أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - هكذا تكلم الفيلسوف الماركسي هابرماس















المزيد.....

هكذا تكلم الفيلسوف الماركسي هابرماس


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مؤلف كتاب :هابرماس هو الباحث غوردون فينلايسون المختص بالفلسفة المعاصرة وبخاصة فلسفة يورغن هابرماس. وهو يقدم هنا صورة شاملة عن حياة هذا الفيلسوف وأعماله. ويقول منذ البداية بما معناه: يعتبر هابرماس أكبر فيلسوف ألماني معاصر وربما أكبر فيلسوف في أوروبا والغرب كله.
وهو ليس من الفلاسفة الذين يسكنون في برجهم العاجي وإنما ينخرطون في هموم عصرهم وقضاياه. ولذلك فهو لا يتردد عن التدخل في الشؤون السياسية وكتابة المقالات الصحافية من حين لآخر.
وقد اتخذ عدة مواقف في تاريخ ألمانيا النازي، أو من توحيد ألبانيا مؤخراً، أو من توحيد أوروبا والدستور الأوروبي، أو من العولمة الرأسمالية المتوحشة، أو من قضايا الإرهاب والأصولية، الخ. ولد يورغن هابرماس عام 1929 في ألمانيا، وقد حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة مبكراً عام 1954 حيث حضّر أطروحة عن شيلنغ. وكان عمره خمسة وعشرين عاماً فقط.
ثم عينوه مدرساً في جامعة هايدلبرغ من عام 1961 إلى عام 1964، وفي جامعة فرانكفورت بين عامي 1964 ـ 1971. وبين عامي 1971 ـ 1983 اصبح مديراً بمعهد ماكس بلانك الشهير في ميونيخ. ثم عاد بعدئذ للتدريس من جديد في جامعة فرانكفورت بين عامي 1983 ـ 1994 حيث أخذ تقاعده.
ثم يردف المؤلف قائلاً: وكثيراً ما يخلطون بين هابرماس ومدرسة فرانكفورت الفلسفية الشهيرة. ومعلوم انها كان قد أسست في جامعة فرانكفورت في العشرينات من القرن الماضي. وكان من أشهر مفكريها يوركهايمر وادورنو وماركيوز وسواهم. ولكنه في الواقع ينتمي إلى الجيل الثاني من هذه المدرسة لا إلى الجيل الأول. فقد كان تلميذاً أو مساعداً لادورنو في الجامعة حوالي عام 1961. وهو يعترف بمدى استفادته من تعاليم ادورنو وتوجيهاته.
وكان هابر ماس عالم اجتماع في البداية قبل ان يصبح فيلسوفا. وبما أن ألمانيا كانت آنذاك محافظة ومعادية لليسار والشيوعية فإنه راح يستفزهم ويقدم نفسه على أساس انه مفكر ماركسي. ولكنه في الواقع كان أقرب إلى ماكس فيبر من ماركس نفسه. ثم راح هابرماس يدرس الرأسمالية في مجتمع متقدم كالمجتمع الالماني.
وقد وصل إلى النتيجة التالية: وهي أن الكثير من تحليلات ماركس للنظام الرأسمالي صحيحة، ولكن تنبؤاته كانت في معظمها خاطئة، فالرأسمالية لم تسقط بسبب تفاقم أزماتها على عكس ما توهم صاحب كتاب الرأسمال. وانما عرفت كيف تتأقلم مع الظروف المستجدة وتستمر حتى هذه اللحظة.
وبعدئذ راح هابرماس يهتم بالمعلوماتية ووسائل الاعلام والدور الذي تلعبه في المجتمعات الحديثة. ثم ربط بينها وبين السلطة والتكنولوجيا واخترع هابرماس نظرية جديدة تحت اسم العقل التواصلي أو الحواري.
وقال إنه العقل الذي ينبغي أن يحكم المجتمعات الديمقراطية الحديثة. وقد ربط بينه وبين آداب المناقشة والحوار. وقال إن المشاكل لا يمكن ان تحل عن طريق العنف في المجتمعات المتقدمة ذات التاريخ البرلماني والليبرالي العريق.
وبالتالي فالطريقة الوحيدة لحلها تكمن في الحوار بين الأطراف المختلفة والمتصارعة وهو حوار عقلاني وديمقراطي في آن معاً.
