أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - زيلينسكي.. -مثال سيئ-














المزيد.....

زيلينسكي.. -مثال سيئ-


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 09:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


واجه حتى اللحظة سيناريو الرئيس الأوكراني زيلينسكي جر حلف الناتو للتدخل بصفة أصيلة، وليس بالوكالة في الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا لمواجهة روسيا بزعم أن الجيش الروسي قصف مناطق بولندية أسفرت عن مقتل شخصين، بتشكيك ونفي من دول حلف الناتو نفسها، لقطع الطريق على سعي الرئيس الأوكراني توسيع مجال الاشتباك ليشمل دول الناتو بما فيها واشنطن ولندن، ويعود ذلك كما نقدر لأن بعض تلك الدول تدرك عواقب مثل تلك الحرب، بعيدا عن رغبات الرئيس الأوكراني، وإن اتفق الجميع معه في الموقف من روسيا.
ويبدو أن الرئيس الأوكراني لم يفكر فيما بعد دخول الناتو بشكل مباشر، وليس "كمقاول" حرب عبر كييف في مواجهة مباشرة مع روسيا، التي هي وصفة تعني أن الجميع يتجه نحو حرب كونية ثالثة ستكون روسيا فيها مستهدفة، وبالقدر نفسه ستكون كل أوروبا والولايات المتحدة كذلك، أي أن الرئيس الأوكراني لا يري إلا ما هو آني، أي كيف يؤلم روسيا الآن؟ دون التفكير في أن معادلة تلك الحرب وأطرافها وهدفها سيكون مختلفا، جراء الترسانة النووية للدول الرئيسية التي ستشترك فيهاـ سواء روسيا أو دول الناتو.
ومن ثم فإن الانزلاق نحو تلك الحرب بقدر ما هي أكثر القرارات غباء وحماقة، فهي تعني الذهاب نحو الانتحار الجماعي مع سبق الإصرار والترصد، وأنه لمخطئ من يعتقد أو يراهن على أنه سيكون فيها منتصرا، وإن تفاوتت قدرة هذه الدولة عن تلك على تحمل نتائجها المدمرةـ التي ستختلف من دولة إلى أخرى ارتباطا بقدراتها الذاتية، مما يعني أن هناك بعض الدول المشاركة ربما تختفي عن خريطة العالم إذا ما يقي"عالم". بل إن تلك الحرب لن تقف عند حدود الدول التي ستنخرط فيها فعليا أو نظرياـ لكنها ستشكل تهديدا لمجموع البشرية، لأن الاتحاد الروسي سبق أن حذر بأنه إذا ما تعرضت روسيا لتهديد جدي يمس وجودها، فإنه سيستخدم ترسانته النوويةـ بكل الآثار المترتبة على ذلك بالنسبة للدول المشاركة فيها والعالم، لأن الدول النووية ستعتبر أن المسألة تتعدي أوكرانيا( الذريعة) الآن، إلى الذهاب نحو القول أن تكون نلك الدول أو لا تكون، وهذا سؤال الجميع روسيا ودول الناتو ومن يدور في فلك الناتو، كاليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا، وأستراليا وبنفس القدر.
ويمكن القول هنا، إن استشعار خطر الانزلاق نحو حرب عالمية، جعل البعض يكبح جماح المتسرعين وذوي التفكير الحلقي من مسؤولي بعض الدول، ولذلك يلاحظ أن أن هناك رواية أمريكية وأوروبية مناقضة( تكذب) ادعاءات بولندا المتسرعة باتهام روسيا، فيما أصر زيلينسكي على روايته (عنزة حتى لو طارت)، لأنه يريد ذلك، فكان أن اضطرت بولندا للنزول عن الشجرة، وإن استمرت حفاظا على ماء وجهها من اعتبار أن روسيا هي السبب في سقوط الصاروخ على أراضيها.
لذلك أثار استمرار الرئيس الأوكراني في ادعائه أن الصاروخ أطلقه الجيش الروسي، الذي يناقض فيه المواقف الصادرة عن بولندا وحلف شمال الأطلسي بأن الانفجار كان على الأرجح نتيجة إطلاق الدفاعات الجوية الأوكرانية صاروخاً لاعتراض وابل الصواريخ الروسية. مع أن "الرئيس الأميركي جو بايدن المقاول الأول الذي يعمل لديه زيلينسكي، قد أبلغ حلف شمال الأطلسي وشركاء مجموعة السبع أن الانفجار في بولندا نجم عن صاروخ دفاع جوي أوكراني". أثار غضب رئيس الحكومة الهنغارية الذي قال إن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي أعطى “مثالا سيئا” بقوله إن الصاروخ الذي قتل شخصين في قرية بولندية قرب الحدود مع أوكرانيا كان روسيا.
ونقل غيرجيلي غولياس، رئيس مكتب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان للصحافيين قوله: “في مثل هذا الموقف يتحدث زعماء العالم بمسؤولية” لكن “الرئيس الأوكراني، باتهامه الروس فورا، كان مخطئا”. ووصف زيلينسكي بـ “أنه مثال سيئ، مرحبا بالموقف الحذر لبولندا والولايات المتحدة”.
التصريح الهنغاري المستاء والغاضب من سلوك الرئيس الأوكراني المتعمد، الذي يمكن أن يتكرر بأشكال وذرائع أخرى، كون أوكرانيا كانت تراهن على جعل مثل تلك الواقعة، سبيلا لحشد المزيد من الدول ضد روسيا، عبر “التضليل”، مع كل التداعيات التي ستتعدى أوكرانيا التي ربما لن تكون موجودة بعدها.
في حين أن رئيس الوزراء، البولندي نزل تدريجيا عن الشجرة فأعلن عدم تأكده من واقعة الصاروخ مع أن وزارة خارجيته في الوقت الذي سارعت إلى الصعود لأعلى الشجرة، استدعت السفير الروسي في وارسو للاحتجاج، على واقعة الصاروخ، لكن الموقف الأمريكي وحلف الناتو الذي بادر لنفى روايتي كييف ووارسو جعله يبتلع مواقفه اليقينية السابقة، واستبدالها بالتحقق من الواقعة عِوض الاتهام المتسرع، الذي يعني اتساع الحرب، وربما وصولا لحرب عالمية ثالثة.
لذلك قال رئيس الوزراء البولندي قررنا أن نتحقق من الشروط المسبقة لاستخدام المادة 4 من ميثاق الناتو. وإذا كانت واقعة سقوط الصاروخ، هجوما مباشرا مقصودا على أراضينا. من عدمه.
والسؤال هل انتهى هذا الاشتباك السياسي والدبلوماسي الذي وضع العالم على حافة حرب عالمية جديدة؟ إننا نقدر أن خطر الانزلاق سيبقى قائما، عبر عمل متعمد يقدم عليه بعضهم من شأنه جر الأطراف المشاركة في الحرب، أو نتيجة خطأ بشري غير مقصود ، من شأنه أن يشعل فتيل تلك الحرب التي قد لا تبقي ولا تذر..
هنا يحضر سؤال المسؤولية والعقل العاقل القادر على تجنيب العالم ذلك المصير المظلم جراء سلوك بعض الأغبياء والحمقى من الزعماء، وهو ما نأمله..



