أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح














المزيد.....

عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 04:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن شعبٌ كريم؛ لا ننسى اليدَ التي امتدّت لنا بين ألسنة اللهيب لكن تنقذنا من الويل. نحن شعبٌ أصيل، نعرفُ أصالةَ الأشياء ونُقدِّر معادنَ الناس. نحن شعبٌ مثقفٌ؛ تعلّمنا ألا نبخسَ الناسَ أشياءهم، وأن جزاءَ الإحسان ليس إلا الإحسان. لكل هذا كان عيد ميلاد السيد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" هذا العام غير كل عام. الفضائياتُ وصفحاتُ سوشيال ميديا استمرت لأيام تحتفل بعيد ميلاد القائد، ببرقيات المحبة وباقات الزهور، وعرض قطوف مما قدّم "السيسي" لمصرَ من هدايا وتضحيات وجهد على مدى ثمان سنوات منذ أهداه اللهُ لنا رئيسًا عام ٢٠١٤، والقادم أجمل بإذن الله. كتب الشعراءُ قصائدهم ورسم الرسامون لوحاتهم في حب القائد السيسي. واليومَ أهدي الرئيسَ قصيدةً كتبتُها يومَ ٦ يناير ٢٠١٥، حين دخل الكاتدرائية لتهنئة البابا والمسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ضاربًا صفحًا عن أعرافٍ ظلامية رجعية و"غير دستورية" جعلت مَن سبقوه من رؤساء يحجمون عن تقديم هذا الواجب الطيب لأشقائنا المسيحيين، وواضعًا بهذا سُنّةً وطنية راقية ودربًا سوف يسير عليه جميعُ الرؤساء القادمين إذا ما أرادوا الخير والقوة والاتحاد لهذا الوطن الطيب.
القصيدة عنوانها: "محرابٌ ومذبح"، ولها حكاية وكواليس. في قداس عيد الميلاد ٢٠١٥، ذهبنا كعادتنا لتقديم التهنئة لأشقائنا المسيحيين في الكاتدرائية ضمن الشخصيات العامة المدعوة للاحتفال الرسمي بقداس عيد الميلاد. همستُ لنفسي: “ليتَ الرئيسَ يأتي!” فردَّ الجالسُ إلى جواري: (لا تكلّفوه بما لا يستطيع! يكفي أن أنقذنا من الإخوان! هناك موانعُ سياسية تمنعه من دخول الكاتدرائية في أعيادنا.)، فأجبتُه: (بل موانعُ عرفيةٌ رجعيةٌ غير دستورية. السيسي رجلٌ جسورٌ؛ وحَدْسُ الشعراء يخبرُني بأنه سيأتي!) ولم أكمل كلامي حتى تعالت الزغاريدُ والهتافات في الكاتدرائية، رفعنا عيوننا لشاشات المونيتور لنشاهد الرئيسَ يهبط من سيارته ويدخل الكاتدرائية. كنتُ أسعدَ الناس أن شهدتُ أخيرًا عهدًا تزهو فيها مصرُ بالعدالة النبيلة، وبقائدٍ أبٍ للجميع دون تمييز. وتكرر المشهدُ الآسر فيما تلى من أعوام. وعشيةَ عيد الميلاد ٢٠١٦، ارتقى الرئيسُ "السيسي" مِنصّة الكاتدرائية ليعلن اعتذارَ مصرَ الرسميّ للأقباط المسيحيين على ما طالهم من إرهاب، وشكرهم لأنهم لم يقابلوا حماقة المتطرفين إلا بالحب للأم الطيبة "مصر" ولأشقائهم المسلمين.
أثبتَ الرئيس السيسي بالفعل لا بالقول خلال الأعوام السابقة، والقادمة بإذن الله، أنه أبٌ لجميع المصريين دون تمييز عقدي، وأغدق حبَّه لجميع الفئات المُهمّشة والمنسية في المجتمع مثل: الفقراء، المرأة، الطفل، ذوي الهمم، ولم يتوقف لحظة عن البناء والإصلاح في ملفات الصحة والتعليم والطاقة والعمران الأخضر والصرف الصحي، والنهوض الثقافي الذي يُعلي من شأن الهوية المصرية الرائدة، ودشّن على أرض مصر العديد من المتاحف والجامعات الدولية والمدارس والمستشفيات والمدن الجميلة لأبناء العشوائيات ومحطات تحلية الماء وحقول البترول والمطارات وطوّر منظومة الزراعة والصوامع وإصلح منظومة المرور والسكك الحديد وشيد المونوريل وطوّر المنظومة الرقمية في جميع مؤسسات الدولة، وفتح حضنَ مصرَ لملايين الأشقاء الذين ضاق بهم العيشُ في أوطانهم، وغيرها من طيبات وهدايا تستلزم مجلدات لا مقال.
