أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد كاظم غلوم - التعلّمُ في الكِــبَر














المزيد.....


التعلّمُ في الكِــبَر


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7442 - 2022 / 11 / 24 - 02:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لذّة المعرفة وزيادتها والتعلّم لا حدود لها ولا يوقفها الهرَم او الشيخوخة فمازال طالب العلم لا يشبع من نهل المعارف والعلوم مهما بلغ من العمر عتيّا ، ويقال في امثالنا السائرة بأن اثنين من البشر لا يشبعان ابدا وهما طالب المال وطالب العلم ولكن شتان بين من يريد الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من المال بحيث اذا امتلك الارض كلها ينظر الى السماء طامعا مثل حال بعض سياسيينا الذين نظروا الى بلادنا مرتعا للنهب والسرقة حتى اصبح السحت الحرام مرادهم الاول والأخير ويبقى طالب العلم عالما مادام مواظبا على إغناء عقله وإثراء روحه وهذا هو الكنز الذي لا ينضب مهما افتقر الجيب وشحّت الأرصدة فإذا اكتفى وقال اني علمتُ كلّ شيء وتوقف عن تحصيلهِ ؛ عُدّ جاهلا والعلم لا يعرف المسافات ترانا نطلبه ولو كان في الصين كما يقول رسولنا الكريم محمد (ص) فالحديث الشريف لا يعني فقط بُعد الصين عن ديارنا فحسب وانما بُعدها التاريخي والحضاري واختلاف قيمها وعاداتها وتقاليدها الأجتماعية والفكرية ايضا ؛ ولقاح العقول لا يقف عند حدود سواء كانت تلك الحدود جغرافيةً او عِرقية فكم من اجدادنا السلف الصالح من ركب البحار وطوى الصحاري وذرع السهول وطاف الوديان والبراري من اجل ان يظفر بقول سليم ونظرية علمية ورأي سديد ويكتشف اشياء جديدة في الاسفار مثلما فعل رحّالتنا وجابوا الآفاق لنهل العلم وتغذية الفكر مما اثمر هذا الجهد على تكوين حضارتنا الاسلامية التي كانت حقا نتاج عقول أمم عديدة انضوت كلها تحت راية الاسلام المعتدل الواسع الصدر ولأن طلب العلم لايقف عند عمرٍ محدد بدءا من المهد الى اللحد فقد اثارت انتباهي مؤخرا سيدة اسمها ” نولا أوكس ” من ولاية كانساس الاميركية بلغت الهزيع الأخير من العمر لكنها أصرّت ان تواصل دراستها بالرغم من انها تجاوزت المئة عام ، فحصلت على البكالوريوس وهي في الخامسة والتسعين ونالت الماجستير في الثامنة والتسعين وتسعى الان على نيل الدكتوراه في اختصاصها ” التاريخ ” وكم تشعر بالفخر حينما تعتلي منصة المناقشة في رسالة الماجستير التي حصلت عليها بامتياز وهي تجهز الان على الحصول على اعلى درجة علمية وهي الدكتوراه لتتفرغ بعدها للتأليف في مجال تحليل الاحداث التاريخية للإفادة منها لرسم سياسة المستقبل وابتكار نظريات جديدة وفهم الحوادث التاريخية وابراز مغزاها لتكون درسا ملموسا واضحا لرؤى المستقبل فبالاضافة الى طموحها الذي لاينقطع في مجال اختصاصها وعزمها المتواصل على اكمال دراستها في التعليم العالي فهي ايضا ساردة ممتعة تتميز بذاكرة قوية جاذبة للسامع وبارعة في اسلوب القصّ الحكائي وخصوصا الروايات التاريخية والأحداث النادرة منها غير المسموعة قبلا هذه العجوز المثابرة ليس لديها وقت متأخر فات أوانه وكأنها ولدت لتتعلم ولايوجد في روزنامة عمرها اوقات محددة للتوقف فهي تسعى للتحصيل الدراسي مادام قلبها يواصل نبضه على العكس من بعض اهلنا الذين مازالوا يتندرون على كل من يسعى للتعلم بقولهم الساخر بالعاميّة العراقيّة ” بعد ماشاب ودّوه للكتّاب ” وهل أدلّ على ذلك ان معظم كبارنا مازالوا في عداد الأميين بل ان جيلنا الأول تَشيع فيه الاميّة بنسبة كبيرة جدا بل وزادت هذه النسبة اكثر فأكثر في الوقت الحاضر بسبب الاهمال المتعمد وعدم ايلاء الاهتمام اللازم بتعليم الكبار مما فسح المجال للجهل ان ينتشر في شرائح واسعة من آبائنا وأمّهاتنا نظرا للكبوة الكبيرة التي تعثّر بها العراق في السنوات الاخيرة بسبب الحروب الكارثية والغزو وتفاقم المشاكل بكل اشكالها على بلادنا العزيزة وقد سمعنا مؤخرا ان هناك مساعٍ حثيثة على زجّ الكثير من أهلنا ممن فاتهم التعليم الاساسي الذين يعانون الاميّة في مدارس محو الاميّة لكنها تبقى جهودا مشكورة على قلّتها وضآلتها ترافقها محفّزات مالية لمن يبادر الى مقاعد الدراسة ليتعلم اولا الابجدية كمفتاح لأبواب أوسع وآفاقٍ أرحب متمنين النجاح لهذه البادرة الطيبة وهي بالفعل ضربة الفأس الاولى لهدم جدران الجهل الذي بدأ ينشب أظفاره في اوساط المجتمع العراقيّ وبالأخص الطبقات الفقيرة منه
جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون
- كيف تجعلون أطفالكم أذكياء راجحي العقول
- انتشار الحركات الإسلاموية
- مغزى العطاء والبذل للآخرين المعوزين
- رفقاً بالمتقاعدين العراقيين
- عن الجهل المقدَّس والجهل المؤسَس
- نصائح ماسيّة - نعمة الكتمان -
- عندما نصل الى عتبة الشيخوخة
- ومن تقنية السوشيال ميديا ما فككتْ الأسرة
- نشيخ وترقى عقولنا
- العراق من أرض السواد والرواء الى الصحراء والغبراء
- هرطقة الفصول الأربعة
- هكذا كانت معتقداتنا في بلاد أوروك العراق وأوغاريت الشام
- خارطة طريق سالكة وسلسة باتجاه الإيمان
- هكذا هو وعد الإنسان - الأب - الحقيقي
- شتاءٌ وهناء
- حزمةٌ من ومضات الشعر
- شيء من صفات ( الأحمق المفيد )
- قصيدة - قوىً خائرة أمام وقحَةٍ قاهرة -
- عندما تنزفُ شعرا


المزيد.....




- حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت ...
- علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل ...
- أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
- فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا ...
- -العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع ...
- آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد ...
- إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس ...
- فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
- ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز ...
- مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد كاظم غلوم - التعلّمُ في الكِــبَر