عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 16:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المعاملة بالمثل :
يمكن القول ان التفاعلات الاجتماعية هي بدورها نوع من المقايضة ذات الطابع المعنوي والمادي ايضا، إذ يقاس اهتمام الإنسان بالطرف الاخر بما يقدمه له من وقت و مشاعر تضامن او مواساة او تشجيع او عطف او محبة او.... وغالبا ما تتوج بهدايا او خدمات ملموسة....
طبعا تختلف معايير هذه التبادلات باختلاف ثقافة كل مجتمع والقيم السائدة فيه ويمكن تسميتها بمجاملات اجتماعية.. لاشك انها تسهم في الحفاظ على حد معين من التماسك الاجتماعي في السراء والضراء
وعندما تقل هذه المجاملات تتفكك العلاقات وقد تنتهي نهائيا
وهذا امر منطقي جدا، فإذا ابتسمت لشخص ما سوف يبادلك ابتسامتك واذا نظرت اليه شزرا سوف يبادلك نفس العداء... يتم هذا بشكل تلقائي لان هذه الكودات مبرمجة في لاوعي كل منا، فالطفل الصغير تلتقط أحاسيسه مشاعر الود والمحبة ممن يحيطون به وقد يبادلك بابتساماته الرائعة كلما شعر بمحبتك و قد يبكي اذا ما التقط اي شكل من أشكال العدوانية
من هنا يكون التعامل بالمثل شيء طبيعي ومنطقي دون الدخول في أية حذلقة خطابية لا تتناسب مع الافعال
الصداقة هي بالتأكيد مشاعر صادقة وتبادل للدعم والخدمات عند الضرورة،، وإذا ما غاب الصدق انطفأت شعلة الصداقة، فالزيف هو المنجل الذي يجتث أغصان شجرة الصداقة من جذورها....
هناك بالتأكيد أناس تغلب عليهم الطيبة، ويتناسون الأفعال السيئة لبعض معارفهم او أصدقائم ولا يطبقون مبدأ المعاملة بالمثل لأنهم يابون على أنفسهم السقوط في سلوكات لا تتناسب ومستواهم الأخلاقي... لكن دوام الحال من المحال،، فالانسان الطيب ايضاقد تؤدي به هذه المسلكيات المكررة الي حسم الأمر كي لا يسقط في علاقات مسمومة تنثر الطاقة السلبية حواليها....
فمن يتجاهل معارفه او اصدقاءه عندما ياتون لمدينته كيف يطمع في ان يحظي باهتمام واستضافة من تجاهلهم. ذات زمن قريب..
نعم الحياة اخذ وعطاء، هذا مبدأ كوني تنثره طبيعة الأشياء كلها... والكائنات كلها ...اذا لم تتلق الأرض مطرا وحرثا و زراعة و و لن تنبت زرعا او خضارا او فواكه.. اسق الشجرة كي تثمر... وبنفس المنطق اسق علاقاتك محبة واهتماما .
يقول
المثل المغربي :اللي درقك بخيط درقو بحيط.... ومن أكرمك مرة أكرمه عشرات المرات....
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