أما المجتمعات المتخلفة التي لا تتمتع بتراث ديمقراطي عريق فإنها تحل مشاكلها عن طريق الانفجارات والعنف. وذلك لأن ثقافة الحوار ضعيفة فيها أو حتى معدومة وهناك دائماً طرف يتغلب على الأطراف الأخرى عن طريق القوة.
ثم يضيف المؤلف قائلاً: وقد عبّر هابرماس عن كل هذه الأفكار والنظريات عن طريق كتبه المتلاحقة التي ترجمت إلى معظم لغات العالم. وكان أولها كتابه عن نشأة البُرجوازية في أوروبا في القرن الثامن عشر ثم صعودها على مسرح التاريخ بعد انتصار الثورة الفرنسية على وجه الخصوص وعندئذ أصبح المجتمع الأوروبي لأول مرة قائماً على ثقافة الحوار ومناقشة قضاياه العامة في المقاهي وعلى صفحات الجرائد، بمعنى آخر فإن المجتمع أصبح شفافاً بعد أن كان معتماً ومغلقاً على نفسه طيلة العصر الإقطاعي.
ثم نشر هابرماس كتابه عن النظرية والممارسة عام 1963 وفيه وضح العلاقة الكائنة بين النظرية والتطبيق، ومعلوم انه توجد دائماً مسافة بين كلا هذين القطبين وأحياناً يكون التنظير شيئاً والممارسة شيئاً آخر.
وفي عام 1968 نشر هابرماس كتاباً مهماً تحت عنوان: المعرفة والمصلحة وكشف فيه لأول مرة عن وجود علاقة بين المعرفة العلمية والتكنولوجية من جهة، وبين مصلحة الطبقة البُرجوازية أو الرأسمالية السائدة من جهة أخرى، وبالتالي فقد قضى على ذلك الوهم الكبير الذي يقول لنا إن المعرفة في جهة، والمصلحة أو السلطة في جهة أخرى. فالمعرفة السائدة في المجتمع، أية معرفة، ليست بريئة إلى الحد الذي نتوهمه.
ثم أكمل هابرماس هذا الكتاب بكتاب آخر صدر في العام نفسه تحت عنوان: التكنولوجيا والعلم بصفتهما أيديولوجيا وهنا أيضاً كشف عن الطابع الأيديولوجي، أي المنفعي والمصلحي، للعلم والتكنولوجيا في المجتمعات الأوروبية المتقدمة.
ثم عمق أفكاره هذه أكثر عن طريق نشر الكتاب التالي: العقل والمشروعية: مشاكل المشروعية في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة. ومعلوم أن المشروعية في القرون الوسطى الإقطاعية كانت قائمة على الدين المسيحي ولكنها بعد الثورة الفرنسية ووصول البُرجوازية إلى الحكم والتقدم الهائل الذي حصل في مجال العلم والتكنولوجيا أصبحت قائمة على العقل الفلسفي أو العلمي.
وهنا يكمن فرق كبير بين المجتمعات التقليدية والمجتمعات المتقدمة أو مجتمعات ما قبل الحداثة ومجتمعات الحداثة ان لم يكن ما بعد الحداثة. ولكن هنا أيضاً نلاحظ أن الرأسمالية تستطيع استخدام العقل العلمي والفلسفي لصالحها وبالتالي فهناك ملابسات سلطوية أو مصلحية للعقل مثلما كانت هناك ملابسات سلطوية للدين..
ثم نشر هابرماس عام 1976 كتاباً بعنوان: «ما بعد ماركس» وفيه أوضح الفرق بين ماركس الميت وماركس الحي، أو بالأحرى ما مات من فكر ماركس وما لا يزال حياً. وقدم نظريته عن المجتمع الأوروبي في عصر الرأسمالية بعد ان بلغت ذروتها وهذا الكتاب استبق على التطورات اللاحقة: أي سقوط الشيوعية والاتحاد السوفييتي.
وأثبت هابرماس بذلك أنه مفكر كبير يعرف كيف يرى إلى ما هو أبعد من أنفه. وذلك على عكس معظم المثقفين الذين كانوا مغموسين في الإشكاليات الماركسية من أعلى رأسهم إلى أخمص قدميهم. ثم يردف المؤلف قائلاً: وبعدئذ أصدر الفيلسوف الألماني الكبير كتاباً ممتعاً تحدث فيه عن كبار فلاسفة الماضي من أمثال ادورنو، وهيدغر، ونيتشه، وسواهم. وكان بعنوان «شخصيات فلسفية وسياسية».
ثم أصدر عام 1981 كتابه الشهير «نظرية الممارسة التواصلية» وفيه قدم أرقى نظرية عقلانية وديمقراطية للمجتمعات الحديثة. وقال إن عقل التنوير لم يمت على عكس ما توهم أستاذه ادورنو وكذلك يوركهايمر.
