|
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ( 2) من الخطاب الثالث من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 22:15
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ( 2) من الخطاب الثالث من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
الماويّة : نظريّة و ممارسة عدد 42 / جوان 2022 شادي الشماوي الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ... خطابات ثلاثة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
( ملاحظة : الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن ) ------------------------------------------------------- مقدّمة الكتاب 42 في مستهلّ هذه المقدّمة ، نعرّج قبل كلّ شيء على الثلاث نقاط المسترسلة في العنوان الذى إصطفيناه للكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فقد عمدنا إلى ذلك عمدا عامدين بحثا منّا عن تجنّب التعسّف على الواقع الموضوعي و إضافة مرغوب فيها إلى ضروريّة و ممكنة . الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالفعل ضروريّة و ممكنة كما ترشح ذلك أعمال بحثيّة علميّة مستندة إلى التحليل الماديّ الجدليّ العميق للمجتمع و تناقضاته و إمكانيّات و مسارات تطوّره في عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكية و المصالح العميقة للجماهير ليس فقط في الولايات المتّحدة بل عالميّا أيضا ، أي المصالح الأساسيّة للإنسانيّة . و هذا ما تبيّنه بجلاء أعمال بوب أفاكيان ، خطاباتا و بحوثا و دستورا ، التي يقوم عليها هيكل هذا الكتاب و فصوله . إلاّ أنّ هناك بُعدٌ آخر لا يزال غائبا بصفة ملموسة ألا وهو بُعدُ المرغوبيّة بمعنى أن تكون هذه الثورة فضلا إلى ضرورتها و إمكانيّتها مرغوب فيها جماهيريّا و شعبيّا . القيادة و الحزب الطليعي و البرنامج و الإستراتيجيا و طريق الثورة و ما إلى ذلك متوفّرين في الأساس كعنصر ذاتيّ و الوضع الموضوعيّ متفجّر و قابل للتفجّر اكثر و يحتمل حلّين راديكاتليّين ، كما يقول بوب أفاكيان ، إمّا حلّ رجعيّ و إمّا حلّ ثوريّ يمكن إنتزاعه إنتزاعا – حين ينشأ وضع ثوريّ تستغلّه الطليعة الشيوعيّة لتقود الجماهير الشعبيّة لصناعة التاريخ بالإطاحة بالنظام و الدولة القائمين و بناء نظام و دولة جديدين و غايتهما الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالميّ - شرط أن تصبح الثورة الشيوعيّة مرغوب فيها من قبل الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن يرتقى وعيها الطبقي و الشيوعي فتغدو ثوريّة و تبذل قصارى جهدها لإنجازها . و هذه المرغوبيّة في الثورة الشيوعيّة – الإشتراكية حاليّا في هذا البلد الإمبريالي – هي محور نضالات الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و مهمّته المركزيّة راهنا . و خطابات بوب أفاكيان و كتاباته تتنزّل في هذا الإطار . قبل سنوات في العدد التاسع من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " الذى إخترنا له من العناوين عنوان " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) "، صغنا مقدّمة عرّفنا بفضلها بإختصار بهذا الحزب و بالصراعات العالميّة حينها و نعتقد أنّ بضعة فقرات من تلك المقدّمة لا تزال مفيدة اليوم في التعريف بهذا الحزب بشكل مقتضب : " الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية حزب ماركسي - لينيني - ماوي تأسّس أواسط السبعينات من القرن العشرين و تعود جذوره إلى الستينات و السبعينات أي هو نتيجة الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية و الصراع الطبقي على النطاق العالمي لا سيما النضال ضد التحريفية المعاصرة عالميا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين و تأثيرها المزلزل عالميا كثورة داخل الثورة و قمّة ما بلغته الثورة البروليتارية العالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية. تأسّس الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى خضمّ صراع طبقي محتدم فى البلاد و عالميّا سنة 1975 و جاء ثمرة نضالات عدّة مجموعات ثورية أهمّها " الإتّحاد الثوري" و إمتدادا لنضالات الستينات و السبعينات على شتى المستويات ، على أنّه تحوّل نوعي بإعتبار تبنّى المبادئ الشيوعية الثورية الحقيقية ووسائل النضال البروليتارية الثورية و غاية الثورة البروليتارية العالمية ، تحقيق الشيوعية من خلال الثورة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية لتحطيم دولة البرجوازية الإمبريالية و إرساء دولة إشتراكية كقلعة من قلاع الثورة البروليتارية العالمية تعمل على السير صوب تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي . وقد شهد هذا الحزب فى مساره عدة صراعات الخطين منها نذكر على وجه الخصوص الصراع الكبير حول الموقف من الصين بعد إنقلاب هواو - دنك عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 حيث عدّ البعض من القادة و الكوادر أنّ الصين لا تزال على الطريق الإشتراكي فى حين أكّدت الأغلبية إستنادا لدراسات على مختلف الأصعدة أنّ الصين شهدت تحوّلا من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و بالتالى وجب القطع معها و فضحها عالميّا . و خرج الخطّ الشيوعي الثوري الماوي منتصرا ما جعل أنصار دنك سياو بينغ يستقيلون من الحزب أو يطردون منه . و مثّل ذلك حدثا جللا بالنسبة للبروليتاريا العالمية إذ أنّ الحزب الشيوعي الثوريّ الأمريكي وقد حسم الموقف لصالح الشيوعية الثورية و الماوية و الدفاع عن إرث ماو تسى تونغ و الثورة البروليتارية العالمية صبّ جهوده نحو إعادة البناء الثوري للأحزاب و المنظمات بإتّجاه الإعداد للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية