أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - نحو عملية سياسية توافقية شاملة














المزيد.....


نحو عملية سياسية توافقية شاملة


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 11:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


(رأي خاص)

تشهد الساحة السودانية متغيرات سياسية شديدة الحساسية، ورغم إستشراء الأزمة السياسية إلا أننا نستشعر الإنفراج الذي بات وشيكاً حسب المؤشرات الدالة علي قرب إنطلاق الحوار المباشر بغية توافق المكونات الوطنية بكل إتجاهاتها، ولإنهاء الإنقسامات بمخاطبة مسببات الأزمة، وهنالك مسائل جوهرية يجب حسمها للعودة إلي مسار الإنتقال عبر الإتفاق السياسي المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة، ويمكن تأسيس الحوار بناءً علي المبادرات الوطنية المطروحة للوصول لصيغة متفق عليها بين الجميع، ونلاحظ أيضاً التفاؤل في المنشور المشترك الذي صدر عن السيد فولكر بيرتس، ممثل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للسودان، والسفير محمد بلعيش، سفير الإتحاد الافريقي في السودان، والسيد إسماعيل وايس، المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، إضافةً لتحليل مجمل تصريحات الأطراف المتنازعة وتقديرات وتقارير المهتميين والمتابعيين للشؤن السودانية، وأعتقد أن هذه الأزمة الشائكة والمتشابكة تحتم علينا جميعاً التفكير خارج الإطار الإنكفائي المألوف والمعتاد سالفاً للإتيان بحلول موضوعية ومنطقية لتلك المعضلات السياسية، ولذلك يجب الإدلاء بأراء واضحة تخاطب جذور الأزمة السودانية وتعالج الأخطاء التاريخية والمعاصرة ومواصلة التقدم نحو عملية سياسية جديدة ومثمرة.

لقد عاشت البلاد خلال الفترة الماضية إضطرابات سياسية وأمنية معقدة كادت أن تنسفها من خارطة العالم، وما زالت المخاطر والتحديات تحاصر الدولة من كل الإتجاهات؛ ويمثّل إعلان كيان الوطن برئاسة الصوارمي خالد سعد أحد أزرع النظام الإنقاذي الدكتاتوري جزء من الكارثة الوطنية المستمرة وإمتداد لظاهرة الجماعات الجهوية والحملات الإعلامية المنظمة من مختلف المواقع والمضادة لعملية السلام، وهذه التحركات تعيق بناء الدولة الحديثة؛ بينما يمثّل إستمرار التحرك الحثيث نحو خطوط الحوار السياسي جسراً للعبور إلي التوافق بين الفرقاء السياسيين بلا إستثناء، ونحن نأمل أن يكون الحل شاملاً يضع حد فاصل بين شبح الإنهيار والمجاعة والحرب وإنطلاق الدولة في طريق السلام والعدالة الإجتماعية والتنموية وبناء مستقبل مشرق، ويجب صنع مرأة جديدة يجد الكل موضعه فيها، ويتطلب التوافق ضمان عدم إستثناء طرف من الأطراف الوطنية أو تجنيب القضايا؛ لأن تجزئة الحلول يُعد ترحيلاً للأزمة المزمنة من حال سيئ إلي حال أسوء والنتيجة الحتمية إنفجار السودان، والتوافقات الثنائية مسألة مجربة لا يمكن تكرارها، وقد أثبتت التجارب أن الإقصاء غير مفيد للوطن، لذلك البحث عن الحل الشامل المتفق عليه هو المفتاح السري الذي ضاع سابقاً وإستعادتهِ ضمانة موضوعية لتحقيق الإستقرار وإستدامة السلام وتثبيت الديمقراطية التشاركية في ظل المواطنة بلا تمييز.

المدنيين والعسكريين مطالبيين بنقد التجربة الماضية وتنفيذ الإتفاقيات والمواثيق دون نقض، وهذا الوضع المربك يتطلب إيجاد خارطة سياسية ذات شفافية ومصداقية ترسم ملامح واضحة لهياكل الدولة والحفاظ علي مكتسبات الثورة وتحديد مهام وصلاحيات كل طرف في الفترة الإنتقالية، وقوى التغيير والتحرر بمختلف مشاربها أمام مسؤليات تاريخية جمة يجب أن تتحملها بعيداً عن المماحكات والأجندات الضيقة والتفكير في مصالح الشعب بطرح الروئ والأفكار المنطقية المنحازة لمصلحة البلاد، ويُعد الحوار الجارٍ بوابة ديمقراطية لمرور المكونات الوطنية إلي مرحلة جديدة تكون بمثابة آلية لممارسة المران الديمقراطي سيما في ظل جفاف السودان من تجارب ملموسة للممارسة الديمقراطية، وفوق ذلك نجد أننا أمام قضايا سياسية وإنسانية معقدة تستوجب تبديد الغيوم الملبدة حولها بوضع حل توافقي عاجل من أجل منع إنحدار البلاد إلي الهاوية؛ مثلما حدث في دول كثيرة حول العالم، وكيما لا نصل لمرحلة الإنهيار الكلي نحتاج لتوافق سودانوي يعيد البلاد إلي مسار الإنتقال بشكل سلس مع إيجاد وسائل جديدة للتعاون مع المجتمع الدولي بما يحفظ سيادة الدولة السودانية بعيداً عن صراعات المحاور، وهذا التغيير لا يضر أي مكون سوداني، وهو في صالح جميع السودانيين والمحيط الإقليمي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بترسخ دعائم الإستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي في السودان.

15 نوفمبر - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية - تصريح صحفي:
- قضايا السلام والديمقراطية وتعقيدات العملية السياسية
- تعليقاً لإجتماع الجبهة الثورية والآلية الثلاثية بالخرطوم
- قراءة لمقال مولانا عبدالله بشير بعنوان المجتمعات تُقَاد بالح ...
- التسوية السياسية الشاملة والحكومة التشاركية الجديدة
- بيـــان صحفـــي
- أوضاع النيل الأزرق وغرب كردفان
- تقرير صحفي
- العقيد/ منصور بشير شخصية سأذكرها للتاريخ
- الحركة الشعبية - تصريح صحفي
- مؤتمر الأمن الغذائي وتحديات الإستقرار الافريقي:
- بيان الحركة الشعبية:
- العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد
- الحركة الشعبية - عزاء لأسرة الأستاذ/ أسامة سعيد
- قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية
- الحركة الشعبية: تبعث برقية عزاء لأسرة الرفيق ضحية سرير توتو
- الحركة الشعبية: في تشيع الفنان عبدالكريم الكابلي
- اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا
- لمحة من تجربة حوارية
- الحركة الشعبية - بيان للرأي العام


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - نحو عملية سياسية توافقية شاملة