لا ريب في أنه يحق لنا أن ننتقد، وبشدة الانحرافات التي تعرض لها عقل التنوير في عصر الاستعمار والحربين العالميتين على يد الفاشية الأوروبية، ولكن لا يحق لنا أن نرمي بكل مكتسباته التي صنعت الحضارة الحديثة في مزبلة التاريخ.
ثم نشر هابرماس بعدئذ كتاباً ضخماً ومهماً بعنوان «الخطاب الفلسفي للحداثة» وهاجم فيه بشدة فلاسفة ما بعد الحداثة وخاصة الفلاسفة الفرنسيين من أمثال: جان فرانسوا ليوتار، وميشيل فوكو، وجاك دريدا. واتهمهم بالسقوط في شباك النزعة النيتشوية اللاعقلانية.
وقال هابرماس ما معناه: إذا كانوا يعتقدون أن فكر ما بعد الحداثة سوف يكون مضاداً للحداثة أو تدميراً لها فإننا نرفضه. فما بعد الحداثة ينبغي أن يكون استمرارية للحداثة لا انقلاباً عليها وعلى منجزاتها الرائعة، التي لا تقدر بثمن.
وأهم هذه المنجزات هي: حرية الوعي والضمير، وحرية الاعتقاد، حرية الصحافة والتعبير والنشر، وحرية الاجتماعات والتنقل، هذا بالإضافة إلى بقية الحريات السياسية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالتالي فإن معاداة الحداثة تعني العودة إلى الوراء: أي إلى ما قبل الحداثة، إلى عصور الإقطاع والأصولية الدينية والتعصب الأعمى والاستبداد السياسي، الخ.
وهذا ما لا تريده المجتمعات الأوروبية بأي شكل كان، وبالتالي فإن هؤلاء الفلاسفة الذين يدعون أنهم تقدميون هم في الواقع من المحافظين الجدد الحاقدين على الحداثة والتنوير. وطرح هابرماس عندئذ الشعار التالي: نريد التنوير، كل التنوير، ولا شيء غير التنوير، ولكن منقحاً ومصححاً ومراجعاً على ضوء تجربة القرنين الماضيين.
على هذا النحو اندلعت معركة فلسفية كبرى بين هابرماس من جهة وفلاسفة فرنسا من جهة أخرى. بل ولامهم لأنهم لا يأخذون من التراث الألماني إلا الفكر اللاعقلاني على طريقة نيتشه.
أما هو فيتعلق بفلسفة كانط وهيغل التي تمثل التيار العقلاني في الفكر الحديث، ويحارب بكل قوة فلسفة نيتشه وهيدغر التي اتهمت بتغذية الحركات الفاشية في أوروبا في فترة ما بين الحربين العالميتين.
وبالتالي فإن المعركة الفكرية الكبرى هي في الواقع بين العقلانيين واللاعقلانيين، أو بين الكانطيين والنيتشويين. وقد اختار هابرماس معسكره وهو ليس مستعداً للتفاوض على مواقعه الفلسفية والسياسية.
وبما أنه ألماني وملاحق بعقدة النازية فإنه يحاول دائماً الابتعاد عن نيتشه وهيدغر بل ويحذر من خطورة فكرهما على الحداثة.
وقد اتهم هيدغر مباشرة بأنه عدو للتنوير، وعلى هذا النحو راح الرجل يدافع عن الحضارة الأوروبية والعقلانية وفكرة التقدم في التاريخ



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم عام 2020 ..حسب تقرير السي آي أيه
- مواطن الإرهاب الجديدة
- بغداد..الصعود والسقوط
- إستغراق في الديمقراطية
- كاثوليك ..مطلوبون للعدالة
- السيد المسيح..جمهورياً
- الأصولية
- علماء وأنبياء..
- الفكر الإغريقي والثقافة العربية
- تاريخ الاشتراكية الفرنسية
- إبن رشد والإرث الأندلسي
- الكلدوآشوريين السريان والأطباق الطائرة
- المسلمون في إسبانيا، بين عامي 1500-1614
- المسيحية الحديثة والعلمانية
- غوغان
- هيجو .. حياته..أعمالة
- وحدة الفلسفة السياسية
- تجربة مع الشعوب السوفياتية
- . كتاب : التوحش
- رامبو في مهب الريح


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - هكذا تكلم الفيلسوف الماركسي هابرماس