأبل على خلاف كل الأبوال طاهر عند الشيعة ، و الملفت للنظر انه في المصدر المذكور سالفاً تحرم مرويات الشيعة شرب الخمر حتى على سبيل التداوي من الوجع و لكنها تقر شرب بول الأبل بلا خلاف !
اما بالنسبة لأهل السنة و الجماعة : ما رواه البخاري ومسلم عن أنس في قصة العرنيين، وفيه: أن النبي حثهم على شرب أبوال الإبل وألبانها لما اشتكوا واجتووا المدينة، وفي رواية لمسلم أنهم قالوا: يا رسول الله، إنا اجتوينا المدينة، فعظمت بطوننا، وارتهشت أعضاؤنا .. الخ الحديث
وقد ذكر المجلسي ايضا القصة و الحديث بطوله في صفحة ٨٥ من المصدر أعلاه
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الآذان صوت الإنسان
-
رزق الإخوان على الليبراليين
-
سجودي لنهد خلقت
-
لماذا تهتمون بالشأن الأوكراني ؟!
-
هل يمكن تطبيق أفكار احمد . ت كورو
-
مثال للنقد النصي للقرآن الكريم
-
الهجوم على سلمان رشدي
-
نظرية غوندياييف
-
هل الحجاب عرف أم فرض ٢
-
هل الحجاب عرف أم فرض ؟
-
الموقف الماركسي من المال / النقود
-
هل هناك إسلام معتدل ؟
-
ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس
-
ردي السريع على الشيخ بسام جرار البديع
-
اخبار مفرحة و سعيدة
-
دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان
-
الحملة الفرنسية و محاولة تشويهها
-
حوار حول اللغات السامية
-
مكبر الصوت كبدعة محدثة
-
صراع الحيتان الكبيرة على اوكرانيا الصغيرة
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر
...
-
الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم
...
-
الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في
...
-
الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل
...
-
إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى
...
-
الإمارات تدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المسجد الأقصى
-
“في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد -
...
-
خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م
...
-
بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|