صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 10:48
المحور:
حقوق الانسان
هل الفقر قدر ؟
اصبحنا نسمع في العقدين الحاليين من الزمان ان الفقر قدر مكتوب علي الجبين لا يمكن ان يغيره الانسان مهما فعل او بذل من جهد ، وهذا الادعاء كذب ومحاولة لإخفاء الحقيقة ، فليس الفقر قدرا انما يمكن القضاء عليه اذا ما حاول الانسان وكانت الظروف مهيأة فالتعليم الالزامي المجاني وتكافؤ الفرص يقلل من حجم الفروق الطبقية بين الغني والفقير ، فيتعلم الطفل الذي نشأ في اسرة فقيرة لا تستطيع ان تلبي حاجات افردها من الطعام واللباس ، فكيف يمكنها ان تجعل افرادها يتعلمون في مدارس ترغمهم على دفع اقساطها المرتفعة جدا ؟ كما لا يمكنهم ان يصرفوا نقودا لا يملكونها على شفاء ابنائهم ان اصابهم المرض ، والاباء والامهات نجدهم عاجزين عن شراء الدواء الشافي ان اصاب المرض احد ابنائهم ، فكيف يمكنهم السفر خارج البلاد للعلاج ، ونحن نشهد تراجعا فظيعا في مضماري الصحة والتعليم ، لو عاد التعليم الى سابق عهده من الرقي ، واسترجعت الصحة ما كانت تتمتع به من اهتمام ـ فان الفقير الذي يتعلم في مدرسة حكومية كما كنا نتعلم ويتعالج في مستشفيات تملكها الدولة ، يستطيع فيها ان يجد الدواء ويحافظ على الصحة ، سوف ينجح هذا الانسان كل عام ويستطيع ان يكون في العمل الذي يتناسب مع رغباته وكفاءاته ، فيكون طبيبا او مهندسا او استاذا او مزارعا او عاملا ان توفرت له الدراسة والمهارة والتعليم المجاني الحكومي ، وكل الاعمال التي يقوم بها المرء بإتقان واخلاص سوف تدر عليه ربحا يقيه من شر الحاجة او البقاء في عوز ، الفقر ليس قدرا والفقير يمكن ان يكون متوسط الدخل او حتى غنيا ، وهناك قصص كثيرة عن رجال ونساء كانوا فقراء واجتهدوا فاستطاعوا ان يجعلوا الفقر غنى وان يحولوا التعب الى راحة ، والله رحيم بالعباد لم يجعل الفقر دائميا وقدرا لا يمكن تغييره او التخفيف من شدته على الاقل ، فان تحققت المساواة في تكافؤ الفرص فلا يعد الفقر ثابتا بل يمكن ان يغيره الانسان ويعيش كما يرجو ويتمنى ، ويستطيع ان يلبي حاجاته الاساسية وحاجات اسرته منالطعام اللذيذ والصحي واللباس الانيق والجميل ، والسكن الوافي من حر الصيف وبرد الشتاء والحياة حرا كريما والحرية توصل الانسان الى الشعور بالسعادة ، وان استطاع الانسان ان ينتصر على الفقر لم يعد يشعر انه اقل شأنا من الأخرين .....
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