أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون














المزيد.....


ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 22:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ينظر الى مايجري في ارضنا العربية ببصيرة وتعقّل بعيدا عن الميل لهذا الطرف او ذاك ؛ يصاب بالعجب والاستغراب الشديدين ، فالخراب وحرق المدن بالقذائف والبراميل التفجيرية ونسف الجسور وتلغيم الطرق السالكة وتفخيخ البيوت وكل ما أبدعته يد الانسان من بناء واعمار وجهد استمر سنوات طوال لتشييده فتراه في لحظات قليلة يغدو ركاما واكواما من الحجارة والأنقاض بفعل العبوات الناسفة ورمي الهاونات والطائرات المسيّرة وغيرها من وسائل الخراب والهدم .
لم نسمع يوما منذ صغرنا حتى كبرنا ان تراثنا العربي او الاسلامي يدعو الى ازالة معالم البناء والاعمار والتشييد وهدم الاضرحة والمزارات والمنشآت والمعابد والمساجد والأسواق وحتى دور العبادة لغير المسلمين بل بالعكس فقد قرأنا في وصايا خلفائنا الاوّلين لمن ينضم من المقاتلين الى الفتوحات الاسلامية بعدم التعرض الى البيوت وما نشأ على الارض من عمران والحفاظ على الارض المزروعة فلا يقطع نبتٌ ولا تقلع شجرة ولا يداهم معبد ولا يتعرض لعابد او ناسك مهما كان دينه او عقيدته ، ورسالة الاسلام تنصبّ اولا في عمارة الارض ليكمل الانسان ما شيّده الاولون لاضافة لبَنَة الى الجهود الانسانية لتستمرّ الحياة بناءً وإعمارا وخلودا مما ابدعته يد الانسان طيلة وجوده على الارض ليكمل مابدأه الاولون وليضع أثرَه حتى يأتي جيلٌ لاحق يضيف الى بنائنا مايستطيع من اعمار ورقيّ وهكذا دواليك .
وفي القرآن الكريم آيات عديدة تحث المؤمنين على العمل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " وتقرنه بالصالح " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وكثيرا ماترد بصيغة الامر مما يدلّ على اهمية العمل الصالح لنهوض مجتمعاتنا وبناء حضارتنا للحفاظ على الارث الانساني في الاعمار والبناء وكان رسولنا الكريم محمد (ص ) يبارك اليد العاملة الخشنة الملمس لا اليد المخرّبة ، ويدعو الله ان لاتمسّها النار وإحياء الارض وزرعها ليأكل منها البشر والطير والحيوان وما دبّ على الاديم وليس ادلّ على ذلك حديث الرسول الاعظم حينما قال : من كانت في يدهِ فسيلة وقد حانت القيامة فليزرعها .
نعجب كثيرا ممن يدّعي التمسّك بالاسلام ويوهمون الناس بانهم القابضون على حبل الله المنقذ وهم يعيثون خرابا ودمارا بكل بقعة فرضوا سيطرتهم عليها فصارت بلادنا الزاهية ومدننا الجميلة خرائب وقفارا وأشعلوا أوار الحرب بين ابناء الوطن الواحد وأوقفوا ماكنة العمل وعجلة التقدم والنهوض وأشغلوا الملأ بالنزاعات العرقية والطائفية مخالفين شرع الله ورسوله الذي أمرنا أولا بالعمل لدنيانا كأننا نعيش آبدين ثم العمل لآخرتنا تالياً بعد العمل الدنيوي فالعبرة ظاهرة للعيان في هذا المسعى لأن العمل الدنيوي هدفه تحقيق الخير والنماء وترسيخ النفع العام للمجتمع ككل بينما العمل الاخروي ذاتيٌّ وشخصيٌّ بين المخلوق والخالق .
أليس العرب والمسلمون أول من مصّر الأمصار كالبصرة والكوفة ومصر الكنانة وهم من أسسوا وبنوا بغداد الزاهرة التي كانت محطّ العلماء ومهوى قلوب المفكرين وذوي العقول الراجحة وهم ايضا من ابتنى الاندلس وعُمّرت أرقى تعمير حين دخلها المسلمون .
ومن اسماء الارض " المعمورة " التي تدل دلالة واضحة على تقديس الجهد الانساني والحثّ على البناء والعمران فهي رسالة السماء المباركة الى الارض لتعمر وتبنى وتسمو بالعطاء وتُبقي أثَرا لمن عاش ردحا فيها وما توالي الحضارات ورسوخها في أزمان الدنيا الاّ لوضع لبنة جديدة تضاف الى مابناه وعمّر الاخرون قبلنا وحتما ستأتي اجيال اخرى تكمل مارسّخه الاجداد ليهنأ به الاحفاد ويضيفون اليها لمسات الجهود الابداعية ، فمانراه اليوم من خراب مقصود وتدمير متعمّد انما هو تشويه لرؤى الاسلام وطمس لمبادئه السامية بشأن تشريف العمل باعتباره اسمى انواع العبادات وانفعها للناس ومن خلاله تنهض المجتمعات وتسمو برقيّها ويعلو البنيان ، فليس من كبّر وبسمل لله وهو يحزّ سكينه ليقتطع رقاب الملأ ويفجّر ماصنعَ وأنشأ وعمّر عبيدُ الله وخلْقهُ البنّاؤون ذوو السواعد اليمنى القوية وشتان شتان مابين المسلم الحقيقي والمزيّف الذي صنعته أيادي الشرّ في سجون اليانكي الاميركي وفي اقبية البنتاغون وفي تكايا ومساجد الزيف الاسلاموي البعيد كلّ البعد عن الاسلام البنّاء .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تجعلون أطفالكم أذكياء راجحي العقول
- انتشار الحركات الإسلاموية
- مغزى العطاء والبذل للآخرين المعوزين
- رفقاً بالمتقاعدين العراقيين
- عن الجهل المقدَّس والجهل المؤسَس
- نصائح ماسيّة - نعمة الكتمان -
- عندما نصل الى عتبة الشيخوخة
- ومن تقنية السوشيال ميديا ما فككتْ الأسرة
- نشيخ وترقى عقولنا
- العراق من أرض السواد والرواء الى الصحراء والغبراء
- هرطقة الفصول الأربعة
- هكذا كانت معتقداتنا في بلاد أوروك العراق وأوغاريت الشام
- خارطة طريق سالكة وسلسة باتجاه الإيمان
- هكذا هو وعد الإنسان - الأب - الحقيقي
- شتاءٌ وهناء
- حزمةٌ من ومضات الشعر
- شيء من صفات ( الأحمق المفيد )
- قصيدة - قوىً خائرة أمام وقحَةٍ قاهرة -
- عندما تنزفُ شعرا
- قواعد الفساد الستُ عشرة في عراق الموبقات


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون