أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - عندما يغير النظام بارشوكاته














المزيد.....

عندما يغير النظام بارشوكاته


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7428 - 2022 / 11 / 10 - 10:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



عندما يغير النظام بارشوكاته
عرف عن نظام الحسن الثاني مهارته في صناعة البارشوكات السياسية وكان قد استنبت العديد منها في دهاليز وزارة الداخلية. كان لكل بارشوك مدة صلاحية معينة، فكلما انتهت صلاحية أحدها سارع إلى غيره. لكن وكما كشفت التجربة فإن هذه الصناعة لا تحل أي مشكل بل هي فقط تؤجل الانفجاره لأمد معين. شعر الحسن الثاني بأن الأزمة وصلت لمستوى لن تنفع فيه البارشوكات وهي خطر ما سماه بنفسه بالسكتة القلبية لذلك لجأ إلى أحزاب الحركة الوطنية في صفقة تاريخية تلعب فيها هي دور البارشوك الأخير. إنها لعبت ذلك الدور بجدارة واقتدار، بل ساعدت على الانتقال من نظام ملك مستبد إلى نظام “ملك الفقراء”.

استعمل النظام الجديد-القديم ما تبقى من رصيد البارشوكات القديمة وفي ذات الوقت حاول صناعة بارشوك على المقاس بنفس مواصفات بارشوكات الحسن الثاني المتمثل في حزب البام. لكن لم يكتب لهذا المسعى النجاح بسبب اندلاع حركة 20 فبراير، فتحطم البارشوك وهو قيد الصنع. رغم ذلك وجد النظام في متلاشيات العهد القديم من صناعة إدريس البصري، أحد البارشوكات جاهزا وهو البيجيدي، فاستعمله بإسراف حتى استنزفه بالتمام والكمال.

انتهت صناعة البارشوكات السياسية ولم يعد هناك ما ينفع، لأن الأحزاب المخزنية تحولت إلى مزبلة للمتلاشيات. لكن النظام لا زال في حاجة ماسة لربح الوقت وإبعاد لحظة انفجار أزمته البنيوية. هكذا اعتمد خطة جديدة تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة النجوم ومشاهد الفرجة الرخيصة. اعتمد النظام هذه الوسائل ووظفها في تدبير الوضع الاجتماعي والسياسي العام بما فيه قمع الأصوات المناضلة وتشتيت صفوف المعارضة. لم يفوت “خبراء” النظام أي حدث مهما كان لإشاعة الإلهاء وخلق الانتظارات الزائفة. هكذا استعمل مأساة الطفل ريان العالق في الجب ميتا بينما استمر الإعلام يسوق بإشراف من الدولة على انه حي. بعد هذا الحادث استفاق الرأي العام الوطني على فضيحة الإلهاء والكذب. وصلت صناعة البارشوكات السياسية ومسلسلات الالهاء الى الباب المسدود ولم تعد تحظى بنفس الاهتمام السابق؛ لكن النظام لم يستسلم فانتقل مجبرا إلى بارشوك من نوع جديد.

اخرج النظام بارشوكا جديدا يتمثل في تسخير احد أهم رموز الاحتكار في رئاسة الحكومة. استعمل ولا زال هذا القرش في تمرير أقصى ما يمكن من السياسيات الاقتصادية والاجتماعية الظالمة. بدأت هذه المبادرة الماكرة تعطي أكلها واتجهت أنظار المحتجين والمتضررين إلى تحميل اخنوش وزر كل ما يعرفه المغرب من أزمات تطالب برحيله وقد يحدث ذلك. بات النظام يحرق أوراقه، وصار مثل الحمار الذي يأكل من بردعته كما يقال. أن يضطر الحاكمون لمثل هذه السياسات، فذلك يؤشر على أنهم دخلوا بقوة في مرحلة متطورة من أزمتهم البنيوية.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا فسدت مقدمات مشروع قانون المالية فلن تتحقق أهدافه
- دورة شهيد الطبقة العاملة الشهيد جبيهة رحال
- الفقر بالمغرب جريمة سياسية يرتكبها النظام القائم
- لا تكتيك من دون إستراتيجية ولا إستراتيجية من دون التنظيم الط ...
- وزارة التربية تنصب فخ للقضاء على العمل النقابي في القطاع
- ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟
- لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة
- من علامات الوضع والولادة
- لو كانت افريقيا للافارقة؟
- بعد الإعلان عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة ماذا سيتغي ...
- حول الصرح العظيم حول المشروع التاريخي
- العنف مولدة التاريخ والطبقة السائدة تلد حفار قبرها
- نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس
- قيس سعيد مهرج مكلف بمهمة
- أصبح المغرب مقبرة جماعية للأفارقة البؤساء
- 20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني
- إنهم يستهدفون الجامعة لتصبح أداة تطبيع العقول مع الكيان الغا ...
- الماركسية الثورية تسترجع وهجها وعنفوانها
- الدار البيضاء تحت الحصار
- مسيرة 29 ماي 2022 مناسبة إطلاق حملة نضالية ضد الغلاء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - عندما يغير النظام بارشوكاته