على شتّى المستويات. و للتاريخ نذكّر بأنّه بمعيّة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي صاغا مشاريع وثائق كانت بمثابة أرضية منذ 1981 لتوحيد الماركسيين - اللينينيين الحقيقيين [ الماويّين ] بدعم هام من الحزب الشيوعي لسيلان لتنتهى هذه النضالات و النقاشات التي شملت الكثير من المنظمات و الأحزاب الأخرى عبر العالم إلى تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة على قاعدة الندوة الثانية و بيان 1984 و إلى إصدار مجلّة " عالم نربحه " منبرا فكريا للنواة السياسية الساعية لإعادة بناء قيادة عالمية جديدة للحركة الشيوعيّة العالميّة. و بموجب تطوّر الصراعات الطبقية عالميّا و بفعل الصراع الداخليّ للحركة الأمميّة الثورية حصلت قفزة نوعيّة أخرى فى 1993 بإعلان تبنّى الحركة جميعها للماركسية - اللينينية - الماوية علما للثورة البروليتارية العالميّة ... " ( إنتهى المقتطف ) و حدث إنشقاق صلب الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى تقريبا 2006 و إنقسمت الماويّة إلى إثنين ( أنظروا كتاب " الماويّة تنقسم إلى إثنين " ، العدد 13 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) و أنتج الحزب الشيوعي الثوري أعمالا عدّة خائضا صراع الخطّين داخل الحركة الماوية و الحركة الشيوعيّة العالميّة تجدون أهمّها في عدّة كتب بمكتبة الحوار المتمدّن وهي موثّقة في فهارس كتب شادي الشماوي كملحق لهذا الكتاب 42 . و إلى ذلك لزاما علينا أن نذكر أبرز كتابين مطوّرين للماركسية – اللينينيّة – الماويّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة لمهندسها بوب أفاكيان " إختراقات الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة خلاصة أساسيّة " ( الكتاب 35 ) و " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ( الكتاب عدد 38 ) . و من يتطلّع إلى التعرّف على بوب أفاكيان فعليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، بسيرته المعروضة في هذين الكتابين . و نكتفى بهذا مدخلا و ندعو القرّاء للتمعّن مليّا في مدي أهمّية ظفر ثورة إشتراكية هدفها الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد في قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، بالنسبة للحركة الشيوعية العالميّة و للبروليتاريا العالميّة و لجماهير الإنسانيّة ... و محتويات هذا الكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن هذه المقدّمة : الفصل الأوّل - الخطاب الأوّل : لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة I - وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تحدث التغيير الجوهريّ الذى نحتاج إليه ؛ إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة إضطهاد النساء و العلاقات الجندريّة الإضطهاديّة حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود تحطيم الرأسماليّة – الإمبرياليّة للكوكب - كيف يمكننا أن ننجز حقّا ثورة ؛II ملاحق الخطاب الأوّل (4) ( حسب التسلسل التاريخيّ و هي من إقتراح المترجم و قد سبق نشرها ) -1- بصدد إمكانية الثورة - ردّ جريدة " الثورة " - رفع راية بعض المبادئ الأساسيّة : - إستنتاجات جديدة و هامّة : * بعض النقاط الحيويّة للتوجه الثوري - معارضة للموقف الطفولي و تشويهات الثورة - 2-" بصدد إستراتيجيا الثورة " - مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة : - التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته : - ترويج جريدة حزبنا " الثورة " بأكثر قوّة و شمولية : - 3 - مزيد من الأفكار عن " بصدد إمكانية الثورة " - 4 - كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة - لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة - ما نحتاج القيام به الآن - كيف يمكننا أن نلحق بهم الهزيمة الفصل الثاني - الخطاب الثاني : أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة 1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة 2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة - الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة - الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم " - الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة - سياسات الهويّة و الفرديّة - الفرديّة و " اللامبالاة " 3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة 4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة 5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟ - كسر قيود الفرديّة الطفيليّة 6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله ! هوامش الفصل الثالث - الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ... ملاحق الخطاب الثالث ( 5 ) 1- ثورة حقيقيّة ، تغيير حقيقي نكسبه – المزيد من تطوير إستراتيجيا الثورة - النضال ضد الفاشيّة الآن و النضال المستقبلي الشامل - إلحاق الهزيمة ب " التطويق و السحق " و التقدّم بالنضال الثوري - " عدد من جريدة الثورة خاص بالجولة الوطنيّة تنظّموا من أجل الثورة – ماي 2019 : 5-2-6 : 5 أوقفوا ؛ 2 خياران و 6 نقاط إنتباه 2- سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء 3- بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة هذه الثورة ليست مجرّد " فكرة جيّدة " – إنّها عمليّا ممكنة 4- هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة - أوّلا ، بعض الحقائق الأساسيّة - لماذا يعدّ هذا الزمن زمنا تصبح فيه الثورة ممكنة حتّى في بلد قويّ مثل هذا - ما يجب القيام به لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة - خاتمة 5- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا – فهم علميّ أساسي - مثال توضيحي لهذه العلاقات و الديناميكيّة الأساسيّتين : لماذا لا يزال السود مضطهَدين بعدُ بخبث ؟ - يتوفّر الآن أساس تحرير كافة الناس المضطهَدين و كافة الإنسانيّة - من أجل التغيير الجوهريّ للمجتمع ، ينبغي إفتكاك السلطة - هذه الثورة ممكنة و الحاجة إليها ملحّة الفصل الرابع - دستور المجتمع البديل : دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) تقديم : حول طبيعة هذا الدستور و هدفه و دوره يشمل هذا الدستور مدخلا و ستّة أبواب : الباب الأوّل : الحكومة المركزية . الباب الثاني : الجهات و المناطق و المؤسسات الأساسية . الباب الثالث : حقوق الناس و النضال من أجل إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد كافة . الباب الرابع : الإقتصاد و التطوّر الإقتصادي فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا . الباب الخامس : تبنّى هذا الدستور . الباب السادس : تنقيحات هذا الدستور . ---------------------------------------- بمثابة الخاتمة : التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح ملحق الكتاب 42 : فهارس كتب شادي الشماوي -------------------------------------------------------------------------------------------------- ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ (2)
و خلال بقيّة هذا الخطاب ، سأتناول بالحديث بصورة أتمّ ما نحن في حاجة إلى القيام به لأجل إيجاد أرضيّة القيام عمليّا بهذه الثورة ؛ و مع خاتمة هذا الخطاب ، سأعود مباشرة إلى المقاربة الأساسيّة لخوض المعركة الشاملة من أجل الثورة – بفرصة حقيقيّة للظفر. و هنا ثمّة حاجة إلى التأكيد على الحقيقة الحيويّة التالية : كلّ شيء يرتهن بالتقدّم بأناس ثوريّين من صفوف المضطهَدين بأكبر مرارة و من جميع أنحاء المجتمع ، أوّلا بالآلاف و تاليا بالملايين ، كقوّة ثوريّة عتيّة و منظّمة من البداية و بثبات بأفق البلاد بأكملها و ما يؤثّر في المجتمع كلّه و يغيّر إطار كيف ترى الجماهير الأمور و كيف يتعيّن على كلّ مؤسّسة أن تردّ الفعل . يجب تركيز كلّ شيء الآن على إيجاد هذه القوّة الثوريّة و على تنظيمها . و الطريقة الأساسيّة لفعل هذا وقع عرضها في " بيان و نداء ..." . قبل كلّ شيء : " نحتاج إلى أن نغيّر بصفة إستعجاليّة الوضع حيث قلّة غير كافية من الناس لهم علم بهذه الثورة و يقفون إلى جانبها . نحتاج إلى أن نجعل هذه الثورة و قيادتها معروفين في كلّ مكان . نحتاج أن نتحدّى و أن نصارع جدّيا الناس حولنا بالذات و عبر البلاد جميعها لننجز شيئا أي نعم يتطلّب قلبا حقيقيّا و سيحدث فارقا إيجابيّا حقّا – أن نصبح جزءا من الثورة و أن نتّبع قيادة هذه الثورة . نحتاج إلى تنظيم المزيد و المزيد من الناس إلى صفوف الثورة . " و من هنا ماذا يعنى المضيّ إلى العمل الآن لتنظيم الناس في إطار الثورة ؟ مثلما جرى شرح ذلك في " بيان و نداء ..." : " تنظيم الناس إلى صفوف الثورة يعنى بلوغ كافة أنواع الناس – ليس مجرّد الناس أين تحدث إحتجاجات و تمرّدات ضد الإضطهاد و الظلم و إنّما في كلّ زاوية من زوايا المجتمع – ناشرين الكلمة حول الثورة و مجمّعين الناس ( في الحياة الحقيقيّة و عبر الأنترنت ) للخوض في لماذا ثمّة ضرورة ثورة فعليّة ، و ماذا تعنيه مثل هذه الثورة ، و أيّ صنف من المجتمع تهدف إلى إرسائه . و هذا سيمكّن الناس الجدد بالنسبة إلى الثورة من أن يصبحوا هم أنفسهم منظِّمين من أجل الثورة و من إنتداب المزيد و المزيد من الناس للقيام بالشيء نفسه . و على هذا الأساس ، و عبر الصفوف المتنامية للثورة و العمل معا كقوّة جبّارة متنامية ، سيكون ممكنا إجتذاب و تنظيم الأعداد الضروريّة و بناء القوّة الضروريّة لنكون في موقع القيام باللازم . نحتاج إلى الصراع بشدّة مع الناس ليتبنّوا توجّه و إستراتيجيا هذه الثورة و قيمها و أهدافها و ليكرّسوا أنفسهم للنضال من أجلها فيما نوحّد أعدادا متصاعدة لمقاومة تجاوزات هذا النظام و عنفه و دماره ، و من خلال هذا كلّه يتمّ إعداد الآلاف ثمّ الملايين من الناس و صهرهم معا للتخلص من هذا النظام الذى يتسبّب في تحويل حياة الناس إلى جحيم . نحتاج أن نستخدم هذه القوّة الثوريّة المتصاعدة لمواجهة هذا النظام و فارضيه المجرمين و لتغيير كامل " الأرضيّة " ( الوضع و " الجوّ " السياسي و الاجتماعي و الثقافي ) عبر المجتمع ، لغاية إضعاف قبضة هذا النظام على الجماهير و كسب الناس بعيدا عن العمل على تعزيز هذا النظام و فرضه ، و إيجاد أفضل الظروف لنجاح الثورة ". و إلى جانب ذلك ، نحتاج إلى تكريس هذا الفهم و هذه المقاربة الأساسيّين تكريسا ثابتا : " مبدأ و منهج هام في تنظيم الناس في صفوف الثورة هو فهم أنّه بينما تتطلّب الثورة إلتزاما جدّيا ، فإنّ مستوى إلتزام الناس في أي وقت معيّن سيكون " متناسبا أساسا مع و قائما على الطموحات التي تفحوا أعينهم عليها أو قُدّمت لهم و ما يتوصّلون إلى فهم أنّه ضروريّ في علاقة بذلك " ، و هذا الإلتزام " ينبغي أن ينطلق من ما كسبوه هم أنفسهم ( أجل ، كسبوه من خلال الصراع و أحيانا حتّى من خلال صراع حاد ) لرؤية ضرورة و حيويّة المساهمة ى الثورة ". يمكن لهم أن يبدأوا بتولّى مهام أساسيّة بوسعهم إنجازها و يشعروا بالثقة في إنجازها ما يجعلهم يساهمون مساهمة حقيقيّة في بناء الثورة و بوسعهم أن يتولّوا المزيد من المسؤوليّات مع كسبهم لمزيد التجربة و لفهم أعمق للمسائل . المهمّ هو أن يكونوا جزءا من سيرورة بناء الثورة ، إلى جانب آخرين . هذه المبادئ و المناهج ينبغي أن تبقى واضحة في أذهاننا و أن تُطبّق في كافة مراحل إنخراط الناس في الثورة ، لتمكينهم من مواصلة التقدّم في الفهم و في الإلتزام . " ( و هذا مقتطف من الجزء الثاني من خطابي ، " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " ) و كما يوضّح " بيان و نداء ..." ، كي نكسب الجماهير الشعبيّة إلى الثورة ، ثمّة قدر هائل من الصراع اللازم خوضه و ليس ضد النظام الذى مصدر الأهوال التي تتعرّض لها الجماهير فحسب و إنّما أيضا ضد طرق التفكير و السلوك في صفوف الشعب و التي " تقبل بها " عمليّا فيما هي تخدم تأبيد هذا النظام و طرق التفكير التي يشجّع عليها و علاقاته الإضطهاديّة الوحشيّة و قيمه الفاسدة – طرق تفكير و سلوك تمضى ضد إعادة الإستقطاب الذى نحتاج بصفة ملحّة حتّى تتوفّر إمكانيّة حقيقيّة لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة . في " أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ ..." ، أشرت إلى توصيف الإصطفاف الراهن من قبل نائب سابق بالكنغرس، الجمهوري الفاشيّ ستيف كينغ – و مفاده أنّ هناك الكثير من الحديث عن حرب أهليّة أخرى قادمة و الحال أنّ هناك جانب ( هو الجانب الفاشيّ ) مدجّج بالسلاح ( ب 8 تريليون رصاصة ) بينما الجانب الآخر ( " المتيقّظون " ) لا يستطيعون حتّى أخذ قرار أي مرحاض يستعملون . و حتّى و إن عني ذلك بعض التلاعب الحقيقي و التشويه الجليّ للمتحوّلين جنسيّا ،هناك نظرة ثاقبة جنونيّة و قدر كبير من الحقيقة في هذه الملاحظة التي أبداها ذلك الفاشيّ البارز . و لئن تمادى هذا الإستقطاب بلا تغيير أساسي ، ستكون له إنعكاسات حتّى أسوأ مع تطوّر الأمور و مزيد تفاقم الأزمة . و الكثير من ما هو مرتبط بهذا و يعدّ تعبيرا عنه هو واقع أنّ اليوم ، خاصة في صفوف الطبقات الوسطى ، لا تزال الأشياء بعدُ تتطابق أكثر من اللازم مع كلمات الشاعر ييتس : " الأفضل تنقصه في القناعة جميعها ، فيما الأسوأ يزخر حماسا فيّاضا " . الفاشيّون هم من أعلنوا أنّ " هذه حرب ! " – إنّهم يشعرون من أعماق أعماقهم أن كيفيّة سير الأشياء حاليّا غير مقبولة تماما بالنسبة لهم ، بل هو بمثابة تهديد وجودي لنمط عيش و لبلد يعتقدون أنّهم يستحقّون أن يكونوا جزءا منه . و في أذهانهم الجنونيّة ، الحكومة ( أو الحكومة الواقعة بيد الديمقراطيّين أو تحت تأثير كبير للديمقراطيّين تسعى لمواصلة الأشياء في هذا المسار و هي عندئذ بالنسبة لهم غير شرعيّة كلّيا . و في الوقت نفسه ، في صفوف ما يمكن أن يسمّى عن حقّ " الناس النزهاء " المعارضين لهؤلاء الفاشيّين ، ثمّة بصفة بيّنة غفلة و جهل و تجاهل أكثر من اللازم – أو حتّى تنكّر مستمرّ – لما يجرى أبعد من أن يهدّئه إحساس نائم بأنّ الأشياء تمضى في مصلحة و على النحو الذى يريدونها أن تسير فيه أو على ألقلّ أنّ " الأشياء في طريقها إلى الحلّ " بما يتماشى و ميولاتهم . أو ، إلى درجة إعترافهم بأنّ هذا ليس الحال ( على سبيل المثال ، مع تفاقم الأزمة البيئيّة ) قد أدّت بهم ذلك بعيدا جدّا إلى الإنهزاميّة و النفاق و السلبييّة . و لا يتوقّف المشكل عند هذا الحدّ . فكما أشرت كذلك في " أمل من أجل الإنسانيّة ... " : " عنصر آخر من هذا لا يمكن أن نغضّ عنه النظر هو أنّه ، بينما الكثير ممّا يصفه كينغ ينطبق بطريقة ما جنونيّة ، لا سيما على التقدّميّين أو من يسمّون أنفسهم ب " المتيقّظين " من الطبقة الوسطى ، ثمّة مشكل من نمط آخر في ما يتّصل بالقاعديّين الأكثر إضطهادا ، لا سيما منهم الشباب – مشكل عويص هو أنّ بنادقهم موجّهة في الوقت الحاضر إلى بعضهم البعض... هناك شيء يحتاج للتغيير الراديكالي في بناء حركة من أجل ثورة فعليّة . " و لاحقا سأتولّى مزيد معالجة هذا الموضوع . لكن هنا ، من المهمّ لفت النظر إلى ما كان إلى حدّ الآن على الأقلّ ، المعالجة " اللطيفة " للذين شاركوا في إضطرابات 6 جانفى 2021 بالكابيتول و في محاولة الإنقلاب التي نظّمها ترامب – و المستوى المتدنّى من الفهم و الأحكام الليّنة الصادرة عن القضاء في حقّهم بهذا الصدد و أيضا واقع أنّه ليس هناك تحرّك لتوجيه تهم لترامب و وجوه سياسيّة فاشيّة أخرى من القيادات العليا . و يذكّرنا هذا بالطرق التي عولجت بها الأمور في ألمانيا مع صعود الحركة النازيّة هناك و على رأسها هتلر . في عشرينات القرن العشرين ، قاد هتلر ما صار يسمّى ب " إنقلاب بيرهول " – محاولة خرقاء لبلوغ السلطة عبر إنقلاب كان غير محكم التنظيم و يفتقد إلى التخطيط و الدعم الضروريّين . إلاّ أنّ هتلر بوجه خاص جرت معاملته بكثير من اللين و بات ذلك الإنقلاب بالفعل تجربة أداء للإفتكاك اللاحق للسلطة و تعزيز سلطة النازيّين و سحق كلّ معارضة فعّالة ، و ما تلى ذلك من كافة الفظاعات النازيّة الرهيبة . ( و تقبض المقارنة على ما يتقدّم به بعض الناس اليوم في ما يتّصل بمحاولة إنقلاب ترامب و أنصاره غداة انتخابات 2020، و بالخصوص الهجوم على الكابيتول في 6 جانفى 2021 : " ما الذى تسمّون إنقلابا فاشلا ؟ تجربة أداء ! " ). و في الوقت ذاته ، ما هو الوضع " من الجهة الأخرى من النزاع " و خاصة طرف الذين يزعمون أنّهم "متيقّظون " ؟ يجب أن نقول صراحة و مباشرة أنّ " المتيقّظين " تحوّلوا إلى مُزحة – مزحة سمجة . و الشعار الذى رفعناه نحن الشيوعيّون الثوريّون " تعتقدون أنّكم متيقّظون لكنّهكم تمشون و أنتم نيام أثناء كابوس " يقبض على شيء غاية في الأهميّة . غير أنّه ثمّة حاجة إلى أن نضيف أنّ هذا " التيقّظ " بتجنّبه و تفاديه للصراع الحقيقي الذى يتعيّن خوضه و تعويضه ب " تغيير كلاميّ " و " ثقافة المنع " ، عمليّا يساهم في هذا الكابوس و يوطّده . و مثال سخيف و فاضح لهذا هو تلاعب الإتحاد الأمريكي للحقوق المدنيّة بموقف قاضي سابق من المحكمة العليا للعدالة ، روث بادر غنسبارغ بشأن حقّ المرأة في الإجهاض : أحلّ عمليّا الإتحاد الأمريكي للحقوق المدنيّة كلمة " شخص " محلّ " امرأة " ( و هو / ه – محلّ هي / ها ) ! و هذا الصنيع جزء من ظاهرة أشمل باسم الدفاع عن حقوق المتحوّلين جنسيّا ، تدفع عمليّا بإتّجاه محو المرأة مفهوميّا . بيد أنّ محو مفهوم المرأة خطابيّا لا يمحى و ليس بإمكانه أن يمحي واقع وجود الإضطهاد الفظيع لمليارات النساء في هذا العالم الحقيقي . ما يفعله عمليّا من يقفون وراء ذلك الصنيع هو تقويض الصراع النضالي الجماهيري الذى نحتاج بصفة إستعجاليّة ضد الهجمات المتصاعدة على نصف الإنسانيّة ألنثويّ و إحكام سلاسل إضطهاده . و لو واصل الإتحاد الأمريكي للحقوق المدنيّة و آخرون قاموا بأعمال جيّدة في الماضي السير في هذا المسار ، سيقوّضون الكثير من الأشياء الجيّدة التي قدّموها و الكثير من الأشياء الجيّدة التي لا يزال بوسعهم القيام بها و يحتاجون القيام بها . هل يعتقد حقّا هؤلاء الناس " المتيقّظين " و " التقدّميّين " أن التركيز على تغيير المصطلحات ( الأسماء و الضمائر إلخ ) سيؤدّى فعلا إلى تغيير العالم إيجابيّا ؟ هل يعتقدون حقّا أنّ تسمية الإضطهاد " وكالة " يجعل منه أقلّ إضطهادا ( مثلا ، عند وقوع النساء في شباك البغاء و البرنوغرافيا ، هل تسمية ذلك " وكالة " يجعل منه شيئا آخر مغايرا للإضطهاد الفظيع الذى تتعرّض له النساء و الذى يتسبّب في ضرر كبير لجميع النساء ؟ هل يعتقدون حقّا أنّ مزيد " دمج " المضطهَدين في مؤسّسات السلطة و الهياكل المهيمنة لهذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي سيُغيّر فعلا الطبيعة الإضطهاديّة الجوهريّة الشنيعة لهذا النظام ؟ ( أوّل رئيس أسود ... أوّل نائب رئيس أنثى ...أوّل آسيويّ ... أوّل لاتينيّ ... أوّل مثلي جنسيّا ... أوّل متحوّل جنسيّا ... أوّل ... و ظلّ النظام نفسه ! ). أم أنّ المشكل الأعمق هو أنّ هؤلاء " التقدّميّين " و " المتيقّظين " ببساطة قد تخلّوا أو لم يفكّروا قط في العمل من أجل التغيير الذى يفضى عمليّا إلى وضع نهاية للإضطهاد ؟ في ما يتّصل ب " المتيقّظين " – و بالأخصّ مجمل أتباع " ثقافة المنع " – هناك حاجة إلى قول : الجماهير الشعبيّة تتعرّض إلى التعنيف و القمع الوحشيّين و العالم يشتعل ( بأتّم معنى الكلمة و كإستعارة ) و أنتم منشغلون بتغيير وجوه الذين يتراّسون هذه الفظائع و تقسمون صفوف الجماهير حين لا تستخدم أسماء و ضمائر لا تواقفون عليها أو بطريقة ما تدوس المعايير المتحوّلة بإستمرار لدي " المتيقّظين " . و لهذا صلة بالنقاش في كتابى ، " إختراقات ..." لموقف و مقاربة معيّنين – " إصدار موقف للترهيب " - الذى نقده بشدّة ماو تسى تونغ ( قائد الثورة الصينيّة و ما كان دولة إشتراكيّة ثوريّة في الصين إلى وفاته سنة 1976 و قد كان " كتابه الأحمر الصغير " من المقتطفات من أقواله يقرؤه الناس على نطاق واسع عبر العالم قاطبة ، بمن فيهم السود و شباب جميع القوميّات و آخرون في الولايات المتّحدة ) " إصدار موقف للترهيب " ، أوضح ماو ، لا فائدة منه ضد العدوّ وهو يتسبّب في ضرر حقيقيّ لصفوف الشعب . و مثلما أشرت في كتابى " إختراقات ..." : " سياسات الهويّة هذه والموقف المصاحب لها في الغالب الأعمّ، ليست " مفيدة " إلاّ ضمن الذين يقع ترهيبهم بهذا، و بالفعل مثل هذا الترهيب يتسبّب في ضرر كبير . هذا ما قصده ماو عندما قال إنّ هذا النوع من الأشياء يحدث ضررا كبيرا في صفوف الشعب . ترهيب الناس بدلا من كسبهم إلى فهم علمي للواقع ، و ما يجب القيام به بهذا الشأن ، لا يمكن إلاّ ان يلحق الضرر في صفوف الشعب ، و لا فائدة ترجى منه مطلقا ضد الذين يمسكون حقّا بالسلطة . " و إلى جانب هذا ، يتعيّن أن نقول إنّ هناك عدد كبير جدّا من الناس الغارقين في " ثقافة الصدمة " – حيث أيّة شتيمة أو إهانة أو تحدّى لمعتقدات عزيزة على المرء يتمّ التعاطى معهم على أنّهم يمثّلون صدمة فعليّة و تصبح أيّة صدمة حقيقيّة يجرى التعرّض لها دافعا للإنكماش على الذات و التركيز على " العناية بالذات " لدى الفرد . و قد شدّدت في " أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علمي ..." على الآتى ذكره : " الصدمة الناجمة عن الأشكال الرهيبة للإضطهاد و الإخضاع و للعذاب المباشر حقيقيّة جدّا ، و لا أحد يجب أن يُنكر هذا أو يستخفّ به – لكن عوض " الإنكماش على الداخل " الفردي ، يحتاج هذا إلى التحويل إلى غضب و تصميم على المساهمة في نضال جماعي لوضع نهاية لكافة الفظائع ، في كلّ مكان ، يكون مصدرها و سببها الأساسيين هذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي . " لكن إلى جانب " ثقافة الصدمة " - و سأصف هذا حتّى و إن كان من الممكن أن " يتشابك " مع بعض ما يؤكّده الفاشيّون، و أقوم بهذا طبعا إنطلاقا من موقع مناقض كلّيا و بأهداف مناقضة كلّيا – غالبا جدّا ما يكون الحال سخيفا بالرغم من كونه عادة سخيفا ، و حتّى الإحالات الكرتونيّة ل " النيل " من هذا أو ذاك ، كثيرا جدّا من الناس يقع تشجيعهم و تعويدهم على أن يكونوا " أطفالا يبكون لأتفه الأسباب " ! و هنا يترتّب عليّ أن أقول : يكفى من " المتيقّظين " الذين يتصرّفون كما لو أنّهم عمليّا أناس مضطهَدون ( أو كما يحبّذون القول " مهمّشين " ) و كائنات هشّة بحاجة بإستمرار إلى حماية " فضاءات آمنة " ، وإلاّ سيسقطون أرضا لمجرّد ظهور ظاهرة مزعجة . منذ متى يُفترض في الجامعات و المؤسّسات الأخرى أن تكون أماكنا حيث يكون المرء في " أمان " - ليس فحسب من العنف الجسديّ بهذا الشكل أو ذاك ، و من التهديد الصريح أو الهجمات الكلاميّة المهينة بوضوح و إنّما أيضا من الأفكار و المواقف إلخ التي ببساطة تدخل علينا الإضطراب ؟! كيف " ستغيّرون العالم " إن كنتم تسقطون أرضا لمجرّد هكذا أشياء ؟ و مجدّدا ، من " أمل من أجل الإنسانيّة ..." : " في أي نضال حقيقي للتعاطى مع أي إضطهاد حقيقي ، ضد فارضين أقوياء لهذا الإضطهاد ، سيترتّب علينا أن نواجه أفق التضحية الحقيقيّة ، بما فيها أفق التعرّض للهجوم الجسدي . و إذا فكّرتم أنّه بوسعكم إيجاد أماكن آمنة و أنّ هذا سيؤدّى بشكل من الأشكال إلى قيادة أي نوع من التغيير الهام للمجتمع ، فإنّكم تسبحون في الأوهام و الخيالات . " و لنضف إلى المشكل أنّ هذا عادة ما يترافق بمحاولات إستثناء أو إسكات الآخرين الذين وفق هذه الصورة للأشياء يحتلّون مكانة " ذات إمتيازات " و ليسوا " مهمّشين ". و كلّ هذا تعبير عن رؤى منخفضة الأفق إلى أقصى الحدود – بنزعة بارزة نحو تشخيص " العدوّ " على أنّه من لهم " إمتيازات " بدلا من النظام الرأسمالي – الإمبريالي و علاقاته الأساسيّة و مؤسّسات نفوذه و سلطته ، التي تجسّد و تفرض الإستغلال و الإضطهاد الفظيعين الذين تتعرّض لهما الجماهير الشعبيّة هنا و تماما مليارات البشر حول العالم . هنا مجدّدا نعود إلى النقطة التي أثارها ماو تسى تونغ بصدد " إصدار موقف للترهيب "- أنّه لا فائدة منها ضد العدوّ الفعلي وهي تتسبّب في ضرر حقيقي لصفوف الشعب . و يمثّل كلّ هذا تأثر القوى المنطلقة من نظرة و طموحات برجوازيّة ( أو برجوازيّة صغيرة ) – تبحث عن إيجاد تسوية جديدة تمنحها ( و ربّما تمنح آخرين مثلها أيضا ) موقعا أفضل ضمن هذا لنظام الإضطهادي الرهيب ، و تحاول إجبار معارضة الظلم على العمل في إطار هذا الهدف و خدمة له . لهذا ، مرّة أخرى ، و كلّ هذا في أذهاننا ، و بالنظر إلى المجتمع عامة ، ما نحتاجه بصفة إستعجاليّة هو إعادة الإستقطاب – من أجل الثورة : كسب أعداد متنامية من الناس بعيدا عن مساندة هذا الجانب أو ذاك من أجنحة السلطات الحاكمة التي تسعى إلى الحفاظ على هذا النظام و تعزيزه بشكل أو آخر ، و بعيدا عن التشجيع على أوهام قاتلة و أهداف تخدم الذات و تمثّل نهايات بآفاق مسدودة و ما هي بالحلول بالنسبة إلى الجماهير الشعبيّة . و يعود هذا إلى الشرط الأوّل من الشروط الثلاثة للثورة – الإنقسامات العميقة في صفوف السلطات الحاكمة – و بالأخصّ أنّ الجماهير الشعبيّة مع النزاعات التي تعرفها صفوف القوى الحاكمة المتصاعدة عمقا و عادة فعلا ، تتفاعل مع هذا ليس بالسقوط خلفا إلى جانب أو آخر من الحكّام المضطهِدين – ليس بالتصرّف بطرق تخدم تأبيد و تعزيز الحكم الإضطهادي لهذا النظام – و إنّما بالإستفادة من هذا الوضع لبناء قوى من أجل الثورة . صحيح أنّ هناك الكثير من الأشياء السيّئة جدّا المرتبطة بالإصطفاف الراهن و بكامل مسار الأمور ، و قد يفضى هذا إلى شيء شنيع حقّا بيد أنّه من الصحيح كذلك ، و لهذا أهمّية عميقة ، أنّه من الممكن أن نتمكّن من إنتزاع شيء إيجابيّ حقّا من ذلك – ثورة تضع نهاية لهذا النظام و تنشا شيئا أفضل بكثير . لكن ، مرّة أخرى، يتطلّب هذا الإقرار بالوضع و المسار الراهن للأشياء كما هي – و الردّ على ذلك على نحو و بمستوى يتناسبان معها و يتماشى مع الرهانات العميقة المعنيّة – و العمل على تغيير الأمور بصفة إستعجاليّة بإتّجاه هدف التخلّص من هذا النظام بأكمله و تعويضه بنظام مختلف جذريّا و أفضل بكثير . و الواقع الآن هو أنّ قسما فاشيّا من الطبقة الحاكمة يمثّله و يكثّفه الحزب الجمهوري ينخرط بنشاط و عدوانيّة في حركة " ذات شقّين " لبلوغ الحكم الفاشيّ و تعزيزه . وهذان الشقّان هما : إفساد السيرورة الإنتخابيّة و المؤسّسات الحكوميّة المفاتيح و التحكّم فيها ؛ و التهديد بإستخدام العنف بما في ذلك عبر تجييش الغوغاء العنيفة . و حاليّا ، يعوّل هؤلاء الفاشيّين بالأساس على الشقّ الأوّل إلاّ أنّ الثاني ( العنف ) " مرافق " له – و من المحتمل أن يتحوّل هذا الأخير إلى وسيلتهم الأساسيّة متى تبيّنت لهم ضرورة ذلك . و على كلّ حال ، إن أفلحوا في ذلك ، سيوظّفون سلطة الحكم بأكملها – بما فيها السلطة التنفيذيّة الرئاسة و المحاكم و الجهاز القضائي و السجون و كذلك الشرطة و الجيش – لسحق معارضة فعليّة للحكم الفاشيّ و سيقترضون بالقوّة برنامجهم لأسطورة " إعادة عظمة أمريكا " على أساس تفوّق البيض العدواني و التفوّق الذكوري الفجّ و العنيف و قمع المتحوّلين جنسيّا و كره الأجانب ( كره و إضطهاد الأجانب و المهاجرين لا سيما القادمين من ما سمّاهم ترامب بمقولته السيّئة الصيت " بلدان ثقب " ) و التأكيد بالقوّة و التطبيل الشوفيني للهيمنة الأمريكيّة و " تفوّق الحضارة الغربيّة " إلى جانب النبذ المتعمّد للعلم و المنهج العلمي بالخصوص حيث يتداخلان مع النهب بلا قيود للبيئة و للبشر أيضا. و إعتبارا لطبيعة الفاشيّين و أهدافهم و أفعالهم ، توجد إمكانيّة حقيقيّة لنشوب حرب أهليّة فعليّة . و إعتبارا لطبيعة و أهداف و أفعال الفئة " السائدة " من الطبقة الحاكمة ( كما يمثّلها الحزب الديمقراطي و وسائل الإعلام على غرار قناة أم أس أن بى سى و جريدة " النيويورك تايمز " و السى أن أن ) ، و إعتبارا للوضع الراهن للناس من جميع أنحاء المجتمع الذين ينزعون إلى مساندة و سياسيّا إلى التذيّل إلى هذه الفئة " السائدة " من الطبقة الحاكمة ، من الممكن أن يتوصّل الفاشيّون إلى السلطة و يعزّزونها دون خوض حرب أهليّة ، مع كافة التبعات الرهيبة الناجمة عن هذا التعزيز الفاشي للسلطة . أو مثلما وقع التشديد على ذلك في " بيان و نداء " على أنّه يساوى حربا أهليّة من جانب واحد ، قد ينفّذ هؤلاء الفاشيّين مجازرا في حقّ الذين يكنّون ( الفاشيّون ) لهم الكره و منهم اسود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة و " المهاجرين غير النظاميّين " و " النساء المغرورات " و الذين لا تنسحب عليهم " العلاقات و الضوابط الجنسيّة و الجندريّة التقليديّة " . في جميع الأحوال ، إنّه لواقع مميت جدّا أنّ هؤلاء الفاشيّين مصمّمون على سحق – بالعنف إن إقتضت الضرورة – أيّ شخص و أيّ شيء في أيّ مكان من المجتمع يقف حجر عثرة في طريق تحقيقهم لأهدافهم المقيتة . و يضع هذا تشديدا بنقطة تعجّب على ما ورد فى " بيان و نداء ..." عقب هذا مباشرة : " يحتاج هذا الوضع إلى أن يتغيّر راديكاليّا بحيث تصبح الجماهير الشعبيّة مستعدّة إلى إلحاق الهزيمة بالفاشيّين و فعل ذلك كجزء من التخلّص من النظام بأكمله الذى ولّد هؤلاء الفاشيّين إلى جانب كلّ الفظائع الأخرى التي يقترفها بإستمرار . " لن يقاتل الديمقراطيّون الفاشيّين أبدا و ليس بوسعهم قتالهم أبدا على النحو اللازم لقتالهم فذلك يستدعى المضيّ إلى الطبيعة الحقيقيّة لهذا النظام و تسليط الضوء على كون هؤلاء الفاشيّين هما كانوا بَشِعين ، هم في الواقع تعبير بشع عن النظام ذاته الذى يمثّل الديمقراطيّون أنفسهم تعبيرا عنه ، و يعملون على تأبيده . و الأكثر جوهريّة هو أنّ الهدف و الغاية لا يمكن أن يكونا ببساطة إلحاق الهزيمة في حدّ ذاتها بهؤلاء الفاشيّين ، بتوجّه نوعا ما العودة بالأشياء إلى سيرها " العادي " الذى بوساطته عرفه هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الفظيع لأكثر من قرن . ليس هذا زمن الحرب الأهليّة في ستّينات القرن التاسع عشر لمّا كان هدف الذين يقاتلون الظلم هو إلغاء العبوديّة و – بمعنى من يحكم المجتمع – النتيجة الممكنة الوحيدة كانت تعزيز و توطيد حكم الطبقة الرأسماليّة الصاعدة المرتكزة في الشمال ، ذلك الزمن قد ولّى منذ مدّة طويلة الآن . و هذا النظام الرأسمالي الذى تطوّر إلى نظام إستغلال و إضطهاد عالميّ ، الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، منذ مدّة طويلة فات أوانه – و قد مضى لفترة مديدة تاريخ صلوحيّته ، قد مضت لفترة مديدة أيّة ظروف يمكن أن يلعب فيها أيّ دور إيجابيّ . و الهدف الآن يجب أن يكون تحديدا التخلّص من هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي برمّته . و ستكون لطبيعة الحرب الأهليّة الجديدة مظاهر مختلفة بدرجة هامة مقارنة بالحرب الأهليّة السابقة لسنوات 1861-186 حيث حاولت منطقة جغرافيّة من البلد هي الكنفدراليّة الجنوبيّة الإنفصال و تكوين بلد منفصل في تلك المنطقة . و اليوم ، القوى الفاشيّة في الجنوب و كذلك في المناطق الريفيّة عبر البلاد و عبر البلاد بأسرها وثيقة الإرتباط جغرافيّا مع فئات من سكّان معارضين لهذه الفاشيّة . أيّة حرب أهليّة جديدة ستخاض بين القوى المتعارضة التي ستكون قريبة جدّا من بعضها البعض - بالمعنى الحقيقي للتشابك الجغرافي - حول البلد . و في آن معا ستكون لهذا نقاط إيجابيّة و أخرى سلبيّة بالنسبة للذين يقفون على الضفّة الإيجابيّة في مثل هذه الحرب الأهليّة ، و سيحتاج الأمر إلى أن يؤخذ بعين الإعتبار في مقاربة خوض هذه الحرب الأهليّة . ( صورة " الولايات الحمراء / الولايات الزرقاء " التقدّم بإستمرار في وسائل الإعلام مضلّلة للغاية في ما يتعلّق بالإنقسامات الجغرافيّة و السياسيّة في البلاد . فهي لا تمثّل صورة دقيقة لتمركز السكّان – فهي لا تحدّد أين تتمركز عمليّا قطاعات من السكّان و بأيّة أعداد داخل الولايات المعنيّة . و بالأخصّ أنّها تستهين بتمركز السكّان في هذه البلاد ككلّ في المناطق المدينيّة بما فيها الضواحى المحيطة بنواتات وسط المدن ، و بكثافة جماهير المضطهَدين لا سيما في نواتات وسط المدن . وهي تستهين كذلك بالمعارضة القويّة للفاشيّين التي أبداها عدد كبير من الناس في المناطق المدينيّة . و هذا التقديم للأشياء في وسائل الإعلام السائدة يُقصد منه تعزيز الشعور بأنّ الإمكانيّة الوحيدة هي مواصلة سير هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و الخيار الوحيد هو بين قسمين ممثّلين للطبقة الحاكمة لهذا النظام : الحزب الجمهوريّ " الأحمر " أو الحزب الديمقراطي "الأزرق ". ( و بالمناسبة ، يُنسب تاريخيّا اللون الأحمر إلى الشيوعيّة و نسبته هنا إلى الحزب الجمهوري الفاشيّ فظاعة مرفوضة تماما ! ) إنّ الإصطفاف التالى حتّى على الضفّة الإيجابيّة ، في صفوف المعارضين للفاشيّين ، ليس الإصطفاف الذى إليه نحتاج ، ذلك أنّه لن يلبّي متطلّبات التحدّى العميق و الملحّ لهذه الأزمنة . و لهذه الأسباب المناقشة في هذا الخطاب ، لا يمكن أن توجد هزيمة حقيقيّة و دائمة لهؤلاء الفاشيّين في إطار الديمقراطيّين ، في إطار ما كان لأجيال ، " ضوابط " الحكم الرأسمالي " الديمقراطي " لهذه البلاد . جوهريّا ، لا يمكن أن يوجد حلّ لهذا في ظلّ هذا النظام ، حلّ يكون في مصلحة الجماهير الشعبيّة ليس في هذه البلاد فقط و إنّما أيضا في العالم ككلّ . و مرّة أخرى ، ما نحتاج إليه بصفة ملحّة هو إصطفاف مغاير جدّا عن ما يوجد اليوم – إعادة إستقطاب من أجل الثورة . و من جديد – دون أن نكون إطلاقيّين بهذا المضمار – هناك إطار زمنيّ محدود فيه يجب أن نبلغ إعادة الإستقطاب هذه . و لئن تمادت الأمور على ما هي عليه ، بهجوم فاشيّ للحزب الجمهوري و قاعدته و تحوّله حتّى إلى إنتهاج أكثر عدوانيّة و قوّة ، فمن المحتمل جدّا أن يُفلح هجومهم ذي الشقّين و سيستخدمون التغيّرات التي يفرضونها فرضا عبر حكومات الولايات و الأجزاء المفاتيح من الحكومة الفيدراليّة ، و على وجه الخصوص المحاكم ، ليعيدوا كسب و تعزيز التحكّم في البلاد ككلّ ، و التقدّم بثأر لتكريس برنامجهم الفاشيّ و ليقمعوا بعنف بالقدر الذى يعدّونه ضروريّا أية معارضة فعّالة . إستعجاليّة هذا الوضع – و الحاجة الملحّة لإعادة الإستقطاب ، من أجل الثورة - يجب أن يكون مفهوما بوضوح ويجب أن يُنشر بقوّة في صفوف الجماهير الشعبيّة . ينبغي القيام بذلك بشكل مثير و دون