أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟














المزيد.....

حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 502 - 2003 / 5 / 29 - 06:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                       

يبدو أن موسم التبريرات وخلق الأعذار قد زادت سخونته هذه الأيام التي أعقبت التأكد التام والنهائي من السقوط  الكامل للنظام الصدامي السابق والبائد وتهاوي كل القناعات العربية خصوصا التي صورت المواقف في العراق على غير حقيقتها ! ، ويبدو أيضا أن سحب المواقف السلبية السابقة من كفاح الشعب العراقي  لنيل حريته وإنعتاقه قد أضحى اليوم حالة بارزة من الحالات السائدة في العالم العربي ؟ ، لذلك كانت المداخلة الأخيرة للأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى  والتي صبت في إطار الإعتذار الواضح عن مواقف رسمية سابقة ومعادية للمواقف الشعبية العراقية موغلة في عدائيتها ومدافعة بشكل ضمني واضح عن النظام البائد مما إنعكس على حالة العلاقات العربية العامة ، وصب الزيت المغلي على نار العلاقة المتوترة أصلا بين الكويت والأمانة العامة والتي وصلت لمواقف سياسية وإعلامية حرجة من شتائم وغمز ولمز وتهديد بالإنسحاب ! قبل أن تتكفل التطورات الميدانية في العراق عبر إنكشاف المقابر الجماعية البشعة التي  قام بها نظام صدام البائد وهزت الضمير العالمي والإنساني ، وأحرجت مواقفا لأطراف عديدة كانت تتعاطى مع النظام رغم كل المعلومات التي كانت توفرها المعارضة الوطنية العراقية السابقة للرأي العام العربي والدولي .. ولكن لاأحد يسمع أو يقرأ أو حتى يتعظ ؟ وهي محنة كبيرة كنا نعانيها نحن الذين عملنا في القطاع الإعلامي الحر المعارض ؟ فلا أحد كان يصدق ؟ وحتى من يعرف الحقائق كان يحرص أشد الحرص على تصنع الجهل لأغراض معروفة وموثقة ولاداعي لإثارتها حاليا ! ، ونحمد الله على أن الحقائق قد فرضت نفسها رغم كل تعتيم السنوات السابقة ورغم كل عذاب المعاناة الشعبية ؟ ولكن المشكلة أن العراقيين ليسوا من السذاجة ولا البساطة ليصدقوا إدعاءات وتبريرات ليست قابلة للتصديق وخارجة عن سياقات المنطق العقلاني السليم ؟ ، وخصوصا حينما يؤكد السيد عمرو موسى بأن الجامعة العربية لم تكن تعلم ماكان يدور في العراق من مجازر وإنتهاكات بشعة ؟ أعترف بها النظام ذاته في أكثر من مناسبة ؟ فإن في الأمر أزمة نفسية وسلوكية كبرى تتجاوز كل الأطر المفهومة للشفافية والصراحة التي ينبغي أن تسود عربيا قبل أي جردة حساب موضوعية ؟ فهل أن تصرفات إجرامية وغير مسؤولة على شاكلة تصرفات نظام صدام البائد بحاجة لأدلة وتوثيقات شرعية خصوصا وأنه إلتهم الكويت أمام أنظار العالم والجامعة العربية وبصلافة وتبريرات واهية ومارس كل الفظاعات من خطف وقتل وتعذيب وأسر وتشريد وتخريب بيئي ونفسي وسلوكي كارثي ؟ فهل من فعل كل تلك الكوارث لايفعل أشياء ومجازر وإنتهاكات قضحتها المعارضة وخصوصا بعد إخماد الإنتفاضة الشعبية في ربيع الغضب العراقي عام 1991؟ ترى ألم يسمع السيد موسى وكان وقتها وزيرا لخارجية مصر وقبلها مندوبا لمصر في الأمم المتحدة بمجازر الأنفال وحلبجة عام 1988 ؟ ألم يسمع بغزوة صدام الإيرانية التي تسببت بملايين القتلى ليعتذر بعدها وهو يبتلع الكويت قائلا للإيرانيين : لقد كانت غلطة ؟.

وهل يريد السيد عمرو موسى عبر نفيه معرفة ماكان يدور في العراق من مآسي إنسانية بشعة إقناعنا من أنه فعلا لايعلم ؟ كيف يستقيم ذلك مع معرفتنا الوثيقة من أن الحكومات العربية لديها أيادي خفية وطويلة إستخباريا في كل مكان ؟ وهذه الأيادي والعيون والآذن تعلم حتى مايدور في سيريلانكا ؟ فهل توقفت معلوماتها وأضحت مشوشة عند حدود العراق ؟ للأسف لن نصدق ؟ لأننا لو فعلنا ذلك سنكون ببساطة في غاية السذاجة.. بل والجهل ولسنا على إستعداد أبدا لأن نتقبل مثل ذلك الموقف ؟ .

لاشك أن التداعيات والنتائج التي أسفرت عنها عملية إسقاط نظام صدام قد غيرت الكثير من الرؤى والقناعات عربيا ودوليا ، وما موقف الأمين العام للجامعة العربية إلا تحصيل حاصل وحصيلة طبيعية لمتغيرات قد فرضت منطقها على العديد من الأطراف التي تحاول اليوم تدارك الموقف لأن معاناة العراقيين قد تجاوزت حدود الفضيحة الدولية بكثير ودخلت التاريخ من بابه الأوسع ، ولأن جميع الأطراف التي كانت مصنفة لأسبابها الخاصة أو لظروفها الموضوعية في خانة النظام البائد تعيد اليوم ترتيب أولوياتها والتي ينبعي أن تشمل عملية نقد صريحة للذات ومصارحة مع النفس بعيدا عن كل قيود البروتوكول الشكلية ، فالتطلع للمستقبل ينبغي أن يتم بعد إسدال الستار على الماضي بكل مآسيه ، ومحارق العراقيين الجماعية الشبيهة ب ( الهولوكوست ) ليست مجالا للمناورة أو اللعب بالكلمات ؟! فدماء الشعوب ليست حبات من الرمل ولاقطرات من النفط ! إنها أثمن وأغلى من ذلك بكثير ، والعراقيون كأي شعب آخر قد يغفرون لمن إصطف مع جلادهم في ظروف معينة .. لكنهم لن ينسوا ، بل سيستمر سفر التاريخ الخالد بتسطير كل معاني الكفاح والبطولة والشهادة .. أما الذين علموا بالفظائع في آخر الزمان ، فليس لنا سوى أن نتعجب ونثير أكثر من علامة إستفهام حول المصداقية المفقودة وغياب الضمير !



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟
- إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟
- مجازر البعث العراقي ... عار الإعلام العربي ؟
- إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟
- قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟
- بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة ...
- تراجيديا مابعد السقوط .. جردة حساب قومية ؟
- موت البعث ... وبقايا عفلق ؟
- هزيمة البعث التاريخية .. وإنتصارات ( القات ) القومية ؟
- في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟
- صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟
- قناة ( العربية ) .. وقيادة البعث القومية ؟
- الكويت .. وأقلام الهزيمة المسمومة ؟
- ميلاد القائد الذي كان !.. حفلة في سراديب الهزيمة ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي وشركاه .. مناورات وعاظ السلاطين ؟
- البعثيون في المصيدة .. ( الرفاق حائرون ) ؟
- ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