أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الصدوقي - دعوة للتأمل من أجل الإنسان














المزيد.....

دعوة للتأمل من أجل الإنسان


محمد الصدوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 06:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن النسق السوسيوثقافي والاقتصادي والسياسي الحالي للوجود الإنساني، المحلي والعالمي، مبنين بنواظم صراعية؛ حيث إن التناقض والتعارض والتناحر والتنافر خصائص جوهرية لعناصره ومؤسساته العلائقية؛ وقد تأسست على شكل ثنائيات أونطولوجية يحددها منطق التناقض والصراع، تمثلا وفعلا وقيميا، وتعتمل وتتفاعل وفق هذا المنطق في كل أشكال أنماط وجودنا الإنساني:الإثني والديني واللغوي والمعرفي والسيكولوجي والاجتماعي والثقافي والسياسي...والفضائي الجغرافي، المحلي والعالمي.
هذه النسق ألصراعي تشكل حسب حركة معينة للتاريخ الإنساني، وجل الفاعلين فيه، هم في الحقيقية، منفعلين ومفعول بهم في هذه الحركة، تصنعهم ولا يصنعونها بالمعنى الإرادي والشعوري؛إنهم غائبون في لاشعور بنيوي(حسب تعبير كلود ليفي ستروس) و تاريخي/لاتاريخي؛وهم ضحايا"لقدرية"تاريخية معينة،لها مرجعية صارعية ماضوية،أي تنتمي،غالبا، إلى الزمن الماضي وليس إلى زمن الحاضر والمستقبل؛معها لازلنا تائهون وغائبون في صرا عات الماضي،هذا الماضي الإنساني والوطني كانت تحكمه في الغالب نزعات وقيم لا إنسية ولا عقلانية ولا علمية ولا ديمقراطية .
* نزعات لا عقلانية: لا تعي حقيقة حركية وجود التاريخ والذات في العالم؛ فكانوا(في الماضي) وكنا (في الحاضر) ذواتا لا واعية ومنفعلة وليست فاعلة في التاريخ الذي يصنعنا ونصنعه في علاقة تطورية جدلية،بل يمكن التحكم في صناعته أراديا وعقلانيا وعلميا،وتوجيه حركته حسب غاياتنا الحاضرة والمستقبليةالنبيلة...
* نزعات لا إنسانية: ذلك أن معظم المنظومات القيمية والمؤسساتية والعلائقية والمعرفية، تبنين جلها في غياب النزعات الإنسية، بمعناها الأخلاقي والفلسفي، ذات القيم النبيلة التي توحد وتحترم كرامة الجنس البشري أين ما كان...
* نزعات لا ديمقراطية: حيث النسق الصراعي الإنساني الحالي والمحرك للتاريخ الموروث، يتأسس وينفجر انطلاقا من هندسات ومنظومات ومؤسسات لاديمقراطية(استبدادية، مطلقة، فردية/نخبوية أحادية، طبقية...) للوجود الا نساني في تجلياته المختلفة(الفردية والجماعية، المحلية والعالمية...)
ونظن بأن الإنسان الحالي، الموجود هنا والآن(بالمعنى الهايدغيري)، وبعد مرور قرون طويلة من الغياب في الصراع اللاشعوري الحيواني(بالمعنى الفرو يدي والحضاري)يجب عليه أن يتبنى وعيا علميا وإنسيا جديدا، وأن يحضر وجوديا، كإنسان وليس كحيوان، لتجاوز أنطولوجيا الصراع، المحلي والعالمي، هذه الانطولوجيا التي بدأت مع الأسف تتصاعد مؤخرا في عالمنا، والأدهى باسم قيم جميلة كالحرية والديمقراطية والدين...لتخرب هذا الإنسان نفسه وتزج به في مستنقعات الغاب وقارة الحيوان.
ولتجاوز انطولوجيا الصراع هذه يجب على الأقل:
- تجواز وعلاج(بالمعنى المرضي) البنية السيكو-أنطولوجية للإنسان الحالي والمستقبلي، وخصوصا المشكل في النسق الرأسمالي- اللبرالي المتوحش، وفي المنظومات السياسية الاستبدادية، والمصنوع في المصانع الرسمية للجهل والخرافة والقهروالتضبيع الإيديولوجي... وذلك للقضاء على عدة أعراض مرضية تتفشى مجتمعيا، كوسواس الاستهلاك والامتلاك وما يصاحب ذلك من استلاب، عظام(برانويا)الثروة والسلطة، السادية السياسية والعنصرية و القبلي والطبقية(تدمير الآخر) تضخيم نرجسية الأنا الفردية بشكل تخريبي للآخر والمجتمع(انا وبعدي الطوفان) هستريا التدمير والعنف والفساد، الفصام الوطني والإنسي...في كلمة واحدة يجب الخروج من، وتطهير، النسق الحيواني واللا شعوري المهيمن على بنيات الذات والمجتمع والعالم...
نعم هذه أحلام فلسفية جميلة، ولكنها مشروعة لنحقق شرطنا الوجودي كبشر أو كمواطنين.
فمتى تستريح الإنسانية من تراجيديا الصراع البين-إنساني-محليا وإقليميا وعالميا- الكل يصارع الكل، والكل عدو الكل؟!



#محمد_الصدوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة التلفزيون في المجتمع العربي
- أي تحديث للمدرسة المغربية؟؟
- من أجل هيأة وطنية للدفاع عن حقوق المتلقي
- أي مستقبل للمدرسة العمومية
- الإعلام وفخ العولمة
- المدرسة والسلط المجتمعية في المغرب
- حقوق الأطفال المتمدرسين.. النصوص و الواقع
- المدرسة والسلطة والمجتمعية في المغرب


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الصدوقي - دعوة للتأمل من أجل الإنسان