تهويل ( و لا حاجة إلى التهويل لوصف الوضع الحيوي و الرهانات الإستعجاليّة ). و بينما من الأهمّية الحيويّة بمكان أن ندفع نحو إيجاد وحدة في صفوف الناهضين ضد المظالم و التجاوزات الفظيعة التي يقترفها بإستمرار هذا النظام ، و لبثّ الحياة بلا إنقطاع في إمكانيّة بديل مختلف راديكاليّا و تحريريّا ، مجدّدا، ثمّة حاجة إلى التشديد على أنّه من الضروري خوض نضال لا هوادة فيه لإنقاذ الجماهير من طرق التفكير و التصرّفات التي تبقيهم في الواقع أسرى هذا النظام و تساهم في تأبيد هذا النظام بشكل أو آخر. فكر الجبريّة و الإنهزاميّة – الإعتقاد في أنّ لا شيء يمكن فعله لتغيير الوضع الفظيع و المستقبل الكئيب الذى تواجهه الإنسانيّة الآن ، الإعتقاد في أنّه ما من تغيير راديكالي إيجابي يمكن أن يحدث – هذا التفكير ذاته يجب إلحاق الهزيمة به و تجاوزه في آن معا من خلال الصراع الحاد و بعث الحياة في و نشر شعبيّا إمكانيّة عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير و من خلال الثورة المستندة إلى مقاربة علميّة و ماديّة و فهم العالم الحقيقي و الإمكانيّة الفعليّة لتغييره الجذريّ الإيجابي . عامة – و فوق كلّ شيء بمعنى الجماهير الأساسيّة ، يجب أن يُصبح المضطهَدون بمرارة حجر زاوية هذه الثورة – يجب تجاوز الإنهزاميّة و إيجاد إعادة الإستقطاب الضروريّة و لا يمكن فعل ذلك إلاّ عبر مزيج قويّ من الصراع الإيديولوجي الشرس في صفوف الشعب لكسب أعداد متنامية إلى الفهم العلميّ للوضع الذى نواجه و الحلّ العملي لهذا ، إلى جانب مقاومة مصمّمة لهذا النظام الإضطهادي . و ينبغي أن يساهم كلّ هذا في بناء القوى و خلق إصطفاف سياسي ضروريّ للثورة . و في حين تحتاج الجماهير الشعبيّة بصفة إستعجاليّة لهذه الثورة ، من الصحيح تماما أيضا و الآن بالذات ، أنّ غالبيّتها تفكّر بطرق خاطئة كثيرا . و لوضع الأشياء بشكل مباشر ، الكثيرون لا يعرفون أيّ شيء و يغرسون رؤوسهم في التراب ! و يحتاج هذا إلى تغيير جذريّ – و لا يمكن أن يحدث ذلك إلاّ من خلال قدر هائل من الصراع الحاد . و كما قلت سابقا ( في " هذا زمن نادر ..." ) : " إنّها لمسؤوليّة كلّ فرد يُقرّ بالحاجة العميقة إلى الثورة – و الإمكانيّة النادرة في مثل هذا الزمن للقيام عمليّا بالثورة – أن يحوّل بلا كلل و أحيانا بشراسة النضال لكسب المزيد و المزيد من الناس لإحداث قطيعة راديكاليّة مع الإطار الخانق و المهين لهذا النظام و لإتّخاذ التوجّه و الدوافع الثوريّة المعروضة في " بيان و نداء ..." و العمل وفقها . و بدلا من البقاء في " مسارك الخاص " و " البحث عن المصلحة الخاصة " بينما يتحرّك هذا النظام نحو حتّى المزيد من السحق الحيويّ لأيّة آمال في عالم يستحقّ الحياة فيه ، يحتاج الناس النظر إلى الصورة الشمل مركّزين على المصالح الأوسع للإنسانيّة و إمكانيّة عالم أفضل بكثير – و السعي إلى تحويل هذا إلى واقع . وبدلا من إيجاد التبريرات للمضيّ مع الأشياء كما كانت و الوقوف على الربوة ( أو حتّى تشويه ) الثورة ، يحتاج الناس إلى الإنضمام إلى صفوف الثورة و ليس التفريط في الفرصة النادرة للمساهمة في إنشاء شيء أفضل بكثير . و بدلا من الإندفاع بحماس فى أعمال إحباط فرديّة أو محاولات الهجوم على هذا النظام بقوى صغيرة الحجم و منعزلة ليست لها فرصة النجاح ، يحتاج الناس إلى توجيه غضبهم و كرههم للظلم إلى بناء حركة ملايين يمكن أن تكون لهم فرصة حقيقيّة لإلحاق الهزيمة بهذا النظام و القيام بثورة حقيقيّة . و بدلا من التصارع و التقاتل ، ما يحتاج الناس القيام به الآن هو الوحدة للدفاع عن بعضهم البعض – معارضين كلّ العنف الظالم و ليس شنّ الهجمات على أي شخص و في الوقت نفسه عدم السماح للشرطة أو العصابات الفاشيّة ط المدنيّة " بأن تعنّف الناس بشكل طائش و تقتلهم . كما يحتاج الناس إلى القيام بهذا كجزء من بناء القوى من أجل الثورة . و عوضا عن إستهزاء و البعض بالبعض الآخر و التهجّم عليهم و الإنقسام إلى " هويّات "، يجب العمل على توحيد كلّ الأفراد من أيّة زاوية من زوايا المجتمع يمكن توحيدهم في القتال ضد الإضطهاد و الظلم بهدف وضع نهاية لهذا النظام الذى يمثّل مصدرا لهذا الإضطهاد و هذا الظلم . و بدلا من التذيّل للحمار الديمقراطي – بمحاولته الإبقاء على هذا النظام الوحشيّ و التعاطي مع الخطر الفاشيّ المتنامي بالتعويل على " السيرورات العاديّة " لهذا النظام و الجهود المشؤومة لمعالجة الإنقسامات التي تتعمّق يوميّا – يحتاج الناس إلى العمل من أجل الثورة التي نحتاجها بصفة ملحّة و التعاطي مع الخطر الفاشيّ كجزء من القيام بذلك . "
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة
...
-
مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريك
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) :
...
-
وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ
...
-
لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكال
...
-
المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبق
...
-
مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسمال
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) :
...
-
الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد
...
-
الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط
...
-
فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق
...
-
لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا
...
-
الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري
...
-
مقدّمة الكتاب 42 : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأ
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|