الأحياءُ العادِيّةُ جدّاً في المُدُنِ العادِيّة

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 12:14
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

"اليرموكُ" حيٌّ عاديّ..
تماماً مثل كُلّ أحياء بغداد الأخرى التي كانت تدّعي أنّها كانت"راقيّة" في يومٍ ما.. تماماً مثل بغداد ذاتها، التي ما تزالُ تتذكّرُ أنّها كانت في يومٍ ما "مدينةً " راقيّة.
اليرموكُ حيٌّ عاديّ..
لا استدامة للماء والكهرباء فيه، وخاصّةً في أيّامِ ذروةِ الصيف، وأيّامِ ذروةِ الشتاء.
اليرموك يُعاني من انسداد دائمٍ في المجاري، بسبب التقسيم الدائم لمساحات البيوت الكبيرة إلى "قطع" صغيرة، وتشييد عددٍ كبيرٍ من الدور والشقق السكنيّة عليها.
البيت السابق كان بيتاً واحداً، يرتبِط بمجرى واحد للمياه الثقيلة.
عندما تُقام على أرضه السابقة أربعة بيوت، فإنّ كلّ بيتٍ "إضافيّ" سيقوم بربط مجاريه بـ" المنهول" المخصّص لتصريف مياه الأمطار القريب من بيته.
بيوتٌ أخرى تقوم بحفر الشارع ومدّ شبكة مجاريها إلى الطرف الآخر منه.. ولا حسيب ولا رقيب.. و "كلمن إيدو إلو".
بيوت مساحتها 400م2 تحوّلت إلى 6-9 شقق سكنية.. وبيوت مساحتها 800 م2 تحوّلت إلى12 شقّة سكنيّة.
عشرات السيارات تتكدّسُ في الشوارع الرئيسة والفرعية لعدم وجود "كَراجات".. لا في البيوت ولا في الشقق الجديدة، ولا في مطاعم وكافيهات، ومنشآت"الإستثمارات" الأخرى.
اليرموكُ حيٌّ عاديّ..
هواؤه مُلوّث، وشوارعهُ مُترَبَة.. بعد إن تمّ "إجتثاث" أشجار النخل والمانجا والنارنج، و قتلِ أشجار الزينةِ في بيوت الجنرالات القُدامى.
اليرموكُ حيٌّ عاديّ..
لو أنّ السماء أمطرت يوماً بغزارة، لتحوّلت شوارعه الرئيسة والفرعية إلى شوارع "علاوي الحلّة" في موسم الطوفان العظيم.
لو أنّ السماء أمطرت يوماً بغزارة، فإنّ مياه المجاري الثقيلة ستفيضُ من "المنهولات" (لأنّ مجاري تصريف مياه الأمطار قد تم ربطها سلَفاً بشبكة مجاري المياه الثقيلة للبيوت والشقق الجديدة).. وستدخلُ هذه المياه إلى المطاعم والكافيهات..
وسيغتَسِلُ "شارعُ الغسيل".. بطفَح المجاري.

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات