أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7416 - 2022 / 10 / 29 - 20:28
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
مع وصول الإنسان إلى منتصف العمر - أو ما يسمى كذلك - وهو غالبا مع دخول الإنسان الأربعينات من عمره ، يبدأ في التوقف ، والنظر إلى الماضى بحنين والنظر إلى المستقبل بترقب !!
وتبدأ الأسئلة الكبرى في حياة الإنسان فى الظهور :
ماذا فعلت بعمرى الماضى ؟
وماذا سأفعل بعمرى الباقى ؟
ماذا حققت ؟ وماذا لم احقق ؟
و .. ثم ماذا ؟
وتبدأ نظرة الإنسان إلى كثير من الأشياء فى التغير ..
فى هذه السن يكون الإنسان - غالبا - قد أنجز الاشياءالأساسية فى حياته : التعليم - المسكن - العمل - الزواج - الابناء ..
وفى هذه السن يبدأ التفكير فى " المعنى " أكثر من التفكير فى أى شئ آخر ..
المعنى من الكفاح فى الحياة ، والمعنى الحقيقى للنجاح والفشل ، والمعنى من الحياة ذاتها ..
وغالبا ما تأتى للإنسان فى تلك الفترة ما يعرف بأزمة منتصف العمر !!
وكثير من الناس يغيب فى متاهات هذه الفترة الغريبة ، وتتعدد استجابات الناس لهذا المثير الطارئ !!
فبعض الناس يجد فى التسلية المشروعة( كمشاهدة الافلام والتلفزيون عموما ، أو السفر المتكرر ، أو مشاهدة مباريات كرة القدم وغير ذلك ) أو غير المشروعة ( كالخمور والمكيفات والتسلية غير البريئة ) طريقا وحلا لهذه المعضلة ..
وبعض الناس يجد فى الدين عزاء وسلوى وجواب على أسئلة المصير ..
وبعضهم يلجأ إلى الحب ، محاولا بطريقة يائسة استعادة شباب فى طريقه إلى التلاشى ، وإقناع نفسه أن الماضى يمكن استعادته ، وغالبا ما تنتهى تلك المحاولات بفواجع مؤلمة !
ما الحل إذن ؟
الحياة دورات ، وهى بطبيعتها متغيرة ، وربما كان من الأنسب للإنسان أن يجد لنفسه " حياة " جديدة في هذا العمر !
بمعنى أن يجد - بعد طول التجارب ومعرفة البشر - أحلاما جديدة واهدافا جديدة لحياته .
وهى طريقة لا يمكن تقديم نصيحة محددة فيها لأحد !! فالبشر مختلفون ، فى أسلوب حياتهم ، وفى نظرتهم للأمور ، وفى طموحهم ..
وبالتالى سوف تختلف أهدافهم وأحلامهم الجديدة من واحد لآخر ..
الفكرة هى أن الحياة مستمرة رغم كل شئ ، وتوقف الإنسان للبكاء على الماضى ، أو الفزع من المستقبل غير مجدية ، وهى ستستهلك الصحة النفسية والعقلية للإنسان ..
يبقى أن يختار كل انسان لنفسه فى ضوء ما يحب أهدافه وأحلامه الجديدة ..
أن يختار لعمره معنى جديد مختلف .
وأن يبدأ حياة جديدة ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