أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جاسم الهاشمي - لَمْ أكُن حُرّاً














المزيد.....


لَمْ أكُن حُرّاً


محمد جاسم الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول جبران خليل جبران: ( يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبهه لعله يحلم بحريته ، وأنا أقول لهم إذا رأيت عبداً نائماً نبهته وحدثته عن الحرية ).

الحرية هي القدرة على ان تفعل او لا تفعل ، والحرية هي فعل إنساني طبيعي فطري ما لم يحدد بقانون مدني او ديني او عرفي أو غير مؤدلج ، ولهذا تكون الحرية نسبية في ظل التشريعات والقوانين التي تنظم حياة الناس ، وكما يقول بيجوفيتش في كتابه "هروبي الى الحرية" : "ليس من الضرورة أن يكون كل عاقل ملتزم بالقانون هو إنسان أخلاقي ، لأن الاستقامة الشكلية في منظوره قد تكون نابعة من خلال الخوف أو العادة والتأقلم ، والتأقلم والتماهي مع أي قانون وأيًا كان مصدره هو نفي للحرية الشخصية ، ويرى أنه ( إكراه لما يجب عليك أن ترغبه ) ،

لكن لا حرية بلا مسؤولية ، لأنها ستكون فوضى تلغي بها حرية الآخرين وتتسبب بظلمهم …

ومن اهم العوامل في حركة اي ثورة ضد الظلم والاستبداد والانظمة الشمولية هي " الحرية " التي ينادي بها منذ القدم كل شعب مضطهد ، وإن فقد الحرية سيفقدنا انسانيتنا التي تتمثل بالعدل والمساواة والكرامة ، وحتى الجنة الموعودة لا تغنينا عن تلك الحرية لأننا سنكون رهن غرائزنا بين النساء والخمرة والولدان المخلدون ولن يكون هناك حرية للإبداع الإنساني 0

يقول فهمي هويدي في كتابه "القرآن والسلطان " ( فى غيبة الحرية تسود القيم الوثنية و تمتد القداسة و الحصانة لسادتنا وكبرائنا و ما وجدنا عليه اباءنا ) ، ولهذا فإنك لن تكون حراً مادامت هناك افكاراً مقدسة وشخصيات مقدسة اعلى من النقد أو الإتهام ولديهم حصانة سماوية تلغي حريتك في ذلك ، فحتى يكون المرء حراً ، حسب الإغريقيين ، فيجب ألا يحكمه سيد وأن يعيش كما يريد ، وكما تقول الحكمة : سيد نفسه من لا سيد له .

نحن مصنعين وفق الضروف المناخية لبيئتنا ، متى ما قاومنا تلك المناخات لنصيغ من انفسنا شكلاً يتناسب مع ذاتنا فإننا بذلك نصبح احراراً ، فالعبودية احد مفاهيم اللا حرية ، والتبعية احد مفاهيم اللا حرية ، و الطاعة العمياء احد مفاهيم اللا حرية ، والإذعان احد مفاهيم اللا حرية ، كذلك نحن محكومين بجغرافية معينة تحدد انتماءنا وثقافتنا وتعطينا هوية لا تشبه ذواتنا وهذا ايضاً من مفاهيم اللا حرية .

أن يكون لك عقلا متحرراً ناقداً ، وفكراً واسعاً ، متعدد الفضاءات ، وان تتحمل مسؤولية قراراتك ، فهذا يعني انك انسان قد تحررت من اغلال الجهل والتبعية .

هذا أنا :
لم اكن حراً في إختيار وجودي
لم اكن حراً في اختيار إسمي
لم اكن حراً في اختيار الأرض التي ولدت بها
لم أكن حراً في اختيار الدولة التي اعيش فيها
لم اكن حرً في اختيار هويتي
لم اكن حراً في اختيار ديانتي
لم اكن حراً في اختيار مذهبي
لم اكن حر اًفي اختيار قبيلتي
لم اكن حراً في اختيار بيئتي
لم اكن حراً في اختيار دراستي
لم اكن حراً في ان اكتب
لم اكن حر في أن اقرأ
لم اكن حراً في ان افكر
لم اكن حراً في أن أُعبٌِر
لم أكن حراً في ظل ممارسة عادات وتقاليد مجتمعية قبلية بائدة

" لم أكن حراً "



#محمد_جاسم_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء الكوني والانتماء الكينوني
- منبر الخرافة ومنبر الثقافة
- الغمة العربية
- إرحموا صحافة ذلت
- تخبيصات
- الله ما مسجلهم بدفتره
- - الحمار- حضرة العمده
- سجون وشجون
- ويلٌ يومئذٍ للمدخنين
- البيضة والسياسة


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جاسم الهاشمي - لَمْ أكُن حُرّاً