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات أين كانت المواقف الجدية؟!
- مشاكسات حماس المباركة فوق النقد..! جيش البرهان.. مقدس..!
- فتوى محكمة العدل الدولية.. وتشريع استخدام العنف لكنس الاحتلا ...
- فتوى محكمة العدل الدولية.. وتشريع استخدام العنف لكنس الاحتلا ...
- مع مثل هذا الكيان الإحلالي.. متى يعي البعض أن استجداء الحل ا ...
- مشاكسات حماس.. إطلاق الصواريخ جريمة!! اليمين البرازيلي.. رب ...
- الانتخابات الصهيونية .. وقراءة مغايرة
- مشاكسات حماس وحرية الرأي..! بايدن سيحرر إيران.. !
- رغم التحديات.. -ماسح الأحذية- يعد البرازيل بالأمل
- مشاكسات النفاق والتعسف.. الغربي فوبيا روسيا..
- مشاكسات سلطة انقلاب حماس.. مؤتمنة.! ... الحديقة والغابة..!
- - نظام القواعد- .. والمفهوم الأمريكي الواسع للمصلحة
- شريعة القوة 2/2
- شريعة القوة..! 2/1
- -عرين الأسود- وحدة الفكرة.. وتعدد الحوامل
- ماراثون حوارات فتح وحماس .. الهدف النهائي لا شيء
- إصلاح الأمم المتحدة بين الأمل والواقع 7/7
- إصلاح الأمم المتحدة بين الأمل والواقع 6/7
- إصلاح الأمم المتحدة بين الأمل والواقع 5/7
- التمسك بحق الاعتراض(الفيتو) .. نعي لدور الأمم المتحدة 4/7


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - زيلينسكي.. -مثال سيئ-