تناقلت وسائل الأعلام خبر طرد السيد محمد جاسم العلي – مدير قناة الجزيرة – من عمله في القناة المذكورة على خلفية تقاضيه أموال وعمولات مقابل توظيف القناة لصالح سلطة الطاغية صدام وبمايسيء الى الشعب العراقي.
وقرار الطرد الذي جاء بعد أن أدى السيد العلي دوره كاملاً لن يعفيه من محاكمة الضمير التي ينتظرها كل أصحاب الضمائر الحية والنظيفة ن مثلما لن تعفيه من الملاحقة الجنائية التي سيقوم بها الشعب العراقي وسلطته الشرعية الديمقراطية القادمة ز
وليس السيد محمد جاسم العلي وحده المتهم في هذه القضية في القناة المذكورة ، بل أن عدد من عناصر المخابرات العراقية والمتعاقدين مع سلطة الموت والأرهاب في بغداد من الذين سخروا طاقاتهم وبرامجهم لصالح الطاغية ، أضافة الى أرتباط عدد من المراسلين بجهاز المخابرات العراقي السيء الصيت مع علم قناة الجزيرة بذلك .
الأساءة البليغة التي وجهها السيد العلي ومن يعمل في حلقته في قناة الجزيرة للشعب العراقي لايمكن أن يمحوها الزمن أو قرار أعفاءه من مهمته ، وستظهر الأيام القادمة من الأسرار والخفايا التي تجعل المواطن العراقي والعربي يتعجب لما وصل اليه الأنحدار في التعامل الأعلامي العربي ، ومساهمة المذكورين في تدني سمعة هذه القناة التي أريد لها أن تكون صوت الذين لاصوت لهم ، فأضحت الصوت السيء للطغاة ومنبر للأساءة للحقيقة وبوق مدافع عن الظلامية والتخلف ووكر يضم العديد من دبابير الشر .
أن طرد السيد محمد جاسم العلي من قناة الجزيرة لن يجعله بمأمن من ملاحقة القانون الجنائي العراقي حاله حال العديد من الأعلاميين العرب ومقدمي برامج الفضائيات الذين تكالبوا لنصرة الدكتاتور ، وأختاروا الوقوف الى جانبه متوهمين أنه يمكن أن يعود ليحكم العراق بالحديد والنار وينعموا بهباته السخية والأموال التي ينتزعها من أفواه الجياع والمرضى في العراق .
ومع أن قرار الطرد هذا جاء بعد أن أزكمت رائحة الفضيحة كل أركان القناة ، وعمت الفضيحة ليس فقط منطقة الخليج أنما عرف بها جميع المشاهدين ومتابعي الأخبار في الوطن العربي ، الا أن هذا القرار لم يأتي لتسوية الحساب أو أرضاء لقرار الشعب العراقي أو وقوفا تضامنياً معه ، بل كان على أثر تسوية ولملمة الفضيحة داخل أروقة القناة الفضائية .
ويمكن أن تشكل عملية طرد السيد العلي من قناة الجزيرة عبرة لغيره من العناصر التي لوثت سمعتها وأسمها بالأتصال بالأجهزة الصدامية المعادية حتى للخلق الأعلامي والأنساني لتبيع ضميرها المعروض في سوق النخاسة بأرخص الأثمان .
وستحين الساعة التي تنتشر فيها الأدلة والأسانيد التي تدين أرتباط هذه النماذج التي ستلعنها الأجيال العربية وتتذكرها بكل سوء كمثل سيء ورديء في مهمة الضمير والشرف وكلمة الحق والأنصاف والموقف المعتدل دون ذر للرماد في العيون أو دس للسم في العسل .