أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / (5) / متعصبون للفكر والعاطفة














المزيد.....

مقولة وتعليق / (5) / متعصبون للفكر والعاطفة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 10:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مما قاله المفكر جورج برناردشو : (( لا تناقش عاشق ولا متعصب فالأول يحمل قلبًا اعمى ، و الثاني يحمل عقلاً مغلق )) .
يعدُّ النقاش من أرقَى وسائل التواصُل مع الآخرين ، ومن خلاله يستطيع المرء ايصال ونقل افكاره واراءه للغير , وليس كل من تكلم احسن النقاش , اذ لا يُحسِن النقاش الجاد والهادف إلا أهلُ الدراية والخبرة والمعرفة والثقافة .
ولابد لنا من النقاش فهو الطريق المهم للتواصُل والتفاهم بين الناس، بل ومن أهم وسائل التعارف والتآلُف بينهم ؛ إذ نلتقي كل يوم بأنواع مختلفة من الأشخاص، فقد يتمخض من رحم هذه الاختلافات أحيانًا سوء فهم، ولا سيَّما إن اختلفت مظاهر الآخرين أو أفكارهم أو ممارساتهم عن مظهرنا أو أفكارنا أو ممارساتنا ... والناس اعداء ما جهلوا كما قيل قديما .
وقد نهى المفكر جورج برناردشو عن مناقشة صنفين من الاشخاص ؛ الاول العاشق ؛ لأنه لا يرى عيوب وأخطاء وهفوات المعشوق ؛ فعندما يغرم شخص بآخر ، فإنّه عادة ما يتغاضى عن هفواته وعيوبه وسيّئاته وذلك بدافع الحب والشّعور الجميل الذي يعيشه الفرد مع من يحب ، بل احيانا تذوب وتنصهر شخصية العاشق في المعشوق ؛ لأن كل تركيزه يكون بالحب والمشاعر والاحاسيس والشهوات واللذات ؛ وفي هذه الحالة لا يؤثر النقاش فيه ولا تغير الكلمات والانتقادات من موقفه , ولا يسمع لأقوال واراء الاخرين في حبيبه حتى وان كانت صائبة ومطابقة لواقع الحال ؛ وكأن في اذنيه وقرا ... ؛ وصدق الشاعر عندما قال :
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
والصنف الثاني المتعصب ؛ فالعصبية الفكرية تعني : الايمان المطلق بأفكارنا والجزمية المطلقة بعقائدنا – ( الدوغمائية ) - ؛ حتى نجعل من انفسنا وطوائفنا واحزابنا وجماعاتنا ... معيارا للحق والباطل , فيصبح معيار الصدق والحق ما نؤمن به ونعتقد بصحته فحسب ؛ ولا نهتم لآراء وافكار وعقائد واقوال وحكم الاخرين مهما بلغ شأنهم ... , فالتعصب يجعل الإنسان أعمى العقل يبحث عن تبريرات لنفسه ليقنع نفسه أنه هو من يملك الحقيقة المطلقة مهما كانت مخالفة للمصالح الإنسانية والعقل والعدل والعلم والوجدان ... .
و البعض يريد الإنغلاق على ذاته والتحرك ضمن دوائر مرسومة ، وهذا الامر لا يفضي الى جديد , اذ سنبقى ندور في حلقة مفرغة ؛ بينما وظيفة النقاش تعني : عملية تشاور متبادلة هدفها السعي وراء تحقيق التفاهم المشترك عبر بوابة الاستماع الفعال والعاطفي من أجل اكتشاف أوجه التشابه وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة , فالنقاش الجاد احيانا يقوض الافكار الخاطئة ويصحح المسارات السلبية ويعمل على احلالها بتلك الصحيحة والايجابية ؛ ولعل هذه الوظيفة المهمة للنقاش تنتفي عندما تتناقش مع المتعصب لان الحوار معه يصبح اشبه بحوار الطرشان ؛ وكأنك تكلم حائط فهو لا يسمع ولا يبصر ولا يعي ما يدور حوله ولا يصغي للآخرين ؛ وعليه لا تستغرب في ان اغلب الاجتماعات السياسية و اللقاءات الحزبية التي تشهدها مختلف المؤسسات والتجمعات السياسية والثقافية والدينية في دول العالم الثالث ... بصفة عامة ، أكثرها لا تسفر عن قرارات متفق عليها ، كما لا تخلو من رفع الأصوات وتبادل الاتهامات والانتقادات ، والتغول في فرض الرأي والارادة على حساب الآخرين، وهذا مرده إلى الانغلاق الفكري والتعصب السياسي والثقافي والديني والتقوقع على الذات وعدم رؤية الاخرين والمخالفين ؛ ففي هذه الحالة اكسب الجدال بأن لا تجادل المتعصب فكريا وسياسيا وثقافيا ودينيا ... الخ .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون النهب الغذائي
- الشجاعة الاخلاقية
- رسالة الفن الوطني الاصيل
- بوادر الفن الوطني الاصيل / فيلم احياء تحت التراب / انموذجا
- كل شيء من اجل العنف
- ملاحقة مجرمي الفئة الهجينة
- معوقات العمل التطوعي
- مظاهر استراتيجية -الفئة الهجينة - في تدمير الاغلبية العراقية ...
- ظاهرة الخوف والرعب في مجتمعنا
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الثانية / ( استرداد الحق من السرا ...
- التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العراقي
- العدالة الغائبة والعقاب المؤجل
- ظاهرة تمجيد المجرمين و الولاء للظالمين
- ذكرى هلاك المشنوق المجرم صدام
- المستهدف الوحيد من الإعلام المنكوس
- الرحمة المفقودة والعقوبة الموجودة
- ايام الزمن الاغبر /الحلقة الاولى / الفقير وخيارات الفقر المت ...
- الحركة الدينية المنكوسة في العراق الحلقة الاولى
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثامنة / الحبس الانفرادي


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / (5) / متعصبون للفكر والعاطفة