حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 15:27
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
للجميعِ الحقُ المشروعُ في الطموحِ، في التعليمِ. الدولُ المُسيطرةُ في عالمِ اليوم هي التي أتاحَت فرصًا متكافئةٍ للتعليمِ الحقيقي بكلِ مستوياتِه، بعيدًا عن شعاراتِ كاذبةِ عن جودةٍ غائبةٍ واِعتمادٍ زائفٍ. مع الأسف، فإن حالَ التعليمِ عندنا بكافةِ مستوياتِه وقعَ أسيرًا لتجاربِ من جعَلوا مسمياتِ التطويرِ والجودةِ سببَ كراسيهِم واستمرارِهم لعقودٍ، يَتَمَسحون في الغربِ ومنه يتمَلَصون وفقَ رغباتِ مصالحِهم.
التعليمُ العالي له تصنيفاتٌ عدةٌ، بدأ حكوميًا خالصًا على قدرٍ من الاِحترامِ والقيمةِ، ثم مع الخصخصةِ ظهرَت الجامعاتُ الخاصةُ بمفاهيمٍ جديدةٍ أعلَت قيمةَ المالِ وجعلَت الشهادةَ والنجاحَ لمن وجدوه في جيوبِهم. تأثرَ التعليمُ الحكومي بالتعليمِ الخاصِ بدلًا من أن يؤثرَ فيه، فظهرَت البرامجُ المدفوعةُ الثمنِ وكأنها التطويرُ. تغيرَت أخلاقياتُ التعليمِ الحكومي وأهدافُه، وظهرَت إداراتٌ ودوائرٌ اِرتبَطَت تطلُعاتُها بالترويجِ لهذا النمطِ. ومع تلاشي دعمِ التعليمِ من المُوازناتِ ظهرَت عشراتُ الجامعاتِ الأهليةِ على أنها لا تستهدفُ الربحَ، لكن واقعًا المكسبُ حلو، ومصاريفُها فوق في العَلالي.
عَكَسَت هذه المسمياتُ طبقيةَ التعليمِ لا قيمَتَه، فمجموعُ الاِلتحاقِ بالجامعاتِ ينخفضُ بمقدارِ مصاريفِها حتى يتدنى ل65٪ للدراساتِ الهندسيةِ في الجامعاتِ الأهليةِ. من لا مالَ له فما أمامَه إلا المعاهدُ العليا حتى لو علا مجموعُه عن الجامعاتِ الخاصةِ والأهليةِ، وكأن الدراسةَ بهذه المعاهدِ شهادةُ فقرٍ. الدراساتُ الهندسيةُ غَدَت المَجني عليه الأكبرَ في تعدديةِ التصنيفاتِ تلك بفعلِ من استوطنوا أمورَها لعقودٍ وعقودٍ.
تعليمٌ طبقيُ تسودُه الرغبةُ في حصدِ المالِ، تُدمرُه جودةٌ وقحةٌ مُتَبَجِّحَةٌ شديدةُ الخداعِ والإدعاءِ. كيف إذن ينشأُ جيلٌ مُنتمي وهو ينجحُ لمجردِ المال أو تتحطمُ أمالُه لقِلَتِه؟؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