مَن ينكر كل ما فعله الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في سنوات قليلة من منجزات، ما كانت لتحدث في مائة عام بمعدل التنمية المصري الكسول الذي اعتدنا عليه منذ عقود، فهو إما أعمى متعامي، أو عدو يكره الخير لمصر.
اليوم أهدي للرئيس "السيسي" القصيدةَ التي كتبتُها يوم ٦ يناير ٢٠١٥، ويهديه ابني الجميل "عمر" لوحة رسمها بحب؛ من فرط ما يسمع عن رئيسنا العظيم.
"محرابٌ ومذبح"
زهرةٌ أورقتْ/ في الأشجارِ اليابسة/ حينَ خرجَ الأميرُ من مِحرابِه/ حاملاً قرآنَه وقلبَه/ ليصعدَ إلى مَِنْجَليةِ الَمذبحِ/ يقرأُ سورةَ مريم ليبارِكَ الطفلَ الجميلَ في مِزْوَدِ البَّركة/ ثم ينحني/ يرتّبُ هدايا الميلادِِ تحتَ قدميْ الصغيرِ الأقدس:/ ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا/ فتبتسمُ الأمُّ البتولُ/ وتمسحُ على جَبهةِ الأميرِ هامسةً:/ طوباك بين الرجالْ/ أيّها الابنُ الطيبُ/ فاجلسْ عن يميني/ واحملْ صولجانَ الحُكمْ/ وارتقِ عَرشِ بيتي/ وارفعْ رايتي عاليةً/ بين النساءْ/ علّمِ الرَّعيَّةَ/ كيف يحتضنُ المحرابُ المذبحَ/ وكيف تتناغمُ المئذنةُ مع رنينِ الأجراسْ/ وارشدْ خُطاهم/ حتى يتبعوا النَجمَ الذي سوف يَدُلُّهم على الطريقْ/ إلى أرضِ أجدادِهم الصالحين/ بُناةِ الهرم/ فإذا ما وصلوا إلى ضفافِ النيلْ/ أوقَدوا الشموعَ/في وهجِ الصبحِ/ حتى تدخلَ العصافيرُ عند المساءْ أعشاشَها/ بعدما تبذرُ القمحَ والشَّعيرَ والسوسنَ/ على أرضِ "طِيبةَ" كلِّها/ فلا ينامُ جائعٌ جائعًا/ ولا محرومٌ يبقى محرومًا/ ولا بردانٌ/ بردانًا ينامُ ليلتَه/ ولا حزينٌ يجِنُّ الليلُ على عينيه/ دونما يدخلُ قلبَه الفرحُ.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (4)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمُّرُ ... قاتلُ المستقبل
- تجمَّلْ بالأخلاق
- طنطا … تصدحُ شِعرًا … وتشدو مددًا
- مصرُ الراهنةُ ... في عيون الأشقاء
- ماذا صرتَ اليومَ يا جوناثان؟
- اِتحضَّر للأخضر … نحو عالَمٍ نظيف COP27
- علبةُ كشري ودرسٌ : الأسطى مختار
- افتتاح مهرجان الموسيقى العربية… إبهارٌ في إبهار!
- أخبرني الخيميائي: الزئبق... القاتلُ الصامت
- جيشُنا المصري… مصنعُ رجال
- اليوم العالمي للفتاة … زهرة الحياة
- شهداءُ مصرَ -المصريون- ... لأجل الوطن!
- جائزة الأولمبياد للرئيس... ويومٌ مع أطفال الرجاء
- عِلمُ بلادي الجميلة: Egyptology
- -هشام سليم-… الأبُ الجسور
- الآخرُ الجحيمُ … الآخرُ الفردوس
- فارساتُ راهباتِ الفرنسيسكان
- لقد نسيتَ كيس الأرز أيضًا!
- السنة المصرية والسنة القبطية وعيد النيروز
- هذا سبتمبر … يا أمّي!


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح