|
قفزات ذبيحٍ مُحتَضِر
محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر
(Mohammed Hussein Al-mosswi)
الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 15:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هكذا هو الحال في طهران بدلاً من أن يُكحِلها المُلا عماها العدل أساس المُلك ولم يعدلوا إدعى المدعون أنهم من أتباع هذا النص (المقتبس) التالي ومن قاله "أشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك! وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم"؛ إدعوا الإتباع ولكنهم لم ولن يفعلوا؛ فهكذا نصوص ليست إلا للتغني بها لكنها في الواقع تخالف ثوابتهم، ويصعب على المدعي أن يتعايش مع الحقائق. يقول المثل العربي المأثور (جاء يُكحلها عماها) وهكذا فعل المُلا وزبانيته في طهران كمسعى منهم لتشويه الثورة التي أوجعتهم وكسرت عظامهم، ومن هنا هموا بصناعة مسببات قمعها، وقد دلهم وحي الغُراب على قصف الأراضي العراقي بالصواريخ وما كان الغراب دليل قوم حتى دلهم على أرض الخراب. كان لفشل عقلية النظام الإيراني وأجهزته في تشويه الثورة من خلال محاولاته لحصرها في فئة وشكل معينين مردودا عكسيا قلب الطاولة على رأسه، وبات في وضع مثير منكسر على كافة الأصعدة داخليا وإقليميا وخارجيا، وقد كان القصف المكثف لـ شمال دولة العراق ذات السيادة بالصواريخ الإيرانية إحدى محاولات النظام النظام لحرف مسار الثورة ليلفت أنظار الإعلام والرأي العام الدولي إلى وقع أكبر وأكثر ضجيجا كوقع تساقط الصواريخ على أربيل والسلميانية في العراق ليقول للعالم أن هذه ليست ثورة وإنما هي حركة تمرد عابرة يثيرها إنفصاليون أكراد إيرانيين يتخذون من إقليم كردستان العراق مركزا لهم ونسى النظام أو تناسى أن العالم كله يعلم بأن الثوار الإيرانيين إيرانيين ومن كافة مكونات ومناطق الدولة الإيرانية معتقدا أنه بوابل صواريخ المُحتضر هذه سينهي الأمر وهيهات فها هي الثورة الإيرانية الدامية تقترب من شهرها الأول غير آبهة بصواريخه على العراق ورصاصه الحربي الموجه للصدور العارية وقمعه الوحشي للنساء والشباب. الحقيقة لمن يريد الحقيقة يقولون أهل مكة أدرى بشعابها، كما يقولون عند جهينة الخبر اليقين وإليكم من جهينة ومن أهل مكة الخبر اليقين: جاء على لسان وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا بأن النظام أرسل برسالة لمجلس الأمن يبرر فيها دوافع قصفه لما أسماهم بالزمر الإرهابية في كردستان العراق ومما ورد في الرسالة (إن الدبلوماسية لم تضع حدا لوجود الإرهابيين في شمال العراق فاضطرت ايران لاستخدام القوة العسكرية"ايرنا12 أكتوبر2022")، أي دبلوماسية صواريخ هذه يا هذا وأي توقيت هذا وأي زمر إرهابية تتحدثون عنها فلقد وصلت صواريخكم لمدارس أطفال وصل صراخها واستغاثتها إلى العالم كله، وصلت صواريخكم إلى أهداف غير التي كنتم تقصدونها، وتقول إيرنا: (وجاء في الرسالة: ان ايران هي من الضحايا الرئيسيين للارهاب طوال اكثر من 4 عقود وان الجماعات الانفصالية الارهابية مثل "الديمقراطي" و"بجاك" و"كوملة" و"باك" المتواجدة في اقليم شمال العراق وتتخذ من ارض العراق منطلقا للهجمات الارهابية والمسلحة ضد المواطنين والبنى التحتية الايرانية.)، وتعقيبا على هذه المحاولات الفاشلة لتشويه الثورة والحقائق بلغة الصواريخ فإن أغلب هذه الجماعات تتواجد تحت الرقابة الشديدة بعلم ملالي طهران في مناطق كردية عراقية ذات علاقات وطيدة وتعاون كبير مع طهران فتواجد جماعة الكومله على سبيل المثال في السليمانية يخضع لرقابة شديدة من الإتحاد الوطني الكردستاني ولا يمكنهم القيام بعمليات عسكرية تهدد أمن النظام أو تقلبهم في أي مصيبة كانت، أما عن الإرهاب فقد تعرضت الكومله نفسها إلى عملية غدر مشينة عام 1996ما دفع أهل بانه المدينة الكردية الإيرانية إلى إستقبال أحد الزعماء الأكراد العراقيين استقبالا غير لائق في نفس السنة عندما انقلبت الأمور وتزلزلت في ذلك العام الحافل بالعار وقد مات بعض الشهود لكن الحقائق لم تمت، أما إذا كانت الكومله (وهي برأينا جماعة مناضلة لها تاريخها) وراء عملية تخريبية كبيرة لمنشآت نووية إيرانية تم إحباطها بحسب قول النظام في رسالته لمجلس الأمن فهذا يعني أن بيت نظام خامنئي أوهن من بيت العنكبوت. لم تعد هناك جدوى للصواريخ وبرامجها ولا لعشرات المليارات من الدولارات التي أُنفِقت على المشاريع النووية وبرامجها بعد ثورة الشعب الإيراني المتأججة وهذا أمر متوقع في دولة تحصر حق المواطنة والإمتيازات الوطنية في 4% من شعبها وتُنكر على الباقين من الشعب حقوقهم، كما تُنكر عليهم ثورتهم المشروعة فتسعى إلى تشويهها بوابل من الصواريخ العدوانية المستهترة ألقت بها على رؤوس الشعب العراقي، وما سلوكيات نظام الملالي منذ تأجج الثورة إلا قفزات ذبيح يحتضر. د.محمد حسسين الموسوي (د.محمد الموسوي / كاتب عراقي
#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)
Mohammed_Hussein_Al-mosswi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يبيعون حلاوة بجدر مزروف (يبيعون الحلاء في قدر مثقوب)
-
ماذا بعد سلاح الملالي النووي
-
ملالي ولاية الفقيه والإسلام والتشيع رسالة نور من القلب إلى
...
-
ملالي ولاية الفقيه والإسلام والتشيع
-
النظام يستدعي داعش لقمع الثورة الإيرانية
-
بديل ما بعد الثورة الإيرانية 2022
-
إشراقة أمل
-
أنا وأنت والأمل
-
صنم طهران ؛ والإنحدار نحو الهاوية
-
أين العرب من الثورة الإيرانية ومخرجاتها
-
القمة العربية قمة الجزائر ؛ قضايا وأولويات
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|